يعتبر منير الطرودي من الفنانين التونسيين القلائل الذين مزجوا بين المقامات البدوية التونسية الأصيلة وأنماط الموسيقى الغربية كالجاز والروك والهيب الهوب ويبدو ذلك واضحا في أغان مثل "الشهرية" و"العساس" و"ناقوس" و"يا حمة" وغيرها كما أن حضور الفنان المتميز على الركح وتلقائيته في الآداء والمحافظة على اللهجة أو"اللكنة" البدوية بروح معاصرة أكسبه علاقة متميزة وفريدة من نوعها مع الجمهور. فقد شهدت جل عروضه نجاحا مهما سواء في تونس أو خارجها. لكن منير الطرودي ورغم أغانيه التي تحمل مضامين ملتزمة وتعالج قضايا واقعية ورغم منهجه الخاص في العمل الفني وجهوده في الإنفتاح على الموسيقات الأخرى ومن بينها الغربية دون أن يخل بطابع و"روح" الأغنية التونسية يصنف أحيانا ضمن الفنانين الشعبيين. وبعيدا عن احداث مقارنات على أساس تفاضلي باعتبار أن كل توجه موسيقي له رسالته وطابعه الخاص وجمهوره، حاولنا أن نفهم خصوصية تجربة الفنان المثيرة فعلا للفضول. فكان أن استهل منير الطرودي حديثه بأمر يعتقد أنه في غاية الأهمية وهو ضرورة فهم وإدراك أسس الفن الشعبي قبل إصدار أي حكم في شأن الفنان وانتمائه إلى هذا النمط الموسيقي أم لا. فمنير الطرودي يرى والكلام له- أنه صاحب تصور مغاير لما يسمى اليوم بالفن الشعبي ذلك أنه يعمد دوما إلى توظيف الآلات الغربية فضلا على المحافظة على النفس البدوي الشعبي الفلكلوري قصد ابتكار موسيقى راقية متجددة هي بمثابة إثراء للتراث التونسي بدليل أنه صاحب أربع أغان تراثية فقط من بين العديد من الأغاني الأخرى ذات طابع موسيقي متجدد وايقاعات مختلفة وكلمات هادفة ويشير في هذا السياق "أنا لا أنتمي إلى الفن الشعبي"مع احترامي لأصحاب الأغاني الشعبية إذ ثمة فروق بين الفن الشعبي والفن الشعبوي".
أول ألبوم في فن الراب
وفي حديثه عن الساحة الفنية عامة في تونس أوضح منير الطرودي أنها تتضمن الغث والسمين ومن المؤسف أن تشهد العديد من الأعمال التي لا ترتقي إلى الحد الأدنى من الذوق، خاصة منها أعمال "الراب " التي أصبحت لا تحصى ولاتعد، وأغلبها "لا تتوفر فيها الضوابط المطلوبة من نسق شعري وايقاعات مدروسة". وأشار منير الطرودي إلى أنه أول فنان غنى الراب وهو صاحب أفضل ألبوم لسنة 2005 نال إثره تكريما من قبل المنظمة الفلسطينية "يابوس" وكان قد دعي آنداك لإقامة عرض في القدس.
إسماعيل الحطاب وشارلي شابلان
وتجدر الإشارة إلى أن منير الطرودي قد شارك في عدة عروض موسيقية بامضاء الفاضل الجزيري على غرار الحضرة- و-زغندة عزوز- و-نجوم 94- وهو ما ساهم في تحسين آدائه على الركح وحضوره المتميّز على المسرح وتفاعله مع الجمهور ما يقر أن تجربته مع المسرحي الفاضل الجزيري قد ساهمت في تطوير قدرته على الآداء دون أن ينسى تأثره البليغ بإسماعيل الحطاب واحترامه لفنه واستفادته من ملاحظاته لتجربة " شارلي شابلان "والفنانة "إيديت بياف ".. وأعمالهم المتنوعة وطريقة شدهم الجماهير بأساليب مذهلة. كل ذلك صاغ بطريقة أو بأخرى تجربة منير الطرودي ذات الخصوصية الواضحة والتي ينتظر منه الجمهور بالتأكيد الكثير.