أدعو «الترويكا» إلى الكف عن كيل التهم للمعارضة لسنا تجارا.. وعملية التوحيد بين الأحزاب كانت نتيجة تقارب الرؤى قالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري في حديث خصت به «الصباح» أن عملية التوحيد هي بمثابة «الزواج السعيد» وتجسيد لميلاد حزب وسطي اجتماعي معتدل قوي وفق صيغة تشاركية والهدف منه تكوين تكتل ديمقراطي واسع لتحقيق التوازن في المشهد السياسي... وفي ما يلي نص الحديث...
-المؤتمر الخامس للحزب الديمقراطي التقدمي كشف عن خلافات واحتجاجات داخل الحزب، إضافة إلى سوء التصرف في الجانب المالي ؟ ليست هناك انقسامات وهذا كلام مردود على أصحابه هناك نقاشات عميقة، ولا وجود لخلافات، هناك اختلاف في الآراء وتماسك وهناك تشاور على جميع الأصعدة بين الهياكل والقواعد، فاختلاف الآراء تكريس لمبادئ الديمقراطية. المؤتمر الخامس للحزب الديمقراطي التقدمي كان فرصة لتقييم أدائنا على ضوء نتائج انتخابات أكتوبر ومراجعة النقائص والمشاكل التى عرفها منذ المؤتمر بالإضافة إلى ذلك فان المؤتمر كان مناسبة للاستماع إلى مؤتمري الحزب لاستشراف المرحلة القادمة، وعملية التقييم تمحورت حول الايجابيات والأخطاء، والنقاشات كانت جريئة وعميقة بين المؤتمرين وكشفت عن الرغبة في البناء والتأسيس إلى المرحلة القادمة. -خلال عرض التقرير الأدبي والمالي أكدتم على هنات ونقائص الحزب الديمقراطي وأشرتم إلى غياب التواصل مع القواعد والجهات المحرومة خلال الفترة السابقة؟ الأخطاء موجودة وتحدثت عن الهنات والنقائص وأقر بأن من بين أسباب فشل الحزب خلال الفترة الانتخابية هو الجانب التواصلي وغياب آليات التواصل والقرب المستمر من المواطن البسيط بالإضافة إلى مسألة التمشي التنظيمي، وأؤكد أننا سنسعى إلى تغيير الأسلوب الاتصالي حتى نتمكن من التواصل مع جميع المواطنين في كافة أنحاء الجمهورية. وهناك بعض الأخطاء تتمثل في سوء التصرف في الموارد المالية والاقتصار على الجانب الاشهاري وهو ما اعتبره شخصيا خطأ وتمنيت لو تم صرفها على التكوين والتنظيم وعند مساءلتي في النقاشات بعد عرض التقريرين الأدبي والمالي أكدت اننى وقيادة الحزب نتحمل المسؤولية في ذلك. كيف تقيّمين ما يجري في الساحة السياسية اليوم؟ ظاهرة صحية تشهدها الساحة السياسية من خلال التحالفات وتوحيد الصفوف بين الأحزاب لتحقيق نوع من التوازن السياسي وفي الحزب الديمقراطي التقدمي كنا دوما دعاة إلى تعدد الآراء وفسح المجال لحرية التعبير واحترام الرأي المخالف، هناك تطورات يشهدها الشارع التونسي والمشهد السياسي في بلادنا في ظل التصريحات المتواترة من أحزاب الائتلاف الحاكم حول عرقلة أداء الحكومة الحالية. ما هو تعليقك حول تصريحات الائتلاف الحاكم بخصوص عرقلة أداء الحكومة من قبل المعارضة؟ أدعو»الترويكا» للكف عن التهجم وكيل التهم ضد المعارضة وأدعوها إلى العمل وإيجاد الحلول الكفيلة للملفات العالقة وعدم الانسياق وراء التصريحات الخاطئة التى تضر بالأمن العام والتعجيل بتطبيق البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والتعاطي مع مشاكل البلاد بشكل ناجع من خلال الاستجابة لانتظارت الفئات والجهات المحرومة. -كيف ترين أداء الحكومة وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي إلى حد الآن؟ برنامج الحكومة لم يأخذ بعين لاعتبار الفئات الأكثر فقرا التى تحتاج إلى دعم ضروري والبرنامج الحكومي كان عنوانا لطلب مزيد من التضحية من الفئات الفقيرة بالإضافة إلى ان البرنامج الحكومي يتضمن إجراءات ومشاريع طويلة المدى ومدتها تتجاوز السنوات وهو ما يؤكد أن الحكومة الحالية لم تحدد سقفا زمنيا لتنفيذ هذه المشاريع وبالتالي لا يمكن أن نبقى حبيسي منوال تنمية قديم أثبت عقمه وعدم فعاليته ونجاعته. وأؤكد أن بلادنا في حاجة إلى إجراءات عملية للنهوض بالجهات ولنا حلول ومقترحات في القريب العاجل مثلما أشار أحمد نجيب الشابي الذي طالب بإحداث صناديق التنمية والقطع مع النمطية وتسخير كل الإمكانيات للصالح العام. -لكن هناك من يقول أن عملية الانصهار في حزب واحد كانت نتيجة للعجز المالي الذي يعاني منه حزب «البي دي بي»،فما هو تعليقكم على ذلك؟ عملية التوحيد هي بمثابة «الزواج السعيد» وتجسيد لميلاد حزب وسطي اجتماعي معتدل قوي وفق صيغة تشاركية ناقشنا كل المسائل التنظيمية والهيكلية والمالية بين الأحزاب المنصهرة في الحزب الجمهوري..نحن لسنا تجارا..وفريقنا يعمل بصفة وفاقية،فعملية التوحيد بين الأحزاب كانت نتيجة تقارب الرؤى والأفكار ولم نقبل ارضاخ العملية السياسية للمسألة المالية وقد تم الاتفاق على أن تكون العملية تشاركية وهو انصهار سياسي في حزب ديمقراطي قوي لإعادة التوازن السياسي خدمة للوطن ولم تطرح مسألة الدعم المالي لهذا الانصهار. - مية الجريبي أمينة عامة وياسين إبراهيم أمينا تنفيذيا للحزب الجمهوري، كيف سيكون أداء الحزب في المرحلة القادمة؟ تونس في حاجة إلى توجهات عامة،هدفنا هو تكوين تكتل ديمقراطي واسع لتحقيق انتظارات التونسيين،وتوحيد القوى الديمقراطية في حزب ديمقراطي اجتماعي وسطي يؤمن بأن العدل قيمة إنسانية باعتباره أساس الحكم الرشيد بين الأفراد والجهات. واستفدنا من الفترة الماضية لتهيئة الأرضية الملائمة لميلاد الحزب الجمهوري فالانصهار تم إعلانه منذ جانفي الفارط وتمت مناقشة كل المسائل المتعلقة بالنظام الداخلي وتركيبة المكتب التنفيذي وتم ذلك خلال مؤتمر التوحيدي يوم 9 أفريل وما يعنيه هذا التاريخ من رمزية لدى كل التونسيين وأداء الحزب الجمهوري سيكون موجها في الفترة القادمة إلى الدفاع عن الحريات والحقوق الاجتماعية وتقديم مقترحات عملية للنهوض بأوضاع الشعب التونسي اقتصاديا واجتماعيا وسيكون أداء الحزب الجمهوري موجها نحو الدفاع عن المكتسبات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية وتدعيمها وتحفيز أصحاب الأفكار والمبادرات والحزب الجديد يستفيد من كل الطاقات والبرامج التى تساهم في النهوض بأوضاع التونسيين الاجتماعية والاقتصادية. إدارة الحزب الجمهوري ستكون بصفة جماعية وبشكل توافقي بين جميع الأطراف وسنسعى إلى إرساء اقتصاد مبني على المبادرة والمعرفة لخدمة التونسيين وإيجاد الإصلاحات الضرورية لتخفيض معدل البطالة. وماذا عن المرحلة المقبلة هل ستتواصل المشاورات مع المسار الديمقراطي والاجتماعي و غيرها من القائمات والشخصيات المستقلة؟ خلال المؤتمر التوحيدي تم الإعلان عن قائمة جديدة انصهرت في الحزب الجمهوري والمشاورات مازالت متواصلة مع المسار الديمقراطي الاجتماعي ولم نتوصل إلى حد الآن إلى صيغة تفاهم وممكن أن تتم العملية قريبا في صورة الاتفاق والمجال مفتوح أمام الكل لتعزيز الحزب الجمهوري وتقديم الإضافة له.