تونس/الصباح: مثلما كان متوقعا فقد اثار الحديث المطوّل الذي خص به الدكتور صلاح الدين بوجاه الصباح ردود فعل وتعاليق شتى بين رافض ومنتقد ومؤيد لردود رئيس اتحاد الكتاب التونسيين حول بعض الاشكاليات. ولعل من وجهة نظرنا ان الامر الذي يكون قد شد الانتباه بدرجة اولى في هذا الحوار اعلام رئيس الاتحاد عدم الترشح في المؤتمر القادم للاتحاد المتوقع انعقاده اواخر العام الحالي طبقا لمقتضيات القانون الانتخابي لهذه المنظمة الوطنية. تعود بنا الذاكرة دون شك الى فترة سابقة تتجاوز الثلاث سنوات.. عندما اعلن الرئيس السابق الراحل الميداني بن صالح نيته عدم الترشح للمؤتمر الذي قاد في 20 ديسمبر 2005 الدكتور صلاح الدين بوجاه الى رئاسة الاتحاد.. وقد فتح هذا التصريح «المفاجئ» في تلك الفترة الابواب على مصراعيها ل«صراع» خفي سرعان ما اصبح علنيا بين عديد «الأقطاب» للفوز بمقعد في الهيئة الجديدة.. وتم تداول اكثر من اسم في الوقت الذي عمل فيه الراحل الميداني بن صالح على تأجيل المؤتمر اكثر من مرة لدواعي مختلفة.. واحتدم الخلاف بخصوص المسألة ادت الى حدوث شرخ كبير بين الاعضاء الذين انقسموا بين مؤيد لقرارات رئيس اعلن وأكد اكثر نيته عدم الترشح ومناهض ورافض لهذا التوجه.. وصل الى المحاكم.. لينعقد المؤتمر اخر المطاف في ديسمبر 2005 بعد حوالي 4 تأجيلات له.. وصعد الدكتور صلاح الدين بوجاه لرئاسة الاتحاد وسط اجواء تفاؤلية اعطت الانطباع بان عهد «التفرقة» و«الصدام» بين الاعضاء قد ولى دون رجعة. مرحلة انتقالية صعود الدكتور صلاح الدين بوجاه الى دفة رئاسة الاتحاد اعتبره هو نفسه مرحلة انتقالية كما اكد على ذلك اكثر من مرة في حديثنا معه بين فترتين: فترة الانفراد بالرأي وفترة التشاور وتبادل الرأي ليبرز بما لا يدع الشك قراره في عدم الترشح في المؤتمر القادم بما ان مهمته ستنتهي «رسميا» في ديسمبر القادم». عودة منتظرة! من هذا المنطلق يمكن القول ان الدكتور صلاح الدين بوجاه قد فتح الباب لعودة بعض ما تم اعتبارهم في فترة الميداني بن صالح من الاسماء «الفاعلة والمؤثرة» في مسيرة الاتحاد كسويلمي بوجمعة وعثمان بن طالب ومحفوظ الجراحي وسوف عبيد الذي يبدو حسب الكثيرين انه المؤهل الاول لرئاسة الاتحاد اعتمادا على عديد المعطيات الموضوعية منها بدرجة اولى: ان سوف عبيد من اكثر الاعضاء الذين خبروا الاتحاد وكان له رأي مخالف وصريح في اختيارات هذا الهيكل ادت الى «اندلاع» خلاف كبير مع الراحل الميداني بن صالح. دعوته الصريحة الى احتضان «المبدعين الشبان» وضرورة تشريكهم الفاعل والمؤثر في تسيير شؤون الاتحاد. رفضه تأجيل المؤتمر السابق وهو ما غذّى صراعا كبيرا مع الراحل الميداني بن صالح. غير ان هذا لا يمنعنا من الاشارة الى ان سويلمي بوجمعة (وهو من قدامى الاتحاد) قد يكون احد «المتنافسين» بقوة على رئاسة الاتحاد دون أن نغفل الأديب سمير العيادي وحتى جميلة الماجري. .. فالاتحاد انطلاقا من المؤتمر القادم يطالب المشرفين على تسيير دواليبه التفرغ التام والكامل لشؤونه وهذا من الشروط التي يكون لها تأثيرها الكبير في المعادلة الانتخابية القادمة. .. وفي المقابل يبدو محمد الهاشمي بلوزة اكثر هدوء في تعاطيه مع هذه المسألة.. فهذا الرجل الذي حقق الاجماع حول كونه رجل «الوفاق» و«المهمات الصعبة» يؤكد الجميع على ضرورة تواجده في مختلف الهيئات لتحقيق «التوازن» بين مختلف الاطراف بقطع النظر عن المنصب الذي يكلف به.