طارت "سكرة" الذين سهروا حتى الفجر بمناسبة راس السنة الادارية الجديدة 2012.. لكن ستطير معها سكرة كل التونسيين والتونسيات.. الذين افرطوا في "الاستهلاك" و" المصروف الزايد" خلال الاعوام والاشهر الماضية متناسين ان ديونهم لدى البنوك تتراكم.. من ديون السيارات الى قروض السكن والثلاجات وبقية المشتريات بالتقسيط " المريح" من الفضاءات التجارية.. ستطير "السكرة" ويبدا العمل بموازنة العام الجديد التي صادق عليه المجلس الوطني التاسيسي.. سيتوجه التونسيات والتونسييين الى مراكز عملهم مجددا بعد ان "طارت السكرة وحضر المداينية"..(الدائنون).. كل من يتابع الفضائيات الاوربية والامريكية والعالمية يفهم جيدا ان جل دول العالم، بما فيها شريكاتنا فرنسا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا وبلجيكيا، مقبلة على مرحلة "تقشف".. و"شد الحزام".. لقد بكت وزيرة مالية ايطاليا الجديدة وهي تصارح شعبها بالحقيقة: "سندخل مرحلة تقشف.. و" شد الحزام".. وبكى الاشتراكيون الاسبان واليونان وهم يغادرون الحكومة بسبب"الصعوبات " الاقتصادية.. وقد يبكي باراك اوباما وانصاره العام القادم لانهم قد يخسرون الانتخابات بسبب "الازمة الاقتصادية ".. مثلما خسرها من قبلهم الجمهوريون.. وقد احسن حمادي الجبالي رئيس الحكومة الجديد صنعا عندما صارح الشعب التونسي الجمعة الماضي باننا مقبلون على مرحلة "سياسة تقشف" بسبب الصعوبات الاقتصادية.. رغم لهجته المتفائلة.. وتعهده بالبحث عن تمويلات استثنائية هذا العام من بينها وقف التهرب الجبائي والقمرقي الذي يحرم تونس سنويا من حوالي 15 مليار( اي ثلاثة ارباع الميزانية الحالية للدولة ).. كما تعهد الجبالي بان تقوم الدولة ببيع المؤسسات المنتزعة من الرئيس المخلوع وعائلاته.. وقيمتها حوالي 5 مليارات.. ويمكنها ان تسترجع جانبا من املاكها في الخارج وقيمتها حوالي 5 مليارات ايضا.. والسؤال الكبير هو هل سيصفق ملايين التونسيين والتونسيات الذين صوتوا للتغيير للتصريحات الجريئة والواقعية الصادرة عن حمادي الجبالي؟ ان حصل هذا.. ستطير السكرة فعلا.. وسيعود غالبية التونسيين والتونسيات للعمل.. وستكسب البلاد الرهان.. وان حصل العكس فان كل الاشارات "الحمراء" ستغطي شوارعنا..