أطاح مساء أمس الأول أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بالمهدية بالتنسيق مع أعوان مركز الشرطة بالزهراء(ضاحية بالمهدية) بعصابة حاولت ترويج كمية من القطع الأثرية النادرة التي تعود إلى العهد البوني وأوقفوا أربعة أشخاص على ذمة الأبحاث وحجزوا أربعين قطعة أثرية. وقال مصدر مسؤول بمنطقة الشرطة بالمهدية في اتصال مع "الصباح" أن معلومة سرية وردت على مسامع أعوان مركز الشرطة بالزهراء مفادها استعداد سائق "تراكس" بالتنسيق مع شخصين آخرين لترويج قطع أثرية نادرة، فأولوا المعلومة ما تستحقها من عناية وقاموا بالتنسيق مع أعوان فرقة الشرطة العدلية بالمهدية قصد نصب كمين لأفراد العصابة. وبعد تحريات ماراطونية في كنف السرية ألقى الأعوان القبض على ثلاثة أشخاص أحدهم سائق»تراكس» والثاني سائق سيارة أجرة (تاكسي) والثالث وسيط، وحجزوا كمية من القطع الأثرية، وبسماع أقوال المشتبه به الرئيسي وهو سائق "التراكس" ذكر أن رجل أعمال استدعاه للقيام بحفريات في إطار مشروع ينوي بعثه بالجهة، ولكن أثناء عملية الحفر عثر على كمية كبيرة من الجرار والقناديل و"التباسي" الفخارية مدفونة في باطن الأرض فأخفى عددا منها وسلم الباقي لصاحب المشروع ثم اتصل بشخصين لمساعدته والتوسط في عملية الترويج، غير أن المصالح الأمنية تفطنت للموضوع. وبسماع صاحب المشروع الذي أذنت النيابة العمومية بإحالته بحالة تقديم دون إيقافه فقد أفاد بأنه تسلم فعلا مجموعة من القطع الأثرية الفخارية من سائق "التراكس" واحتفظ بها بمنزله خشية أن تؤثر عملية العثور عليها في تأخير إقامة المشروع ونفى أن يكون تصرف في هذه القطع بأية طريقة كانت. الأعوان حجزوا أربعين قطعة تبين أنها تعود إلى الفترة البونيقية ولها قيمة تاريخية ومادية هامة، والأبحاث مازالت متواصلة في انتظار إحالة ملف القضية على العدالة.