كثر الحديث خلال الأشهر الأخيرة عن انتشار ظاهرة الاتجار في المخدرات كما كثر الحديث أيضا عن تعاطيها بشكل ملفت للانتباه.. المهربون.. المورّدون.. المروجون.. كلهم ساهموا في استفحال ظاهرة صارت تنخر جسد الشباب ورمت بالعديد منهم بالسجون لكن ما هي حقيقة الانعكاسات الصحية والنتيجة الحتمية لتعاطي المخدرات؟.. الأسبوعي بحثت في الموضوع مع جملة من المختصين فكان هذا التحقيق: أكد توفيق زيد منسق المكتب الوطني للمخدرات بوزارة الصحة في بداية حديثه لنا أن كل شخص يتعاطي المخدرات يعرض صحته لعديد الأضرار ومن أبرزها في بداية استهلاكه لهذه المواد المخدرة التأثير السلبي على الجهاز العصبي وكذلك الجهاز الهضمي إضافة لامكانية الاصابة بأمراض القلب والكلى كما أشار محدثنا قائلا في خصوص التأثير السلبي للمخدرات: «لقد أثبت البحث العلمي أن القدرة الجنسية لهذه الفئة معرضة للتأثر السلبي كما أن عدة حالات نفسية تصبح مرافقة للمدمن على غرار الإنزواء والهذيان وردود الفعل العنيفة. المخدرات.. وفقدان المناعة سألنا محدثنا عن آخر الاحصائيات في خصوص الحالات المصابة فأجابنا قائلا: «رغم برامج التوعية ونوادي الصحة المنتشرة بالمؤسسات التربوية إلا أننا سجلنا خلال السنة الماضية 4 حالات إصابة ب»السيدا» (3 رجال وامرأة) إضافة لما سجلناه خلال سنة 2010 بنفس الاصابة 6 حالات من صنف الذكور وقد ثبت أن «الضحايا» كانوا يستعلمون الحقن في عمليات التخدير ما سبب انتقال العدوى. كما أن تعاطي المخدرات ببلادنا تسبب لحد الأن في إصابه 7 أشخاص سنة 2010 بداء الفيروس الكبدي بوصفير بعد أن تم الكشف عن 56 حالة من المتعاطين أما خلال السنة الماضية فقد سجل مركز مقاومة التسمم قبول 85 حالة أصيبت بنفس المرض. «سوبيتاكس».. اتصلنا بالدكتور المولدي عمامو مدير مركز الاسعاف الطبي الاستعجالي بمونلفوري والمسؤول على وحدة مقاومة التسمم لمعرفة حقيقة ما يمكن أن يتعرض له متعاطو المخدرات فذكر لنا أن انتشار استعمال أقراص «سوبيتاكس» بعد أن تم تهريبها جعل العديد من متعاطي المخدرات يستعملونها بطريقة «عشوائية» معرضين صحتهم للخطر وذلك بعد سحقها وخلطها بالماء ثم حقنها، وقد ساهمت هذه العملية في انتشار مرض الفيروس الكبدي «ج» وكذلك فقدان المناعة «السيدا». كما أكد محدثنا أن الحالات التي يتم قبولها يوميا يمكن أن تتضاعف بعدة مراكز داخل تراب الجمهورية محدثنا أضاف في خصوص الذين يتم قبولهم بالمركز قائلا: «على عكس ما يعتقده البعض فإن الذين يصلون إلى المركز هم من كل الشرائح الاجتماعية ومن كل الأحياء الراقية والشعبية. كما أن المركز قد عرف توافد عدد من المدمنين من أقطار مغاربية ونحن نتفهم ذلك باعتبارهم لا يرغبون في أن ينكشف سر تعاطيهم للمخدرات. إغلاق مركز أمل بجبل الوسط من خلال تحقيقنا علمنا أن مركز «أمل» بجبل الوسط والذي ظل الى حدود جانفي 2011 يعنى بالحالات المتأثرة بتعاطي المخدرات وقد كان المركز يستقبل بعض الحالات أما أغلبها فتأتي من السجون والاصلاحيات.. مركز «أمل» كان إلى حين غلقه يستقبل حالات عديدة بلغ عددها 2500 حالة في 3 سنوات. إغلاق المركز اليوم زاد في «تأزم الوضع» ولم يجد المختصون تفسيرا لذلك على أنّ السبب الحقيقي وراء ذلك مجانية العلاج والتأهيل لهذا فإن الدكتورة جودة بن عبيد تؤكد أنه من غير المعقول أن يظل المركز مغلقا في ظل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات اليوم في صفوف شبابنا.