الهادي بالرخيصة أو "بلها" كما يحلو لعشاقه أن ينادوه ولد في 28 جوان 1972 في جزيرة قرقنة بالجنوب التونسي وترعرع بين تونس و فرنسا حيث كانت عائلته كثيرة الترحال . انضم "بلها" إلى صفوف الأحمر و الأصفر وعمره 18 سنة بعد تعلم أبجديات الكرة في فرنسا لتبدأ بذلك انطلاقته في عالم الجلد المدور. "4 جانفي 1997 " تاريخ لن يمحى من الذاكرة الرياضية.. في 4 جانفي 1997 دارت مقابلة ودية بين الترجي الرياضي و ليون الفرنسي و أثناء مجرياتها التقط بالرخيصة كرة عادية في وسط الميدان ليسقط بعدها وظن الجميع أنها إصابة خفيفة ثم سرعان ما التف حوله الإطار الطبي للفريق الفرنسي لإنقاذه لكنه ابتلع لسانه بما يعني أن مشيئة الله كانت اسبق من الجميع. ثم ساد ملعب المنزه صمت رهيب حيث لم يستوعب الحاضرون ما حدث بعد أن أوقفت النوبة القلبية حياة اللاعب. واليوم تمر 15 سنة على رحيله ولكن الشارع الرياضي التونسي لازال يتذكر ذلك المشهد الذي خلف اللوعة لعائلته ولكل تونسي مهما كانت انتماءاته الرياضية. "بلها" هو من أفضل ما أنجبت الكرة التونسية و العربية فخصاله وأخلاقه العالية جعلت منه قدوة للعديد من الشباب وحتى بعض زملائه ولكل من يعرفه بحضوره الرائع فوق الميدان والعديد من الخصال التي يطول تعدادها . مسيرة "بلها" مع الترجي و المنتخب .. لعب بالرخيصة أول مباراة له في مشواره الكروي مع الترجي ضد النادي الإفريقي في 31 جانفي 1991 و انتهت بالتعادل بين الفريقين وسجل أول أهدافه في 24 افريل 1994 أمام نفس الفريق وقد انتهت المباراة حينها بفوز الترجي( 2-0).أما آخر هدف له فكان أمام الاولمبي الباجي في 13 سبتمبر 1995. خاض بالرخيصة في البطولة 98 مباراة سجل خلالها 9 أهداف وفاز بثلاث بطولات مواسم (90-91) و( 92-93) و( 93-94). كما أحرز مع الترجي كأس تونس في 1991. وشارك بلها في 15 مقابلة على الصعيد الإفريقي و 9 مباريات في كاس العرب للأندية البطلة. وقد فاز مع الأحمر و الأصفر بالكأس العربية و كأس إفريقيا للأندية البطلة وكأس السوبر الإفريقية والكأس الافرواسيوية.كما نال جائزة أفضل لاعب عربي سنة 1995 . وقد خاض بالرخيصة 26 مقابلة مع المنتخب الوطني مسجلا 6 أهداف ,و ساهم في وصول المنتخب التونسي لنهائي جوهانزبورغ 1996 و التي قدم خلالها مردودا متميزا. وسائل الإعلام و وقع الصدمة اختلفت العناوين الصادرة في الصحف التونسية و العربية بعد الحادثة و لكنها أجمعت على أن هذا اللاعب الذي يكن له الجميع الاحترام لما يتميز به من أخلاق عالية داخل المستطيل الأخضر و خارجه سيظل اسمه منقوشا بماء الذهب في ذاكرة كل التونسيين ومن ابرز العناوين نذكر: * لقد مات...محبوب الجميع * تونس تبكي قلب الأسد * الهادي بالرخيصة لم يمت ولا يزال حيا في قلوبنا..