انتصار الخريجي عضو منظمة "ريبريف" وإحدى محاميات معتقلي غوانتانامو" سواء التونسيين أو من جنسيات أخرى، التقتها "الأسبوعي" خلال الندوة التي نظمتها "ريبريف" الأسبوع الفارط للحديث عن ما يحدث داخل أسوار المعتقل الأمريكي، حيث أفادتنا أن منظمتهم تتكون من مجموعة كبيرة من المحامين المتطوعين للدفاع عن السجناء الذين حكم عليهم بعقوبة الإعدام ومعتقلي «غوانتانامو» وهم الآن يمثلون ويدافعون عن أكثر من 80 معتقلا تم الإفراج عن البعض منهم في السنوات القليلة الماضية.. وفي حديثها عن التونسيين المعتقلين أكدت أن العدد الجملي كان 12 سجينا تم الافراج عن 7 أرسل خمسة منهم الى بلدان أوروبية مختلفة في حين عاد إثنان الى تونس سنة 2007 وهما لطفي الآغا وعبد الله بن عمر الحاجي، وبقي 5 آخرون رهن الاحتجاز يعانون ظروفا صعبة ولا يتمتعون بأدنى معايير العدالة لما يقارب عقدا من الزمن.. ومن جهة أخرى أكدت محدثتنا أنها محامية لاثنين من التونسيين المعتقلين حاليا هما هشام السليتي وعادل الحكيمي المحتجزان منذ 2001 ولم تتم محاكمتهما الى حد الآن ، علما وأن حكومة بوش برأتهما لكنهما لايزالان ينتظران الافراج.. وفي حديثها عن علاقة المنظمة بالحكومة الامريكية قالت انتصار:«نحن على اتصال دائم بالسلط الأمريكية المعنية التي أكدت في أكثر من مرة أنها على استعداد للتعاون خاصة وأن تونس تعيش مرحلة جديدة، إلا أن الحكومة الامريكية لم تتلق أي طلب رسمي من الحكومة التونسية يخص ملف معتقلي غوانتانامو، ونحن نطالب بالتعاون من أجل أبناء تونس وحقوق مواطنيها في كل مكان من العالم.. وعن حالة المساجين أضافت المحامية :«من خلال اتصالنا بموكلينا تأكدنا من أنهم في حالة صحية جيدة ولا ينقصهم سوى الحرية والعودة الى الوطن وأبنائهم وعائلاتهم سيما وأن تونس الآن حرة، وأكدوا لنا أنهم في حاجة الى أن تزورهم الحكومة وتستمع إليهم وأن تساعدهم في الخروج من هذا الكابوس المرعب.. جدير بالذكر أن المعتقلين الخمسة هم هشام السليتي وعادل الحكيمي ولطفي بن علي ورضا اليزيدي وعادل الورغمي .. أشرف طبيب
شقيقة أحد المعتقلين ل«الأسبوعي»: نتواصل مع هشام عبر «السكايب» لكن حالته النفسية غير مستقرة عقدت مؤخرا منظمة «ريبريف» البريطانية الأسبوع الفارط ندوة صحفية بحضور مجموعة من منظمات المجتمع المدني على غرار منظمة العفو الدولية فرع تونس والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وهيومن رايس وتش وحرية وإنصاف، والتي كانت بمناسبة الذكرى العاشرة لافتتاح معتقل «غوانتنامو» ندوة صحافية تحت شعار «التونسيون المنسيون في خليج غوانتانامو» والتقت «الأسبوعي» بالمناسبة شقيق هشام السليتي فكان هذا الحديث: كيف تم ايقاف هشام السليتي؟ - كان شقيقي يعمل منذ التسعينات في بلجيكيا قبل أن يتحوّل الى أفغانستان سنة 1999 للعمل هناك وتم القاء القبض عليه سنة 2001 من قبل القوات الافغانية ثم وقع تسليمه الى الجيش الأمريكي الذي نقله على متن مروحية الى خليج «غوانتانامو» ولا نعرف شيئا أكثر من هذه المعلومات البسيطة.. وللإشارة فإن هشام من مواليد 1966 بحمام الأنف. ما هي التهمة التي وجهت له؟ - لم توجه له أي تهمة الى حد الآن بل وأكثر من هذا، فإن حكومة بوش برّأته وكنا نتصور أنه سيعود وسيخلّى سبيله مع من تم إطلاق سراحهم في السنوات القليلة الفارطة إلا أنه لا يزال محتجزا... هل اتصلت به العائلة منذ اعتقاله؟ - في البداية كان الاتصال به مستحيلا ولكن في السنوات الأخيرة تمكنا من الحديث معه بمساعدة الصليب الأحمر ومنظمة «ريبريف» عن طريق الهاتف وSkype» وكان آخر اتصال «بهشام» منذ شهرين.. كيف هي حالته؟ - الحقيقة أن حالته الصحية جيدة خاصة وأن آثار التعذيب زالت إلا أن حالته النفسية غير مستقرة وأصبح يعاني من ضغط شديد بعد الثورة إذ كبرت رغبته في العودة الى تونس.. هل طلب منكم شيئا محددا؟ - طلب بعض المأكولات التونسية، وقمنا بإرسال بعض الحلويات التونسية التي وصلته بالفعل كما أرسلنا له بعض الملابس والحمد للّه شاهدناه عن طريق «سكايب» يتناول تلك المأكولات. كيف تفاعل مع الثورة التونسية؟ - الحقيقة أنّه تأثر لدرجة البكاء لعدم وجوده في تونس أثناء الثورة لكنه سعيد جدا بالحرية التي عادت لأبناء شعبه وأبلغنا رسالة للشعب التونسي والحكومة قائلا لهم: «أنا مظلوم ولم أقترف أي جرم لأكون في «غوانتانامو» وأرجو أن تساعدني الحكومة والشعب التونسي لاطلاق سراحي.. كلمة الختام... - أرجو أن تتخذ الحكومة إجراءات عملية وخطوات فاعلة للضغط على الحكومة الأمريكية من أجل إطلاق سراح كل التونسيين المعتقلين في «غوانتانامو» ونحن لدينا ثقة في شعبنا الذي لن يتخلى عن أبنائه. أشرف