انطلقت صباح أمس بأحد النزل بالضاحية الشمالية للعاصمة أشغال ملتقى البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم الذي تعقده المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالتعاون مع البنك الدولي وبقية شركاء البرنامج العربي ممثلين لعدد من الأقاليم العالمية من أجل تحسين جودة التعليم في البلاد العربية الذي يمتد على يومين... بحضور كل من الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة والأستاذ مراد الزين ممثلا عن البنك الدولي وعدد من المختصين في مجال التعليم في البلدان العربية والناشطين في منظمات دولية أو إقليمية التي تراهن على التعليم والمعرفة لأنهما أساس تطور الشعوب ونماء وثراء الفكر. ومن المقرر أن يسفر هذا الملتقى عن قرارات وبرامج يتم اعتمادها في البرامج التعليمية والتربوية بالبلدان العربية بعد إنشاء هيئات الحوكمة للبرنامج الإقليمي العربي لتحسين جودة التعليم في مستوى اللجنة التنفيذية والمجلس العلمي. ويندرج هذا المشروع الإصلاحي في إطار المبادرات الساعية إلى مساعدة الديمقراطيات الناشئة في تشكيل مستقبلها من خلال تقديم تعليم أفضل ومستويات أعلى من المهارات وذلك في إطار توجه عملي لرأب جانب من الصدع الذي تعيشه أنظمة الحكم العربية الذي كشفته ثورات الربيع العربي منذ السنة المنقضية فضلا عن تواصل موجة التحولات الجذرية التي عرفتها بعض هذه البلدان ولا تزال تداعياتها تلقي بثقلها على المشهد السياسي والاجتماعي في بلدان أخرى لا سيما أن هذه التحولات كانت ناتجة عن حركات احتجاجية كان الشباب المتعلم وحاملي الشهادات العليا المهمش في طليعتها ولعبت تكنولوجيات الاتصال الحديثة دورا كبيرا في تغذيتها. واعتبر المدير العام لمنظمة الألسكو أن ثورة هذا الشباب حملت في طياتها مفارقة لافتة للنظر كانت في جانب منها دليلا على نجاح السياسات التربوية في الوطن العربي وفي جانب آخر بينت فشلها. تمثل نجاحها في نشر التعليم على نطاق واسع منذ الاستقلال بعد أن تحسنت مؤشرات التمدرس بصفة ملحوظة في البلاد العربية لتشمل مختلف لشرائح العمرية علما أن نسبة الشباب في العالم العربي مرتفعة مقارنة بأقاليم أخرى حيث أن متوسط العمر يبلغ فيها 22 سنة في حين تبلغ النسبة في العالم 28 سنة كما يمثل الشباب دون سن 25 سنة نسبة 60 % من مجموع السكان. فيما تقدر نسبة الشباب العاطل عن العمل من حاملي الشهائد الجامعية والثانوية في البلدان العربية 40 % من مجموع العاطلين الضخم. أما الفشل فيتمثل في كون المنظومة التربوية لم تتوصل إلى تأهيل خريجيها للانخراط في سوق الشغل وخوض غمار الحياة في عالم يتصف بالتغيير والتجدد المتسارع مما يحتم على جميع الأطراف ضرورة استيعاب التحولات والعمل على تجاوز مواقع الوهن في البرنامج التعليمي من خلال ما تضمنه هذا البرنامج العربي الجامع لخمسة برامج فرعية تم تكليف السيدة منى المغيربي بخطة الرئيس المنسق للمشروع. وتراعي الخطة المعتمدة لإصلاح المنظومة التعليمية من خلال تطوير السياسات التعليمية واستراتيجياتها المستقبلية وذلك بالسعي إلى إرساء مقومات الجودة في التعليم وفق المعايير العالمية أي تأهيل المدرسة العربية حتى تستجيب لحاجيات روادها من حيث المناهج التعليمية وأدوات العلم ومواكبة التحولات التي يشهدها العالم وهو يسير نحو مجتمع المعرفة وفق ما اتفق عليه بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووزارات التربية والتعليم بالبلاد العربية. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق هذا الموعد تنظيم عديد اللقاءات على مستوى الإقليم العربي وإطلاق دعوات خلال السنوات الأخيرة الثلاثة من أجل مراجعة المنظومة التعليمية والمراهنة على الجودة بعد أن تبين أن التعليم لم يستجب بالسرعة الكافية للتغيرات في سوق العمل.