يواصل الرئيس الامريكي جورج بوش الابن جولته في المشرق العربي.. التي تتزامن مع جولة يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تصفه بعض وسائل الاعلام الاوروبية والامريكية ب"الحليف الجديد القوي" لواشنطن.. بعد رحيل الرئيس الديغولي "المعارض" لسياسات بوش العسكرية جاك شيراك.. ووصول رؤساء حكومات "متحفظين" على سياسات بوش في كل من لندن وروما ومدريد. ولئن اعلن أن هدف جولتي بوش وساركوزي حث قادة المنطقة للوقوف ضد ايران.. والاستعداد لكل سيناريوهات التصعيد ضدها.. فان كثيرا من الخبراء الاستراتيجيين في الولاياتالمتحدة وأمريكا اعتبروا ان الهدف الاول لرئيسي البيت الابيض والايليزيه التمهيد لابرام بلديهما مزيدا من الصفقات العملاقة مع السلطات السعودية وعواصم البلدان النفطية المجاورة لها.. خاصة أن بعض المصادر تؤكد أن السعودية وحدها لها برنامج "طموح" يمتد على الاعوام القادمة ويتضمن انفاق نحو 500 ألف مليارلتطوير بنيتها الاساسية وتطوير شبكات الخدمات والانتاج في مختلف القطاعت والجهات.. فضلا عن نفقات شراء الاسلحة التي من المقرر أن تبرمها حكومات الرياض وبقية الدول العربية النفطية مع العواصم الاوروبية وواشنطن.. وهو ما يفسر السباق الامريكي الاوروبي للفوز بتلك الصفقات.. لكن البعد الاقتصادي لجولتي بوش وساركوزي لا يفسر لوحده خلفيتهما.. لأن بوش وساركوزي يقودان حاليا تيار التصعيد ضد طهران.. وحملة "دعم أمن اسرائيل".. وهي نفس الحملة التي بررت بها ادارة بوش عام 2003 حربها ضد العراق.. ثم احتلالها له.. ولاشك أن بوش وساركوزي يواجهان حاليا تحديات عديدة من بينها معارضة عواصم عالمية مهمة لاستخدام الخيار العسكري ضد ايران.. من بينها الصين واليابان والمانيا وايطاليا والهند والباكستان.. اي الدول التي لها مصالح حيوية مع ايران ويعتمد اقتصادها على النفط الايراني.. وتسعى للفوز بصفقات مالية عملاقة مع الحكومة الايرانية.. لا تقل أهمية عن تلك التي ابرمتها أو ستبرمها الرياض وبقية الدول العربية النفطية مع واشنطنولندن وباريس.. وإذا كان الرئيس الامريكي أدلى في جولته الحالية بتصريحات ايجابية تدعم مشروع الدولة الفلسطينية فان المطلوب من الدول العربية النفطية التي تستعد لابرام صفقات سياسية ومالية عملاقة مع واشنطن وحلفائها الغربيين أن تضغط على البيت الابيض والاعضاء الدائمين في مجلس الامن كي تجبر اسرائيل على وقف عدوانها اليومي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وأن ترفع الحصار الاقتصادي والامني المفروض عليه منذ 7 سنوات.. قبل الحديث عن مفاوضات سلام يحتجز في كواليسها رئيس الوفد الفلسطيني أحمد قريع في "حواجز الفصل العنصري" بين رام الله والقدس المحتلة.