بعد خوض تجارب مختلفة في الوسط الثقافي راوح فيها بين الإخراج والإنتاج وتنظيم التظاهرات الثقافية اختار سامي منتصر أن يخوض تجربة أخرى تتمثل في إخراج مسرحية جديدة عنوانها «زنقة النساء» من إنتاج شركة يا ليل للإنتاج مقتبسة عن المسرحية الفرنسية الشهيرة « le clan des divorcées». إلاّ أن السؤال الذي يطرح في ظل ذلك هو ما هو الدافع للتوجه لاقتباس عمل مسرحي يطرح قضايا أوساط اجتماعية وثقافية وحضارية مختلفة عما هو في تونس؟ وجاء تعليل مخرج المسرحية لتمسكه بهذا الاختيار قائلا:» شاهدت المسرحية في النسخة الفرنسية عديد المرات وكنت مصرا على تشريكها في الدورة الثالثة من مهرجان الضحك الذي أشرف على تنظيمه. واكتشفت حينها أنها تحظى بقبول عدد كبير من التونسيين مما دفعني للعمل على «تَوْنَسَتها» لا سيما أن الطلاق وإن كان ظاهرة منتشرة بقوة في أوساطنا الاجتماعية يبقى من الخيارات أو الحلول المكروهة نظرا لتداعياته السلبية بالأساس على حياة الفرد خاصة المرأة أو المجموعة.» وأضاف في ذات الإطار يقول:» انطلقت في الإعداد لهذا المشروع منذ شهر جويلية الماضي بعد أن وجدت تجاوبا سريعا وإيجابيا من قبل الأسماء التي اقترحت عليها هذه الفكرة على غرارعليل فاردار ويوسف البحري في كتابة السيناريو علما أن الممثلين الثلاثة الذين سيجسدون العمل على الركح شاركوا أيضا في صياغة الحوار».
علاج نفسي واجتماعي
من جهة أخرى وعد سامي منتصر بأن تصنع هذه المسرحية الحدث في الوسطين الفني والاجتماعي نظرا لطرافة وجدية الموضوع الذي تتمحور حوله من ناحية ولطريقة الطرح التي تعتمد على المزج بين الكوميديا والدراما في محاولة لمعالجة القضايا المتفرعة عن الطلاق وكشف جانب من المعاناة التي تواجهها المرأة المطلقة من ناحية أخرى. وفيما يتعلق بملخص المسرحية بيّن مخرجها أنها تنبني على مشاهد تجسد لقاء ثلاث مطلقات تنحدر كل واحدة منهن من وسط اجتماعي وبيئي وثقافي مختلف التقيْن في حيّ أو عمارة جمعتهن الظروف والرغبة في بناء حياة جديدة بعد تجارب زواج فاشلة. وقدم شخصيات المسرحية التي تؤديها كل من نادية بوستة في دور «صوفي» المرأة ذات الأصول الغربية والتي تتسم بسلاطة اللسان والشخصية الثانية هي «بيّة» تلك المرأة التونسية «البلدية « البرجوازية أما الثالثة التي يجسدها الممثل محمد الداهش فهي «خيرة» التي تنحدر من الريف ومن وسط اجتماعي فقير ومحافظ. تلتقي شخوص المسرحية مثلما قدمها المخرج سامي منتصر على امتداد ما يقارب ساعتين في عرض هادف يجمع بين الهزل والجد يمكن اعتباره بمثابة لقاء ثري يحيل بجرأة في الحوار والتفكير والتجسيد على الركح إلى البحث في خفايا المعاناة التي يمكن أن تعيشها كل مطلقة في مجتمعنا من خلال طرح فني لا يخلو من جمالية وتحيل إلى التفكير في الحلول الممكنة لتجاوز مثل تلك الإشكاليات. كما بيّن سامي منتصر أنه حدد موعد العرض الأول لمسرحية «زنقة النساء» ليكون يوم 9 ماي القادم بالمسرح البلدي بالعاصمة واعتبره موعدا مناسبا لتدخل هذه المسرحية التونسية في ماراطون من العروض داخل تونس وخارجها.