نفذ العشرات من المواطنين بمدينة صفاقس ظهر أمس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقرّ شركة الخطوط التونسية على خلفية ممارسات أعوان هذه المؤسسة بمطاري جربة وقرطاج دفعت بالرئيس المدير العام لشركة «سيفاكس آيرلاينز» اتخاذ قرار إيقاف النشاط والسفرات، في انتظار ما ستفضي إليه المفاوضات مع وزارة النقل، وتدخل الحكومة لإعادة تشغيل هذه المؤسسة وإثناء رئيسها عن قرار الغلق، وتحويل النشاط إلى بلد مغاربي. قرار إيقاف نشاط خطوط الطيران الخاصة، التابعة للمستثمر محمد الفريخة، جاء بعد «سلسلة من المضايقات»، حسبما ذكرته مصادر «الصباح» آخرها ما حصل في مطار جربة الدولي صبيحة أول أمس الأحد وتكرر مساء في مطار قرطاج الدولي تجاه مسافري طيران «سيفاكس آيرلاينز» حيث تعطل ركاب الطائرات، لساعات طويلة، بسبب رفض اعوان شركة الخطوط التونسية القيام بإجراءات السفر، رغم اتفاقيات التعاون والمعاهدات، والتزام الخطوط التونسية بالقيام بجميع إجراءات السفر، والخدمات المطلوبة، تجاه الحرفاء القادمين والمغادرين للبلاد، والمستعملين للشركة المعنية.
احتجاج.. و«ديقاج»
وكان أعضاء المجلس الوطني التأسيسي نواب ولاية صفاقس قد تعرضوا في مداولات المجلس صبيحة يوم أمس الاثنين، إلى وضعية الشركة، وخطورة قرار الغلق، وإيقاف النشاط ولو كان ذلك بصفة مؤقتة، وما سيترتب عنه من خسائر لصاحب المشروع، وللعاملين فيه، الذين يبلغ عددهم حوالي 160 إطارا أحيلوا -فجأة وبصفة إجبارية- على البطالة. فيما تجمع في حدود الساعة الواحدة العشرات من المواطنين والمحامين، ورجال الأعمال بالجهة، وممثلو الجمعيات ومكونات المجتمع المدني للاحتجاج على مصالح شركة الخطوط التونسية والتعبير عن غضبهم واستيائهم من الممارسات «اللاوطنية» لأعوان المؤسسة رافعين أعلام تونس، ولافتات احتجاجية تتضمن شعارات تضامنية مع صاحب مؤسسة «سيفاكس آيرلاينز»، من بينها «صفاقس دولة» و»نحن معك يا سيفاكس» و»لن نركع للمضايقات» وقد صاح المحتجون بالكلمة الشهيرة «ديقاج» في وجه موظفي الخطوط التونسية، عندما حضر إلى الوقفة الاحتجاجية أعوان الشركة، قادمين من مطار صفاقس الدولي، بعد أن تقرر إيقاف النشاط والعمل.وقد لقي قرار ايقاف عمل المؤسسة، تفاعلا كبيرا، وردود فعل غاضبة، من قبل مستخدمي الشبكة الاجتماعية «الفايس بوك» التي تداولت صورا لطائراتها، وتعاليق شتى تندد جميعها، «بالممارسات اللاوطنية لشركة الخطوط التونسية، وبمن تسبب في قرار الإيقاف للنشاط، والنتائج السلبية لذلك».
