قال الفنان المغربي المقيم بباريس مصطفى البركاني خلال لقائه مع الصباح أنه لم يتخل في أعماله الموسيقية عن هويته وبداياته الفنية رغم هجرته الى فرنسا حيث حافظ على ايقاع "الركادة" في أغانيه وعن هذا النمط الموسيقي أضاف محدثنا أن هذا الايقاع هو التراث الفلكلوري لشرق المغرب اضافة الى منطقة "وجدة" وغرب الجزائر إذ يعتمد على النغمات السريعة والراقصة حيث يستخدم فنانو هذا اللون الغنائي آلات موسيقية تقليدية كالقصبة و"الغايضة" والبندير واصفا موسيقى مسقط رأسه "بركان" بأنغام الفرح والحياة رغم أنها تعبر في أحيان كثيرة عن أحاسيس الهجر والغربة والخيانة ومن بين ما يردد في مناطق عديدة من المغرب أغنية الشيخة رميتي "أنت قدامي" و"سميتك عمري"... وكشف المغني المغربي أن ايقاعات شمال افريقيا أقرب للاذن الغربية من النغم الشرقي باعتبار أن الاعمال المغاربية تمتزج فيها الحضارات التي مرت على منطقتنا والتي أفرزت موسيقى متفردة مقارنة بغيرها وأخذت في الانتشار غربا وكانت سباقة مقارنة بالاغاني الشرقية. من جهة أخرى أشار مصطفى البركاني الى أن شعبية موسيقى "الراي" في الغرب تراجعت فيما يشهد ايقاع الركادة اقبال من قبل الجمهور الغربي كما في مختلف المناطق المغاربية وذلك بسبب حفاظ هذا النمط التراثي على أصالته على عكس "الراي" الذي انسلخ نسبيا عن هويته خصوصا انتاجاته المقدمة في أوروبا. على صعيد اخر تحدث الفنان المغربي عن تحضيره لعدد من الانتاجات الغنائية النابعة من تراث مدينته "بركان" كما لم ينف محاولاته تقديم أعمال مغايرة في الفترة الاخيرة باللهجة المغاربية ولكن مع ايقاع خليجي أو تركي على غرار اقتباس لحن المسلسل التركي "سنوات الضياع" في عمل كلماته مغربية. وعن تقديم أعمال وطنية أو ثورية عبر مصطفى البركاني عن رغبته في مشاركة الناس أفراحهم لذلك يفضل ترديد أغاني الفرح والرومانسية بعيدا عن ألاعيب السياسة، مؤكدا في المقابل اهتمامه بما يحدث في الوطن العربي وبلدان الثورات، قائلا: "أجلت ألبومي الذي كنت سأصدره في السنة الماضية الى هذا الموسم وهو رقم عشرين في رصيدي بعد المشاهد الدموية التي غزت شوارع الثورات فمن غير المنطقي أن أطرح أغاني إيقاعية راقصة تنشد السعادة وعدد من إخواننا العرب يسقطون شهداء".