بعد ضبط 665 كلغ من الزطلة في منطقة حزوة بالجنوب الجمعة المنقضي وتورط فيها 4 أطراف في انتظار استكمال الأبحاث أصبح الوزن الجملي للمحجوز خلال أكثر من عام 937 كلغ. صحيح أن ملف المخدرات في تونس أسال الكثير من الحبر وفتح على أكثر من واجهة ومن عدة زوايا على غرار الجانب الصحي والاجتماعي والقانوني، إلا أن المعطيات المتعلقة بالجانب الكمّي للمخدرات المحجوزة على المستوى الوطني كانت شحيحة جدا وتعتبر خطا أحمر لم يتم التطرق اليه من قبل.. «الأسبوعي» تمكنت من الحصول على معلومات متعلقة بالجانب الكمي للمخدرات من خلال تسليط الضوء على النشاط السنوي لإدارة الحرس الوطني في مجال المخدرات لسنة 2011 . فما هي قيمة المخدرات المحجوزة؟ وما هو عدد المورطين؟ وما هو عدد القضايا؟ وما هي الأنواع الأكثر استهلاكا وترويجا في تونس؟ رغم الظروف التي مرت بها تونس خلال سنة 2011 ورغم الانفلات الأمني والاضطرابات إلا أن إدارة الحرس الوطوني واصلت عملها بجدية حيث بلغ عدد كميات المخدرات المحجوزة من نوع القنب الهندي (الزطلة) 272 كغ و4279,5 قرص مخدر و38 سجارة «محشوة» بالزطلة، وبلغ عدد القضايا حسب موضوع المحضر، 535 محضرا، منها 363 محضر استهلاك و33 محضر ترويج و113 محضر ترويج واستهلاك و13 محضر تسريب أقراص ممزوجة بالأكل للسجين، وبلغ عدد المورطين 981 منهم 957 ذكرا و24 أنثى، من بينهم 871 تونسيا و99 ليبيا و6 جزائريين و3 ماليين و2 سودانيين. تعتبر الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات للحرس الوطني (مقرها تونس العاصمة) من أهم وأبرز الفرق الأمنية التي تكافح معضلة المخدرات في تونس باعتبار أن عملها ينسحب على كامل تراب الجمهورية دون التقيد بمرجع نظر وتساهم في تدعيم عمل الفرق الجهوية الاخرى إضافة الى تعهدها بقضايا في أي منطقة داخل تونس باعتبار الكفاءة والاختصاص هذا ما أكده لنا أهل الاختصاص. «الزطلة» و«الأقراص» الأكثر رواجا في تونس لتسليط الضوء على عمل الفرقة خلال الثلاث سنوات الاخيرة، أفادنا مصدر مسؤول من الفرقة المذكورة أنه تم ضبط 159 كغ من القنب الهندي (الزطلة) خلال الثلاث سنوات الاخيرة، 118 كلغ منها سنة 2009 و10 كغ 2010 و31 كغ سنة 2011 أما بالنسبة للأقراص المخدرة فقد تم ضبط 11411 قرصا منقسمة على النحو التالي: 2009: 4297 ٭ 2010: 6658 ٭٭ 2011: 456. أما بالنسبة لعدد القضايا فقد بلغ 264 قضية متعلقة باستهلاك وترويج المخدرات وتم تفكيك 258 شبكة ترويج وتهريب المخدرات تمت الاطاحة ب 45 منها سنة 2011 و93 سنة 2010 و111 سنة 2009 ، وبلغ عدد الموقوفين الذين تورطوا فيها 1315 شخصا خلال الثلاث سنوات الاخيرة 2009 : 734 مورطا 2010 : 408 مورطا 2011: 173 مورطا . كما تمت الاطاحة بعناصر صدرت في حقهم عدة بطاقات تفتيش ويعتبرون عناصر خطيرة وبلغ عددهم الجملي 657 مفتشا عنه من بينهم عناصر فارة من السجون إثر الثورة. عن الطرق التي تمت بفضلها الاطاحة بشبكات الترويج يقول مصدرنا، أن هناك عديد الضبطيات التي تم كشفها أثناء عملية تهريبها الى بلادنا، وذلك بمساعدة كل الوحدات التابعة للحرس الوطني، كما تمت الاطاحة بعديد الشبكات خلال عملية توزيعها والاتجار بها داخل البلاد، وذلك عن طريق كمائن أو اختراقات مباشرة وذلك بالتركيز على الأشخاص المندمجين في مجال المخدرات. وباعتبار طبيعة الاختصاص تتعهد الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات بالتعهد ببعض القضايا عن طريق إنابات تحقيق بالبحث والتحري في بعض قضايا المخدرات التي تتجاوز إمكانيات الفرق الجهوية. ويضيف محدثنا أنه أثناء القيام بمهامهم المتعلقة بمكافحة شبكات «المخدرات» يجدون مقاومة تكون شرسة في أغلب المرات وتتسبب في عدة أضرار على مستوى الأعوان أو التجهيزات وتصل الى تهديد حياة عون الأمن.. ومن جهة أخرى أكد محدثنا أن المناطق التي تعرف أكثر حركية وانتشارا للمروجين هي اقليمتونس الكبرى وسوسة ونابل وبعض ولايات الشريط الحدودي وأن هناك ارتفاعا كبيرا في نسب الترويج تجاوز نصف الكميات المهربة وهو دليل على أن تونس أصبحت منطقة استهلاك، كما ارتفع عدد المروّجين خاصة خلال السنة الفارطة باعتبار الانفلات الأمني الذي اجتاح كل القطاعات إضافة الى تكالب الشباب على الربح السريع والكل التجأ الى الترويج للحصول على ثمن «الحرقة». مادة قاتلة عرفت انتشارا ويقول محدثنا:« تعتبر أقراص «السوبيتاكس» التي أصبحت منتشرة جدا من أخطر المواد المخدرة التي أودت بحياة العديد من الشبان حيث يتم استعمالها بثلاث طرق، فمنهم من يستعملها بالشم ومنهم بالحقن وآخرون بامتصاصها وهي تتسبب في ارتخاء الاعصاب وضعف التمييز وهذه المادة وراء العديد من الجرائم، وقد تم ضبط حوالي 500 قرص منها والمجهودات مكثفة لاقتلاع آفة المخدرات من بلادنا....