عبر عدد من أهل الثقافة بالهياكل التابعة للميدان في كامل جهات ولاية القصرين عن قلقهم بشأن تأخير تفعيل المشاريع الثقافية التي تمت برمجتها سابقا سواء في إطار المخطط الحادي عشر أو غيرها من المشاريع الأخرى التي كانت تستهلك في «الصالونات» السياسية والاجتماعات العامة على حد تعبير أحد الناشطين في القطاع بالمنطقة المذكورة السيد جلال العلوي لا سيما بالنسبة للمشاريع التي لم تر النور على أرض الواقع ومن أهمها ما أعلن عنها قبل الثورة كمركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين الذي طال انتظاره إضافة إلى مشروع بناء مقر المندوبية الجهوية للثقافة وقاعتي عرض بكل من دار الثقافة حاسي الفريد وصحراوي ودار ثقافة ببوزقام. وأجمع أغلب أبناء الجهة على أنه يكفي تفعيل المسلك السياحي الثقافي الذي رصدت له ميزانية بدعم من وزارتي الثقافة والسياحة بلغ قسطها الأول 600 ألف دينار لتدفع عجلة التنمية وتفتح آفاق التشغيل بالجهة فضلا عن استقطاب المواهب والكفاءات من أبناء الجهة على نحو ينشط الحركة الثقافية والإبداعية والسياحية أيضا نظرا لما تزخر به الجهة من مواقع أثرية وحضارية وتراث فني. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الثقافة قد بادرت بدفع نصف المبلغ المذكور والمقدر ب300 ألف دينار بعد أن كانت طرفا في الاتفاقية الممضاة بين الوزارتين فيما لم تبد وزارة السياحة بعد أي مبادرة إيجابية لدفع ما هو منوط بعهدتها في نفس الاتفاقية التي تأتي في إطار السعي لتفعيل وتنشيط السياحة الثقافية بالجهة. من جهة أخرى تعاني بعض الهياكل الثقافية بالجهة من نقائص عديدة أبرزها عدم استكمال تهيئة المسرح الأثري الذي كان مقررا أن يكون من بين أكبر المسارح بالجمهورية من حيث المساحة التي يمتد عليها والمحاطة بمواقع أثرية. ومن بين القرارت الرسمية الصادرة لفائدة الجهة والتي ظلت معلّقة ومنها القرار الذي صدر بعد الثورة والمتمثل في إحداث متحف للثورة بولاية القصرين لا سيما بعد أن تمت تهيئة كل الظروف اللازمة واختيار مجموعة شابة من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل من أبناء الجهة وخضعوا لتكوين خاص مرورا بعديد المراحل الإعدادية التقنية واللوجستيكية.
أولويات واستحقاقات
في المقابل قدم «مثقفو» الجهة جملة من المقترحات للنهوض بهذا القطاع لأنهم يعتبرونه من الاستحقاقات الهامة بالجهة وأهم المكتسبات التي يمكن أن تدفع عجلة التنمية وتساهم في تحريك المجالين الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة والجهات التابعة لها والقريبة منها المتمثلة أساسا في إحداث دور ثقافة جديدة بكل من أحياء النور والمنار والبساتين وبالمركبات الثقافية بكل من فريانة وتالة وسبيطلة ومعتمدية الزهور إضافة إلى بعث مكتبات عمومية بحي البساتين حي المنار وبعث متحف للعادات والتقاليد بالقصرينالمدينة ومتحف للآثار بالجهة. كما يعد متحف سبيطلة في أمس الحاجة لإعادة التهيئة كما طالبوا بتسريع إنجاز متحف حيدرة الذي انطلقت أشعاله منذ مدة. وناشد أهل القطاع سلطة الإشراف العمل على تغيير المشهد الثقافي بالجهة وإعطاء بعض المبادرات الصبغة الإجرائية مثلا تحويل المساحة الموجودة وسط المدينة التابعة للشركة الجهوية للنقل لتصبح فضاء لتنظيم العروض الكبرى واحتضان التظاهرات الثقافية والفنية التي تقام بالجهة.