بيان توضيحي
من جهة أخرى أصدرت الخطوط التونسية يوم أمس بيانا توضيحيا، حصلت «الصباح» على نسخة منه جاء فيه: «على إثر الحملة التشهيرية ضد الخطوط التونسية في المدة الأخيرة من طرف مسوؤلي ومؤيدي شركة سيفاكس للطيران سواء عبر الإذاعات أو المقالات الصحفية والمواقع الاجتماعية توضح الخطوط التونسية ما يلي: إن الخطوط التونسية لم تكن ولن تكون طرفا في نزاع مباشر مع هذه الشركة. وللتذكير لقد ساهمت الخطوط التونسية ودعمت في بعث هذه الشركة الجديدة حيث قدمت الادارة العامة رسالة تطمين لهذا المولود الجديد تتعهد فيها بتقديم الاعانة في الصيانة والخدمات الارضية والتموين. وافقت الخطوط التونسية بصفتها عضوا بالهيئة الوطنية للطيران المدني على احداث هذه الشركة الجديدة دون أي تحفظ طبقا لبرنامجها الاول والمرتكز اساسا على استغلال مطار «صفاقسطينة». كما ابرمت الخطوط التونسية للخدمات الارضية اتفاقا مع شركة سيفاكس لتقديم الخدمات الارضية في المطارات العاملة بها، على اساس برنامج عمل شهر مارس 2012 ينص على أن كل النشاط سينطلق من مطار «صفاقسطينة»، مع رحلتين من مطار جربة فقط، لكن وبعد أن تبين لهذه الشركة الجديدة صعوبة مهمتها، في ظل الصعوبات التي يمر بها قطاع النقل الجوي، وانعدام الجدوى الاقتصادية لبرنامجها الاول، حولت سيفاكس وجهة نشاطها إلى مطار تونسقرطاج الدولي لتامين رحلات في اتجاه باريس دون أي تنسيق مع الخطوط التونسية ودون أي ترخيص من الادارة العامة للطيران المدني. وعلى اثر احتجاج الخطوط التونسية لدى وزارة النقل، حول هذا التوجه الأحادي والمفاجئ، انتظم اجتماع بتاريخ يوم السبت 21 أفريل 2012 اشرف عليه وزير النقل وتمّ الاتفاق فيه، على ما يلي: السماح لشركة سيفاكس بتامين رحلاتها من كل المطارات التونسية. ضرورة التكامل بين نشاط الشركتين والالتزام بعدم المنافسة غير المتكافئة. التعمق في امكانية نشاط سيفاكس من مطار تونسقرطاج حيث لا يتسبب هذا النشاط في ضرر ما للخطوط التونسية. تحديد تاريخ الاربعاء 25 افريل 2012 لضبط القرار النهائي في الغرض. في يوم الاربعاء 25 افريل 2012، قدمت الادارة العامة للخطوط التنونيسة موقفها كتابيا إلى السيد وزير النقل والذي تضمن الترخيص لسيفاكس بتنظيم 3 رحلات اسبوعية من مطار تونسقرطاج إلى مطار باريس شارل ديقول مع مراعاة بعض الضوابط كعدم المنافسة في الاسعار ومراعاة توقيت رحلات الخطوط التونسية والتزام سيفاكس بعدم انتداب اعوان الخطوط التونسية طبقا للقانون الاساسي للشركة.يوم السبت 28 افريل 2012 تمّ استقبال رئيس شركة سيفاكس من طرف مدير ديوان وزير النقل والمدير العام للطيران المدني وطلب منه تقديم برنامج عمل يحتوي على ثلاث رحلات اسبوعية بين تونس وباريس كما تمّ استقباله من طرف الوزير شخصيا الذي وعده بدراسة امكانية رفع عدد الرحلات في مرحلة لاحقة. لكننا فوجئنا يوم الاحد 29 افريل 2012 بتنظيم رحلة من تونس إلى باريس دون تقديم البرنامج المطلوب. إن الطيران المدني قطاع منظم، يخضع لعدة ضوابط، مثل تقديم الخدمات الارضية لكل طائرة وهو ما يستدعي توفير معدات وموارد بشرية يجب برمجتها مسبقا وليس حينيا.ورغم عدم احترام شركة سيفاكس لتعهداتها قامت الخطوط التونسية للخدمات الارضية بتقديم الخدمات المطلوبة للرحلة الرابطة بين تونس وباريس في انتظار الاجتماع الذي تمّ تحديده في جلسة عمل مساء يوم الاحد 29 افريل 2012 بوزارة النقل وقد تمّ الاتفاق على الاجتماع من جديد الاثنين 30 أفريل 2012 لإمضاء اتفاقية تضبط شروط التعاون بين الخطوط والتونسية وشركة سيفاكس. إن الخطوط التونسية شركة وطنية مسؤولة وحريصة على النهوض بقطاع النقل الجوي، بالتعاون مع كل المتدخلين مع الدفاع على مستقبل اعوانها وحمايتهم من كل عمل ينبني على تنافس غير متكافئ وذلك طبقا للقانون».