تساقطت مساء أول أمس بمدينة باجة وعلى كامل معتمدياتها كميات كبيرة من الأمطار والتي انتظرها الفلاح بفارغ الصبر في مثل هذه الفترة من العام الفلاحي لكنها كانت مفاجئة وبغزارة شديدة بلغت في وقت وجيز لا يتجاوز الساعة 51 ميلمترا بالمدينة وقد صادف تهاطل هذه الأمطار بداية مغادرة التلاميذ والموظفين لمواقع الدراسة والعمل لذلك تسببت في إغراق الشوارع الرئيسية والفرعية بالمدينة محدثة شللا شبه تام كما تسببت في تعطب العديد من السيارات بالطرقات المحاذية لها مما اضطر أصحابها لتركها في مواقعها ولعل أخطر حادثة تلك التي وقعت في مدخل المدينة الغربي (طريق كساب) إذ غرقت إحدى السيارات بحفرة محاذية للطريق وكانت على متنها عائلة أغلب أفرادها من الأطفال ساهم في إنقاذهم سائق حافلة كان مارا بالصدفة قبل أن يتدخل أعوان الحماية لانتشال السيارة ببقية ركابها وبما أن المدينة لا تمتلك شبكة متكاملة لتصريف مياه الأمطار فقد غمرتها الأتربة في ما يعرف بالنقاط السوداء أمام المكتبة العمومية وتحت الجسر المحول وشارع الطيب المهيري ونهج خير الدين وتعطلت الحركة لوقت طويل قبل أن يتدخل أعوان إدارة التجهيز ببعض الآليات المتواضعة لرفع الأتربة وتكديسها خارج الطرقات التي تشكو حالة من التهرؤ زادت الأمر تعقيدا ولم تقتصر حالة الشلل هذه على المدينة فقط بل شملت المناطق المجاورة لها وخصوصا مداخلها وقد ذكر حسين العنايبي المدير الجهوي للتجهيز والتهيئة العمرانية ل» الصباح» أن حركة المرور توقفت لمدة ساعتين ونصف الساعة من مساء يوم الجمعة في وقت ذروة بكل من الطريق الوطنية رقم 6 على مستوى وادي «البول» في النقطة الكيلومترية 36 / 470 والطريق المحلية 370بباجة الجنوبية على مستوى طريق بالشوك وعلى نفس الخط في مستوى وادي باجة وقد تمت متابعة الوضع من قبل أعوان التجهيز والحماية المدنية وجميع الأطراف المسؤولة إلى ساعة متأخرة من الليل لفتح الطرقات وتسريح المنشآت المائية عليها وتركيز علامات مرورية مساعدة على السير في الوضع الجديد كما أشار محدثنا إلى أنه آن الأوان اليوم إلى إحداث شبكة لصرف مياه الأمطار بمدينة باجة لتجنب مثل هذه المفاجآت كما تساءل عن اسباب عدم إتمام إنجاز مشروع «بوز قدم» الذي أوكل لديوان التطهير بمدينة باجة والذي كان محل حديث مع مدير إدارة المياه العمرانية ويرجو أن يتم ذلك في أقرب الأوقات لتجاوز مثل هذه الحالات الاستثنائية من السيلان.