محاولة «براكاج» لدورية ديوانية أثناء حجز المسروق.. ومشتبه بهم مسلحون ب«غاز الأعصاب» وصاعق كهربائي أطاحت خلال الأسبوع الفارط وحدات الديوانة التونسية وتحديدا على مستوى الوحدة الأولى للحراسة والتفتيشات الديوانية بتونس فصيل بن عروس بعصابة تضم 12 شخصا يشتبه في ارتكابهم لجرائم السرقة باستعمال خصائص الوظيف والمشاركة في ذلك... والتوريد دون إعلام لبضاعة محجرة الناتج عن اختلاس بضاعة تحت القيد الديواني وتثبيت لوحات منجمية أجنبية على سيارة لا تخصها والمسك دون صك صحيح لبضاعة خاضعة لإثبات المصدر بعد استيلائهم على مجرورتين من ميناء رادس التجاري تشحنان عشرات الأطنان من محركات وقطع غيار السيارات المستعملة والمشاركة في ذلك والتي تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدنانير. وكشفت تحريات باحث البداية التي أحيلت نهاية الأسبوع المنقضي على مكتب التحقيق الخامس بالمحكمة الابتدائية ببن عروس لمواصلة التحقيقات بداية من يوم الثلاثاء على أن تتواصل اليوم الجمعة أن معلومة وردت على مسامع أعوان الديوانة مفادها لجوء مجموعة من المهربين إلى اختلاس مجرورات محملة بعشرات الأطنان من محركات السيارات المستعملة من الميناء التجاري برادس ففتحوا تحقيقا في الغرض وأجروا سلسلة من التحريات السرية التي وفرت لهم معلومة إضافية مفادها تواجد إحدى المجرورات المسروقة بمكان منزو جهة بومهل البساتين من ولاية بن عروس فتحولوا إلى عين المكان في كنف السرية وعاينوا المجرورة كما عثروا على بطاقتها الرمادية ثم قاموا بالتنسيق مع النيابة العمومية لرفعها، ولكن أثناء جرها إلى المقر الديواني بالوردية فوجئوا بقدوم سيارتين تحملان لوحات منجمية زرقاء حاول راكبوها تعطيل سير الدورية وافتكاك المحجوز غير أن الأعوان تمكنوا من القبض عليهم(أربعة أشخاص) وحجز ثلاث قوارير غاز مشل للحركة(غاز الأعصاب) وصاعق كهربائي ومبلغ مالي قدره 14 ألف دينار.
مجرورة ثانية
وباقتياد الشبان الأربعة إلى المقر الديواني والتحري معهم نفوا محاولتهم ارتكاب"براكاج" للدورية وافتكاك المجرورة وأكدوا ان تواجدهم بنفس مسار الدورية مجرد صدفة، في الأثناء توفرت معلومة للأعوان مفادها وجود مجرورة ثانية تم اختلاسها من ميناء رادس وإنزال حمولتها او جزء منها بمنطقة بوجردقة ببومهل فتحولوا إلى المكان المشار وقاموا بتمشيطه، وبعد تحقيقات ماراطونية عثروا على 36 محركا مستعملا و19 واقي صدمات و79"كردون" بمنزل عامل ب"الكنام" الذي بالتحري معه ذكر أن عون ديوانة وأربعة شبان آخرين جلبوا المجرورة وطلبوا منه اخفاءها قبل أن يتولى عون الديوانة الاستعانة بآلة رافعة وإنزال الشحنة فيما قام بقية الشبان بجلب شاحنة ثقيلة ونقل المجرورة بما تبقى فيها من محركات وقطع غيار.
"غريبة" داخل المقر الديواني
بتقدم التحريات أدرك الأعوان أن عون ديوانة عرض على تاجر قطع غيار سيارات ببن عروس اقتناء حمولة مجرورتين فقاموا باستدعاء العون المذكور وأثناء حضوره وعرضه على التاجر تعرف عليه منذ الوهلة فما كان منه(عون الديوانة المشتبه به) سوى دفع أحد الأعوان بقوة فطرحه أرضا ثم فر باتجاه سيارة كانت في انتظاره.
12 شخصا في قفص الاتهام
واصل أعوان الديوانة أبحاثهم وتمكنوا من إيقاف ثمانية أشخاص على ذمة القضية فيما تحصن أربعة آخرين بالفرار، والغريب أن كل الموقوفين أنكروا علاقتهم بالموضوع رغم بعض القرائن المادية التي تؤكد علاقة بعضهم المباشرة بالموضوع، من ذلك أن "جي بي أس" إحدى السيارتين التابعتين لوكالة لكراء السيارات التقط صورا بالقمر الاصطناعي تؤكد تردد السيارة باستمرار في تلك المدة على ميناء رادس التجاري وعلى محطة لتبريد الغلال رصد القمر الاصطناعي مجرورة مخفية داخلها يرجح أنها هي نفسها التي تم حجزها، كما رصد نفس السيارة تتبع مسار الدورية أثناء حجز المجرورة ورفعها ثم تتوقف قرب المقر الديواني، غير أن السائق أكد في تصريحاته أن تردده على الميناء التجاري كان بغاية استبدال بطاقة الدخول إلى الميناء بعد انتهاء صلوحيتها وتحوله إلى محطة تبريد الغلال كان بغرض اقتناء صندوق تفاح وأن توقفه بالقرب من المقر الديواني طيلة 22 دقيقة كان بغرض التبول(!!). أما عون الشرطة فنفى بدوره علمه بالسيناريو المشبوه للمجرورة التي كان شحنها صديقه نحو ولاية صفاقس، وقالت مصادرنا أن من بين المشتبه بهم عونا ديوانة وشرطة ورجال أعمال وتجار وسائقون وعامل ب"الكنام" وفلاح فيما أكدت أن المجرورتين تشحنان حوالي 50 طنا من محركات وقطع غيار السيارات المستعملة التي تقدر قيمتها بحوالي نصف مليار من المليمات، ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات التي سيواصلها بداية من اليوم حاكم التحقيق بالمكتب الخامس بابتدائية بن عروس كامل تفاصيل القضية وتحديد هويات أطراف أخرى لم يحددها بحث البداية يرجح تواطئها في القضية وخاصة من أعوان الديوان والشحن بميناء رادس.