عاشت مدينة ماطر يوما حزينا بعد الأحداث التي وقعت أثناء محاولة مجموعة كبيرة من عمال مصنع ليوني المتعاطفين مع الكاتب العام للنقابة الأساسية بليوني الشمالي رونو- غلق الطريق المؤدية إلى المنطقة الصناعية وإلى مدينتي بنزرتوتونس ودخولهم في مواجهات مع الأمن انضم إليها تلاميذ المعهد الثانوي المجاور وبعض أصحاب السوابق العدلية إضافة إلى غرباء عن المدينة كانوا في الصفوف الخلفية يقومون بتوجيه المعتصمين. الاعتصام ابتدأ مع الخامسة والنصف صباحا حين عمدت مجموعة تتكون تقريبا من 300 عامل اغلبها من النساء... إلى سد الطريق أمام السيارات فيما قامت فتاة غريبة عن المنطقة بإشعال أول عجلة مطاطية مما منع المتوجهين إلى المنطقة الصناعية من العبور وحرم المسافرين في القطار في اتجاه تونس من اللحاق به ثم تناقص عدد المحتجين إلى حدود السابعة حيث التحق تلاميذ المعهد القريب بالمعتصمين وزادت وتيرة اشعال العجلات المطاطية إلى درجة حجب الرؤية تماما. وفي حدود التاسعة والنصف حضر السيد وكيل الجمهورية وتحاور مع بعض المحتجات وأقنعهن بالعودة إلى ديارهن وهو ما تم فعلا لكن بروز مجموعات جديدة من الشبان لا علاقة لها بالمصنع أجج الموقف من جديد فتدخل الأمن مستعملا الغاز المسيل للدموع مما جعل المحتجين يتراجعون إلى حدود مقر البلدية ثم وصلت تعزيزات أمنية هامة من المناطق المجاورة استطاعت السيطرة على الموقف نسبيا وحصلت ايقافات في صفوف المحتجين اغلبهم غير عاملين بالمصنع... لكن تواصل الكر والفر مخلفا أربع إصابات وإغماءات في صفوف المحتجين وإصابة في صفوف أعوان الأمن قامت الحماية المدنية بنقلهم إلى المستشفى. وبعد مواجهات أخرى اقل حدة استمرت إلى ما بعد منتصف النهار تراجع المحتجون وتمكن الأمن من فتح الطريق أمام العربات. من جهتنا اتصلنا بأحد المنتمين إلى النقابة المتهمة بتصعيد الموقف فأعلمنا أن النقابة ضد أي شكل من أشكال العنف وتعتبر الحوار السبيل الوحيد لتحقيق المطالب النقابية نافيا تأطير النقابة للمحتجين أو دفعهم إلى ذلك كما أكد شقيق النقابي الموقوف حاليا أنه حين حاول إيصال رسالة شقيقه إلى العمال المحتجين بتفادي العنف والعودة الى مواقع الانتاج تم طرده من موقع الاحتجاج وحاول بعض الشبان الذين لم يقابلهم من قبل في مدينة ماطر تعنيفه. وعلى بعد كيلومترين من وسط المدينة اتخذت إدارات بعض المعامل إجراء وقائيا بتسريح العمال للعودة إلى منازلهم خوفا من احتمال تواصل المواجهات. وفي سياق مواز أبدى من قابلناهم من مواطني المدينة خوفهم على مصيرهم الذي أصبح يتحكم فيه شبان مندفعون في غياب ممثلي الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني ككل.