نفى عبد الله مسار وزير الإعلام السوداني أن يكون السودان الشمالي يتجه لشن حرب على دولة الجنوب وقال مسار إن جنوب السودان يدفع من جانب أطراف وقوى خارجية للانسياق إلى الحرب بالوكالة... وقال مسار "الجنوب يدفع فواتير نيابة عن الآخرين"، واعتبر الوزير السوداني في تصريحات خص بها "الصباح" في العاصمة الغابونية ليفربول على هامش مؤتمر التعاون الإسلامي على حرص الخرطوم على عدم التصعيد وتغليب خيار السلام. يذكر أن الأزمة الراهنة حول منطقة هجليج أحد الملفات الحدودية العالقة بين عاصمة الشمال الخرطوم وعاصمة الجنوبجوبا منذ إعلان تقسيم السودان قبل عام إلى سودانين وهي منطقة تبعد حوالي 45 كلم الى الغرب من منطقة ايبي جنوب كردفان وتعد هجليج من المناطق الغنية بالنفط والمهمة بالنسبة للاقتصاد السوداني حيث يوجد بها 75 بئرا من النفط، كما تعد استراتيجيا البوابة الرئيسية لولايات جنوب وشمال كردفان وشرق وجنوب دارفور، ومن المهم الإشارة الى أن لقاء الوزير السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية في الشمال جاء بالتزامن مع اعلان جيش الجنوب الانسحاب من هجليج وفيما يلي نص الحديث. - أثارت تصريحات الرئيس البشير بشأن جنوب السودان ردود فعل كثيرة, فهل يتجه السودان الشمالي والجنوبي الى حرب جديدة خاصة بعد هذه التصريحات التي هدد فيها البشير بسحق الحشرات في اشارة للحكام في الجنوب؟
اطلاقا لسنا على أبواب حرب ولكننا لا نريد الاعتداء على منطقة سودانية غنية بالبترول نحن في الشمال على استعداد لرد العداء نقول اننا لا نرغب في الحرب على الجنوب ولكننا في النهاية سنحرر المنطقة وأية مناطق حدودية أخرى ونحافظ على أمن وسلامة بلادنا. لا نريد التصعيد ولا مصلحة لنا في ذلك لو كنا اردنا التصعيد لاستطعنا، وفي اعتقادنا أن الجنوب يدفع فواتير نيابة عن الاخرين فالجنوب لا قدرة له على الحرب ولكن هناك من يدفعه إلى ذلك. للتذكير فان حقل هجليج يمثل اهمية كبيرة لاقتصاد السودان فهو ينتج نحو نصف الانتاج البالغ 115 الف برميل يوميا ولا يمكننا التفريط في ذلك بأي حال من الاحوال.
من المقصود بذلك وهل هناك طرف أم أطراف؟
الكل يعلم بزيارة رئيس جنوب السودان سيلفا كير الى اسرائيل وتلك الزيارة مقدمة لحروب اسرائيل في القارة الافريقية وهي بالتالي مؤشر على أن هناك أطرافا أخرى تدعم اسرائيل في المنطقة , والا لما كان هناك احتلال لمنطقة غنية بالبترول واحتلال مدن جنوب كردفان, وفي اعتقادي ان كل هذا يهدف الى تصعيد الازمة وبالتالي الدفع الى تغيير النظام في الخرطوم بالتدرج عبر المظاهرات الشعبية ثم عبر الضغط الاقتصادي ولكننا مقتنعون بان ذلك غير ممكن فعندما حاصرونا بالنفط وفقد السودان 40 الف برميل من النفط توفر له البديل وقد استعدنا ذلك بالذهب فارتفع انتاج السودان من الذهب ب2,5 مليار دولار .السودان بلد الخيرات ولكن هناك أطماع كثيرة تترصده.
اذا كان هذا واقع الحال والسودان يتمتع بكل هذه الخيرات فلماذا لا نرى في الفضائيات غير الفقر والجوع والبؤس والتخلف فاين تذهب كل هذه الاموال التي تشيرون اليها ؟
ما يحدث نتيجة ظروف الحروب التي مر بها السودان على مدى عقود واستنزفت قدراته، منذ استقلاله لم يعرف غير الحروب والصراعات التي لا تخلف غير الجهل والتخلف ولو لا ذلك لكان السودان في افضل حال ولكن هناك أيضا قوى لا تريد للسودان الاستقرار السودان تحمل الكثير وهذا السبب المباشر لعدم استفادته من خيراته السودان بلد كبير بامكانياته وموارده وثرواته ومياهه الجوفية والاستقرار سيجعل السودان من اكبر الدول .فعلا هناك قوى استغلوا أبناء الشعب الواحد لدفعهم الى المواجهة.
دولة جنوب السودان تتهم الشمال بتخريبه فما تعليقكم على ذلك؟
اذا كان هناك تخريب قد حدث في هجليج فان ذلك قد يكون من جانب دولة جنوب السودان التي يجب أن تتحمل أي تخريب لابار ومنشآت النفط.
السودان الشمالي اليوم في وضع المتردد في تحديد أولوياته والتحديات التي تنتظره فهل يخشى السودان امتداد الربيع العربي الى حدوده؟
اطلاقا هذا لا يشغلنا ونحن لا نخشى هذا, والربيع العربي مر على السودان منذ 1986 وليس لدينا المشاكل التي يتحدثون عليها سواء تعلق الامر بصعود الاسلاميين أو غير ذلك من القضايا المطروحة فيما ما يسمى اليوم بدول الربيع العربي.
وماذا عن علاقات السودان مع الغرب؟
علاقات السودان مع الغرب ليست على ما يرام ولا نريد الدفاع عن قضايا تغرقنا، نعترف بأنه ليس لنا القدرة على الدخول في صراع مع القوى الكبرى ولا نريد من هذه القوى الا أن تتركنا في حالنا.