«لا نريد إلا قرارا سياسيا».. هكذا عبّر لنا شباب منطقة بوثدي عن شواغلهم بخصوص مقترحهم لإحداث مركّب فلاحي وصناعي بجهتهم الخصبة بسهولها ومائدتها المائية الغنية القادرة على إيجاد منطقة سقوية ستشغّل أيادي عاملة مختصة وغير مختصة في القطاع. مقترح "إحداث مركّب فلاحي وصناعي بضيعة الجوهرة بمنطقة بوثدي" تقدّمت به جمعية التنمية بالجهة في إطار إحياء المناطق الداخلية والنهوض بها على مستوى التنمية والدفع بها للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد والرقي بالقطاع الفلاحي الذي يُعتبر ركيزة هامة من ركائز الاقتصاد الوطني. زياتين.. أشجار مثمرة.. ومراع مهملة المشروع الذي يأمل شباب منطقة بوثدي في بعثه ومثلما عبّر لنا عن تفاصيله كل من حسين الشفاري ومحرز القاسمي ومحمد القاسمي من مكوني جمعية التنمية ببوثدي، يتمثّل في إنشاء مركّب فلاحي وصناعي بضيعة الجوهرة بمنطقتهم والذي حسب رأيهم سيساهم في الحدّ من البطالة وسيمكّن من إحداث مواطن شغل جديدة. ضيعة الجوهرة التابعة للمركّب الفلاحي والصناعي بالسلامة تعتبر من أكبر الضيعات على مستوى المركّب بمساحة تقدّر ب4834.49 هكتارا تحتوي على 34080 شجرة زيتون كبيرة الحجم يصل عمرها إلى 65 سنة إضافة إلى عدد 21042 من الزياتين التي لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات. هذا وتعدّ المنطقة ما يقارب 6 قطعان من الأغنام تقدّر ب1500 رأس مخصص لها ألف هكتار من المراعي بالإضافة إلى وجود 6 آلاف هكتار مهملة كما تحتوي على معصرتي زيتون إحداها تقليدية تبلغ طاقتها 24 طنا في اليوم وأخرى عصرية تبلغ 30 طنا يوميا. شباب بوثدي وفي بسطهم لتفاصيل مقترحهم أكّدوا ل»الصباح» أنهم استوفوا الدراسات المتعلقة بالمشروع وأنه تمّ تسليم نسخة منه إلى وزارة التكوين المهني والتشغيل ولا سيما وأنهم يأملون في مزيد خلق مواطن شغل في وقت يبلغ فيه عدد العاملين حاليا 32 عاملا قارّا وشبه قارّ وحوالي 300 عامل موسمي. آبار في انتظار الاستغلال تزخر منطقة بوثدي بمائدة كبيرة تتوفر على 6 آبار عميقة تمّ حفرها اثنان منها مجهّزة وأربع غير مجهزة بطاقة استيعاب 7 لترات في الثانية على مستوى ضيعة الجوهرة وقد أكّد أعضاء الجمعية ببوثدي ل»الصباح» أنه لا يستفاد من هاته الآبار إلى حدّ اليوم بالقدر المطلوب، والعمل على الاستفادة منها سيساهم في توفر منطقة سقوية هائلة وإنشاء بيوت مكيفة للخضروات من شأنها تحقيق الاكتفاء الغذائي على مستوى الخضروات لولاية صفاقس وستمكّن من الضغط على الأسعار. هذا وقد عبّر أصحاب المقترح من شباب بوثدي أن آلاف الهكتارات المهملة يمكن استغلالها في غراسة الأشجار المثمرة من»اللوز» وتطوير المراعي مع إمكانية ضمّ كل من ضيعة السعادة والرياض والنجاح إلى بعضها البعض في حال بعث المركّب مع العمل على الحدّ من الفلاحة الموسمية وتحويلها إلى نشاط فلاحي على مدار السنة من شأنه أن يُسهم في تنويع المنتوج الفلاحي ويحدّ من ظاهرة التحول المكثف نحو المدن.