هو أحد رواد الاغنية في المغرب ..الفنان عبد الوهاب الدوكالي الذي يتوفر على رصيد فني زاخر وانتاج موسيقي له خصوصياته التي تصبّ في خانة مشاغل الانسان العربي واهتماماته وهمومه وأحلامه وطموحاته. عبد الوهاب الدوكالي كرّمه المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس ومعه كان هذا الحوار: × بعد غياب طويل.. ها هو عبد الوهاب الدوكالي في تونس؟ - أنا سعيد جدا بهذه الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة من إتحاد إذاعات الدول العربية من خلال مهرجانه الذي شرفني بالتكريم في بلد الحب الكبير تونس الخضراء. × ومتى سنلقاك في التظاهرات الفنية التونسية؟ - هذا الامر موكول الى المشرفين على هذه التظاهرات ..لم يحصل أن تلقيت دعوة رسمية للغناء في المهرجانات التونسية وإذا ما حصل ذلك فسأكون في غاية السعادة والانشراح على اعتبار أن أواصر الاخاء والاهتمامات المشتركة والتقارب الروحي والتثقافي والابداعي أبرز ما يميز العلاقات بين تونس والمغرب. × في هذا الخضم الكبير من التناقضات العالمية.. ما هو الهم الفني الذي يشغل عبد الوهاب الدوكالي؟ - قدر الفنان الصادق أن يعيش الاحداث بكل أحاسيسه فهناك عديد الاشياء المؤلمة التي تهز الانسان فتجعله عرضة للألم وهناك أشياء تسعده وتحلق به نحو الأفق الرحب. × وكيف يتفاعل عبد الوهاب الدوكالي مع هذا الذي يعيشه العالم؟ - أشارك بصوتي قدر المستطاع من خلال تقديم أغنيات تفضح الشر وتنتصر للخير بكل معانيه.. وآخر ما قدمت أغنية «اصحوا يا عرب» التي فيها دعوة الى الاعتزاز بالانسان العربي والانتصار لكرامته. × وأين عبد الوهاب الدوكالي الآن؟ - لازلت أعمل على تكريس الاغنية التي تحمل بداخلها رسالة إنسانية نبيلة ذات مضمون يكتب التاريخ وينطلق من وقائع حية في حياة الانسان. وأشير في هذا الاتجاه أنني حصلت في الدورة الاخيرة لمهرجان القاهرة للاغنية العربية على الجائزة الاولى من خلال أغنية «الولف صعيب» هذه الاغنية نقلت حادثة واقعية: زوجان كانا على خلاف دائم في طريقهما الى الانفصال والطلاق.. ولها استمعا لهذه الاغنية عاد بينهما الوفاق وتعاهدا على فتح صفحة نقية في حياتهما الزوجية وكنت سعيدا باللقاء معهما لأبارك هذه العودة الى عش الزوجية..والكل يعرف في هذا الاتجاه أن أغنية «مونبارناس» مثلا قدمت صورة واقعية للمهاجرين الجزائريين في باريس. هكذا أرى رسالة الفن وهكذا أفهمها وهكذا أريدها أن تكون. × لمن يستمع عبد الوهاب الدوكالي من الاصوات العربية اليوم؟ -خلال الندوة الصحفية التي عقدتها إثر تتويجي في المهرجان الدولي للاغنية بالقاهرة طرح عليّ نفس السؤال: × فماذا كان جوابك؟ - قلت لهم وأقول لك أنت ايضا منذ ربع قرن لم أستمع ولم أسمع أي أغنية عربية. × اسمح لي بالتعبير عن الاستغراب من هذا الموقف؟ - هذه حقيقة ثابتة. × لماذا؟ - إنني أريد أن أتعلم وأكتشف الجديد من كل أغنية عربية أستمع اليها.. وللاسف أقول أن الاغنية العربية لا تقدم ولا تتوفر على ما يثير انتباهي. × حتى الكلاسيكيات العربية؟ - سمعت ما يكفي من الكلاسيكيات العربية.. × لا تستمع ولا تسمع الاغنية العربية فهل هناك موسيقات يحبذها عبد الوهاب الدوكالي؟ - أستمع بانتباه وحب واعجاب للموسيقى الانقلوساكسونية والكلاسيكيات الغربية لشوبان وباخ وبيت هوفن وغيرهم من العمالقة الذين صاغوا بصدق وصفاء العالم. × هل أعتبر هذا الموقف راديكاليا بخصوص الاغنية العربية؟ هذا واقع لابد أن نقر ونعترف به.. لنا في الوطن العربي زخم كبير من الاصوات لكن المشكلة الاساسية والرئيسية تكمن في المضمون. × بهذه الصفة كيف يمكن الحديث عن أغنية عربية يستحق الاستماع اليها؟ - الفن كان ولايزال وسيبقى وسيلة ترفيه وتثقيف..والاغنية لابد أن تكون لها رسالة هادفة تشارك في تربية شعب أو تساهم في حل مشاكل مثل هذه الاغنية تستحق أن نستمع اليها ونرددها هنا وهناك