تعتبر مدينة غمراسن من ولاية تطاوين من اكبر وأجمل مدن الولاية ويسميها البعض "باريس الصغرى" استنادا إلى جمالية مبانيها التي تعتبر قصورا وفيلات فخمة دفع من اجلها أصحابها مئات الملايين من المليمات لتحتضنهم خلال العطلة الصيفية ويبقى اغلبها خلال الفصول الاخرى مغلقا في انتظار العام القادم وبالتالي فهي مدينة خالية من الحركية والمشاريع الاقتصادية. مدينة غمراسن طورها ابناؤها في الداخل والخارج بما استثمروه من اموال طائلة في البناء والمعمار ولم تعرف منذ الاستقلال استثمارات عمومية ذات بال اذا ما استثنينا المؤسسات التربوية والمرافق العامة مثل الطرقات والشبكات الكهربائية والهاتفية وشبكات المياه وعدا ذلك لم تحظ هذه المدينة بمشاريع عمومية مشغلة او حتى خدماتية تساهم في تنويع اقتصادها وتطوير امكانياتها المحلية. عون الله عشعش رئيس النيابة الخصوصية لبلدية غمراسن افادنا أنه رغم عراقة هذه المدينة فانها مازالت تفتقر الى الادارات المحلية التي من شأنها تسهيل خدمات المواطنين وقضاء شؤونهم دون عناء من ذلك فروع الصناديق الاجتماعية ومكتب تشغيل وفرع لديوان التطهير ومستوصفات ومنطقة لبعث المؤسسات الصغرى والمتوسطة ومنطقة سياحية ومتحف وغيرها من البنى التحتية الضرورية للاستثمار. وقال عون الله عشعش « ان جهدنا منصب على الحصول على مشروع يترجم استحقاق مدينة غمراسن من الثورة ويجسم العناية التي هي جديرة بها يتم التنصيص عليه ضمن المشاريع التكميلية لميزانية العام الجاري ويتمثل في تركيز مركب تكنولوجي بين مدينتي غمراسنوتطاوين. واشار الى ان غمراسن مازالت مهددة بالفيضانات في اكثر من مكان ولذلك فقد نادى بتمديد الحماية لتشمل مناطق بئر الكرمة وشعاب العوينة والمعرك ووراء المعهد وانسفري ليطمئن المتساكنون اكثر على انفسهم وعلى ممتلكاتهم من سيلان غير منتظر من المياه الجارفة من اعالي الجبال. وابرز من جهة اخرى افتقار المدينة الى كل ما من شأنه ان يرفه عن المتساكنين وخاصة الشباب والأ سر عموما كمسبح ومنتزهات كثيرا ما نادى بها المتساكنون بحكم بعدهم عن الشواطيء وأضاف رئيس النيابة الخصوصية بأن عددا من رجال الاعمال وخاصة من أبناء المدينة العاملين في الخارج مستعدون للاستثمار في المنطقة الا ان غياب منطقة صناعية مهيأة عرقل تجسيد مشاريعهم وبالتالي فان التفكير في هذه المنطقة يبدو ضروريا ومهما لانطلاقة صناعية في غمراسن،وحث رئيس النيابة الخصوصية الدولة على تسريع انجاز القرية الحرفية المبرمجة لسنة 2011 ولم تر النورالى اليوم. مشروع مندمج لحي ابن عرفة اما عن اهم المشاريع المبرمجة لمدينة غمراسن هذا العام فحدثنا عن المشروع المندمج لحي ابن عرفة المقدرة تكاليفه بحوالي 3,5 مليون دينار ويشمل عديد الاحياء وخاصة الجبال المحيطة بالمدينة من كل الجهات ويتضمن بالخصوص مشروعا ترفيهيا بحوالي 400 الف دينار للاطفال وتعبيد حي ابن عرفة بحوالي 500 الف دينار. تعبيد وترصيف حي الهداية بحوالي 330 الف دينار وتنوير حي ابن عرفة بحوالي 75 الف دينار وكذلك حي الهداية بحوالي 45 الف دينار. الديناصور سينقل الى «الغنيمية» واكد رئيس النيابة الخصوصية من جهة اخرى بان الديناصور المنتصب بمفترق «سي مبارك» بمدخل المدينة سينقل الى منتزه «الغنيمية « غرب المدينة وسيعوض بمعلم اخر في وقت لاحق. وتضم مدينة غمراسن الرائعة العديد من المواقع الاثرية والتاريخية القيمة منها ما تم طمسه وازالته ومنها ما زال قائما ولعله ينجو من الهدم ويثمن بعد صيانته وتوظيفه لخدمة الاقتصاد المحلي والحفاظ على ذاكرة المدينة واهلها الذين تقلص عددهم باستمرار بفعل الهجرة الجماعية الى اوروبا والعاصمة.