انطلق معرض للفن التشكيلي يوم السبت بفضاء الأكروبوليوم بقرطاج تحت عنوان «الزيتونة الأرض السّماء» ليتواصل إلى غاية 17 أفريل الجاري.المعرض يحتوي على عشرات اللّوحات ذات الحجم الكبير وهي ليست مجرّد ألوان زيتيّة على سطح قماشي بل وظّفت من خلالها أدوات تعبير جديدة تفتح رؤى فنية على أفق البحث والتجريب. فهاجس الفنان التشكيلي حمادي بن سعد وفق ما بينه لنا بالمناسبة تقديم إبداعات تنفلت من الثبات والجمود لتحرر الحس الفني وتعطي مفهوما عصريا جديدا للفن. أعمال حمادي بن سعد محاولة لتجريد الطبيعة من عناصرها التفصيلية والاكتفاء بالتعبير عن الجوهر. هذا المفهوم للتجريد في الفن يتحقق حسب محدثنا بنسب ودرجات متفاوتة في الاتجاهات والأساليب الفنية المختلفة ناهيك أن الفن التجريدي يهدف الى إحداث تأثير جمالي خالص ينتج عن تنظيم الأشكال البعيدة عن ارتباطها بدلالات واقعية ويسعى الى إيجاد علاقات إيقاعية في الكتلة والمساحة.
غياب الدعم
من جهة أخرى أعرب الفنان التشكيلي حمادي بن سعد عن استيائه من قلة الدعم المالي والمعنوي الذي يعاني منه التشكيلي التونسي رغم إبداعاته المتنوعة. وقال في هذا الصدد « لو لا زميلي منجي السويسي-وهو رجل أعمال شغوف بالفن التشكيلي- لما تمكنت من عرض أعمالي، في حين أنني لاقيت نجاحات لا تحصى ولا تعد خارج البلاد خاصة خلال المعرض الأخير في ألمانيا». ويضيف «إن الفن التشكيلي في تونس لا يزال يتألم في ظل غياب متحف وطني للأعمال التشكيلية. وهنا أستغرب كل الاستغراب من تجاهل أصحاب القرار في البلاد لهذا الموضوع الهام الذي يمثل هويتنا بالأساس». ومقابل تواصل غياب دعم الفنان التشكيلي في تونس فإن رجل الأعمال منجي السويسي أوضح لنا أنه مصر على مواصلة الإحاطة بإنتاجات حمادي بن سعد إيمانا منه بأنها تستحق كل التشجيع. إضافة إلى أنهما بصدد إنجاز عمل فنّي جديد سيعرض قريبا في لندن ونيويورك وطوكيو ودبي.