انطلقت المفاوضات الفعلية بين جبهة البوليساريو والمغرب في دورتها الثالثة ب"منهاست "الأمريكية، بعد أن تم الاتفاق بين الطرفين والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الصحراء الغربية فان فالسوم حول جدول الأعمال. هذه المفاوضات تدور حول آليات تطبيق القرارين الأمميين 1754 و1783 القاضيين بالتفاوض حول حل يرضي الطرفين ويضمن تقرير المصير، الى جانب دراسة مقترحات حول إجراءات بناء الثقة بين المغرب وجبهة البوليساريو. هذه المفاوضات تفتح مجددا أبواب الامل أمام كامل منطقة المغرب العربي.. لأن النزاع الصحراوي انعكس سلبا طوال أكثر من 33 عاما على الشقيقتين الجزائر والمغرب أولا وعلى المشروع المغاربي ثانيا.. اذ رغم القرار الشجاع الذي صادقت عليه القمة المغاربية القصيرة الاولى بزيرالدة الجزائرية في جوان 1988 (بحضور العاهل السعودي الراحل الملك فهد) والقمة التاسيسية للاتحاد المغاربي بمراكش في فيفري 1989 بشأن استبعاد ادراج قضية النزاع الصحرواي ضمن الاجندا المشتركة للعمل المغاربي المشترك، تعطلت مسيرة الاتحاد المغاربي منذ 1994 عندما جمدت الرباط التي تستضيف الامانة العامة للاتحاد أنشطتها طوال سنوات.. ثم استانفتها لكن دون أن يحصل وفاق مغربي جزائري حول عقد القمة المغاربية المؤجلة منذ ذلك الحين.. إن النزاع الصحراوي له أبعاد كثيرة بينها البعد الدولي.. لأنه من مخلفات الحرب الباردة بين العملاقين.. وبعد مرور نحو 17 عاما على سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الاشتراكي لم يعد هناك مبرر لاستمرار هذا النزاع.. وقد سبق للقيادة الجزائرية منذ عهد الرئيس الشاذلي بن جديد والقيادة المغربية منذ عهد الراحل الملك الحسن الثاني أن وافقت على مبادرات لتسوية هذا النزاع.. والظرف موات اليوم مع العاهل محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة لقطع خطوات عملية وملموسة لحسم الخلافات المتراكمة.. خدمة لمصلحة الشعبين والحكومتين.. لأن تواصل النزاع يعني استنزاف ثروات البلدين وتعطيل بناء المشروع المغاربي.. وعلى كل الدول المعنية بالأمن والسلام في العالم وفي منطقة البحر الابيض المتوسط أن تضغط في اتجاه حسم هذا النزاع نهائيا.. لتجسيم شعارات بناء منطقة اقتصادية حرة مغاربية أوروبية.. وتحويل المتوسط إلى جسر للسلام والأمن والتقدم والتنمية..