تونس الصباح: منذ أكثر من سنتين صعد على دفة رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين الدكتور صلاح الدين بوجاه ليخلف حقبة في مسيرة هذه المنظمة الوطنية عرفت «هزّات» وشهدت «تقلبّات» وعاشت اختلافات وصل صداها إلى المحاكم.. جاء الدكتور صلاح الدين بوجاه ببرنامج انتخابي طموح... فيه دعوة إلى الانتصار لقيم الحوار والسعي إلى تحقيق الوئام بين الأدباء بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم... والآن وبعد هذه الفترة التي قضاها الدكتور صلاح الدين بوجاه: هل تراه كسب الرهان وتمكن من تحقيق ما كان يصبو ويطمح اليه عرضنا على رئيس اتحاد الكتاب التونسيين بيانه الانتخابي الذي تقدم به عام 2005 ومنه انطلقنا في هذا الحوار الذي سعينا من خلاله إلى التوقف عند عدد من الملفات «الساخنة» ان صح التعبير ونورد النص الكامل لهذا البيان الذي وزع على المؤتمرين منذ عامين: بيان قائمة المستقبل نحن الملتزمين بهذا البيان رغبة منا في تصويب مسار الاتحاد وتجديد أدائه وترسيخ قيم التسامح والاختلاف فيه وتشريك الطاقات الحية نقترح على الإخوة الأعضاء البرنامج التالي املين في تطويره ومتابعة تنفيذه: 1 - الحرص على إعادة هيكلة الاتحاد لمزيد تشريك الفروع في التسيير بتبني نظام الأقاليم وفق مبدا تداول المسؤوليات 2 - تكوين لجنة استشارية محكمة مهمتها درس مطالب الانخراط في هذه المنظمة وفق مقاييس مضبوطة لا لبس فيها 3 - تكوين لجنة نظام داخلي يعهد اليها النظر في فض النزاعات وحالات تجاوز القانون دون الالتجاء الى المحاكم. 4 - مزيد تفعيل مشاركة الاتحاد في كل الهيئات والأطر المختصة التي لها علاقة بالكتاب وانتاجه وترويجه 5 - السعي الى ازالة كل ما يتعلق بتقييد حرية الكتابة بما في ذلك اعادة النظر في الايداع القانوني 6- دعم منشورات الاعضاء وترويجها في داخل البلاد وخارجها عن طريق كل المسالك المتاحة. 7 - ايلاء الحالات الانسانية للمبدعين ولعائلاتهم في حالة العوز او الوفاة الاهتمام الخاص والمتابعة الدائمة 8 - ايلاء الاهتمام بمقر الاتحاد وتعصير وسائله الادارية بما في ذلك استحداث بوابة الكترونية خاصة بالكتّاب وتطوير مكتبته وتأهيلها للبحث في الأدب التونسي وترجمته على الوجه الأخص 9 - تخصيص منحة قارة للفروع لمساعدتها على انجاز برامجها والتنسيق معها في التظاهرات الكبرى 10 - توفير مقرات للفروع وتجهيزها بوسائل العمل والنشاط. 11 - مراجعة وضع مجلة المسار على كل الأصعدة 12 - اصدار جريدة دورية تعتني باخبار الادب والفكر والثقافة وترصد انشطة الفروع والمنخرطين وتركبت القائمة من: صلاح الدين بوجاه - الهاشمي بلوزة - عبد الكريم الخالقي - ابراهيم الدرغوثي - خالد الغريبي - صلاح الدين الحمادي - مراد العمدوني - عبد الله مالك القاسمي - المولدي فروج - حاتم الفطناسي ** بعد سنتين على رأس اتحاد الكتاب التونسيين...كيف تقيّم هذه التجربة؟ هي تجربة اعتقد انها تتضمّن الكثير من الايجابيات ويمكن ان نشير اليها وكثيرا من السلبيات وسأشير اليها بصراحة. ** لنبدأ ان سمحت بالايجابيات! في البداية أرى انني ملتزم بالاشارة الى أنني قادم من مدرسة الديموقراطية، فقد تأكد خلال العقدين الأخيرين ان بلادنا قد دخلت طورا فعليا من اطوار الحوار وحسن الانصات والمشاورة وهذا هو ما رغبت في نشره في اتحاد الكتاب وعملت على أن نأخذ به جميعا في الهيئة المديرة وفي اوساط الكتاب. وأعتقد انني في هذا المستوى قد نجحت الى حد ما. لذا فالتجربة في هذه الزاوية ايجابية جدا بالنسبة لي وقد خضتها خلال اكثر من سنتين.. ** مازالت سنة ثالثة لنهاية مدة رئاستك للاتحاد؟ نعم.. ولا أخفي سرا انني أتأهب اليوم الى الخروج من هذه التجربة.. ** عفوا سي صلاح.. قبل الحديث عن علاقتك في المستقبل مع الاتحاد.. ما هي أوجه الاخفاق في تجربتك؟ وجوه الاخفاق تعود الى غلبة العقليات السابقة التي تؤمن بالتسلّط والرأي الواحد. ** كيف تفسر هذه السلوكات؟ تشبث الكثيرين في اتحاد الكتاب بعقلية الرأي الواحد. ** وهذا من المآخذ على فترة الراحل الميداني بن صالح؟ بل أعتبرها من مخلفات المرحلة السابقة. ** كيف تعاملت معها؟ تعاملت معها بهدوء مطلق وعملت على تغييرها في مستوى الجذور بالتدرج والكلمة الحسنة وليس لي أن أقدر بكل دقة مدى النجاح لكنه مشجع. ** هو الارتياح بهذه الصفة بما حققته في هذه المسألة؟ نعم.. وأملي ان تتمكن الهيئة القادمة من اتمام ما بدأنا. ** ستواصل أنت هذه المسيرة؟ لا أخفي سرا اذا قلت انني أتأهب اليوم الى الخروج من تجربة اتحاد الكتاب التونسيين والعودة الى ما أسميه بمدرسة الديموقراطية والمتمثلة في الاهتمام بالشأن العام في الجمعيات الحكومية وغير الحكومية وارساء مبدإ التشاور الذي لا نجاح لمجتمعنا دون الاخذ به وأنا مصر على الالحاح على التجربة العامة في تونس لان المبادئ التي اعتنقتها هي التي اغرتني بتطبيقها في اتحاد الكتاب واذ لا يعقل ان يبقى هذا الهيكل المهم منفصلا عن الحياة العامة كأنما هو يعزف لحنا منفردا. ** ألا يحمل هذا القرار بالتخلي عن الاتحاد.. شعور بالفشل؟ لا أعتقد ذلك.. في كلمة انا أعتبر ان مهمتي تشرف على نهايتها في اتحاد الكتاب وأنا عائد الى المدرسة التي قدمت منها منذ سنتين وواثق من أن اتحادنا قد تغيّر كثيرا خاصة بفضل العناصر الجديدة التي دخلته والتي تقارب ال250 عضوا جديدا فاذا ذكرنا اننا قد دخلنا هذه الدورة ب480 كاتبا وخرجنا منها ب730 عضوا فالنتيجة واضحة خاصة ان العناصر الجديدة تحقق التوازن بين المبدعين الجامعيين والمبدعين غير الجامعيين علما انه ليس لنا أن نتدخل في قبول الاعضاء لكن مجتمعنا قد افرز هذا التوازن المحمود في رأينا. ** هناك اصرار قطعي على عدم الترشح في المؤتمر القادم؟ أنا فخور بهذه التجربة وفخور بتسليم الاتحاد الى هيئة مديرة جديدة علما أن علاقتي بكل الأعضاء والهيئة المديرة ايجابية خاصة أنني اعتبر ان الرئيس السابق الراحل الميداني بن صالح قد كان صديقا فعليا بالنسبة لي بل كان في بعض الوجوه أبا رغم الاختلاف بين شخصيتينا اختلافا مطلقا ولا أنسى تلك الرحلة الى السودان والتي دامت حوالي ال10 أيام والتي امضينا اغلبها في النزل حيث كان يحادثني عن ثقافته التي في واقع الامر لا تختلف كثيرا عن ثقافة والدي، وقد اقتنعت في تلك الجلسات اننا في تونس جميعنا عقلانيون مؤمنون بالحوار. واليوم ألتزم بالفخر الشخصي أن أكون على رأس الاتجاد بعد الراحلين العزيزين محمد العروسي المطوي والميداني بن صالح وهذا فخر قد لا يفهم بعض الناس مبرراته ذلك أنني اليوم قد تخطيت الخمسين من العمر وقد نشأت مثل كثير من ابناء جيلي على أدب المطوي وأنا أجلّه كثيرا كما اعتبر الراحل الميداني بن صالح بما نحمل عنه من صور ايجابية او أقل ايجابية علما من اعلام هذا الوطن. ** هذه الرحلة الشهيرة الى السودان مع الراحل الميداني بن صالح.. ألا تعتبرها تمهيدا لتسليمك رئاسة الاتحاد بعد قراره عدم الترشح؟ والله لم ألمس هذا ونحن نروي عن الأموات وينبغي ان نكون دقيقين جدا.. كان حديثا عاما في شأن ثقافته وطفولته وأسرة والده وأسرة والدته كما روى لي الكثير من الشعر الصوفي الجميل جدا وأكد لي تشبثه بالديموقراطية بالطريقة التي نمارسها في تونس لأنه لا يؤمن بالمصارعة خلف التقليعات العالمية لكنني أم ألمس منه اطلاقا ترشيحي في خطة رئيس للاتحاد. وأذكر في هذا المجال انه بعد الانتهاء من فعاليات المؤتمر زرته في بيته لوقت طويل مع الصديق الهاشمي بلوزة وكان مثال الابوة الفعلية فتطرق بنا الحديث الى مسائل كثيرة وانتبهت الى عفويته في تلك الجلسة اذ تطرق الحديث الى الاشارة لوالدينا والى الثقافة الايجابية التي كانت منتشرة في جامع الزيتونة خلال النصف الاول من القرن العشرين. ** هل كنت راغبا في رئاسة اتحاد الكتاب..؟ ما يمكن الاشارة اليه في هذا الاتجاه انني فخور بهذا الدور الذي رشحتني الاحداث له في رئاسة اتحاد كتّابنا لدورة اعتبرها حلقة بين مرحلتين.. مرحلة الايمان بالرأي ومرحلة محاولة الانصات للآخرين والسماح لآراء كثيرة بالبروز. ان التجربة التي أرسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي منذ 1987 تقوم على عدد من المبادئ يمكن اختزالها في السرعة والخفة الايجابية وهي المبادئ التي يسم بها بعض المنظرين المجتمع الاوروبي الحديث رغم ان تجربتي على رأس الاتحاد لم تنجح بالطريقة التي كنت أرجوها فيشرفني أن أتشبث بنجاحها النسبي. وأود بهذه المناسبة أن أحيي بحرارة جميع الاصدقاء في الهيئة المديرة الحالية وعلى رأسهم الصديق الهاشمي بلوز الشاعر وصاحب الكفاءة العالية في الاشراف على الناحية المالية بكل شعور بالمسؤولية وأشكر السيدين نائب رئيس الاتحاد والكاتب العام وأشكر جميع الاعضاء واحدا واحدا وأعتقد بل أجزم أن كلا منهم يؤدي دورا ما في صلب الاتحاد رغم ما قد يقع بيننا من تجاذب او اختلاف في الطريق وانتهز هذه الفرصة بحضورك شخصيا وعلى صفحات جريدة «الصباح» الغرّاء لتأكيد فكرة أن اشرافي على الاتحاد قد تمت باعتبارها مهمة اؤديها في فترة بعينها وأتخلى عنها مباشرة قبل المؤتمر القادم. ** قبل المؤتمر القادم.. في كلامك اشارة الى استقالة منتظرة منك قريبا؟ لا.. لا توجد استقالة سأتمّ هذه الدورة كاملة ولن أترشح لدورة اخرى.. وهذا من مقتضيات الديموقراطية وأنا على يقين أن المؤتمر القادم سيكون عرسا فعليا للديموقراطية ولكل الكتّاب. ** أن تبادر بالاعلان الصريح بعدم ترشحك في المؤتمر القادم للاتحاد.. ألا تعتبر أنك فتحت الابواب للصراع على دفة الرئاسة منذ الآن؟ اولا ما بقي من المدة لا يتجاوز ال6 اشهر ولا أعتقد والحال تلك أن هذه الفكرة العفوية يمكن أن تثير البعض.. على أية حال الباب مفتوح للجميع لأكثر من 700 عضو. أنا انتميت الى أجهزة مختلفة منها الهيئة العليا لحقوق الانسان وملف حرية الرأي في تونس يعنيني عن قرب لذلك أعتقد ان بلدا يُعْلي من شأن الحرية لا يمكن أن تحدث أزمة في مستوى الهيئة المديرة للاتحاد او في مستوى انتخاب رئيس له مادام الامر يقع في اطار الديموقراطية التي نقدّسها جميعا وسبق أن أستهل هذا الحوار بالتأكيد انني قادم من مدرسة الديموقراطية وأشفعه أنني عائد الى مدرسة الديموقراطية. ** أشرت في معرض حديثك الى اعضاء الهيئة المديرة للاتحاد لحصول بعض التجاذبات.. وحسب اعتقادي الخاص أن استقالة العضو عبد السلام لصيلع احدى نتائج هذه التجاذبات فكيف تم التعاطي معها؟ تعاطيت معها بكل هدوء وأتولى الآن شرح هذه الاسباب: أولها ان لصيلع كان يريد ان يتخذ مواقف نحترمها كثيرا لكنها تخالف مواقف أغلب اعضاء الهيئة والأمر يعود الى تصورات شخصية ولا يعود الى جوهر تمثلنا للعمل في صلب الاتحاد ولا أستبعد ان يعود لصيلع في هيئة مقبلة لأداء دور أوسع. وأشير في هذا المجال أنني التقيت منذ أسبوع بالصديق عبد السلام لصيلع وأكد لي ودّه الشخصي بقطع النظر عن دواليب الاتحاد. ** استقالة لصيلع تطرح اشكالية توزيع المسؤوليات خاصة وان المناصب (المفاتيح) اسندت لأعضاء من خارج العاصمة؟ المنصب الوحيد هو نائب الرئيس الذي أسند للكاتب ابراهيم الدرغوثي اما بقية الاعضاء بما فيهم رئيس الاتحاد فهم يقيمون بالعاصمة وأحوازها والتشاور مع ابراهيم الدرغوثي يقع إما هاتفيا أو بحضوره في بعض الاحيان ونحن نتشاور دائما في اطار من الاحترام والشعور بالمسؤولية. ** لكن أين الاشكال؟ الاشكال نبع منذ الليلة الاولى بالخلاف حول مهمة الكاتب العام وتم حسم الامر ديموقراطيا. ** مجلة المسار ايضا أثارت تركيبة هيئة تحريرها تجاذبات عديدة؟ ابرز ما يمكن الاشارة اليه بالنسبة لمجلة المسار انها اصبحت تصدر بانتظام تحت اشرافي الشخصي عليها وكان قد تولاّها الصديق الاستاذ محمد القاضي ولكن تحوّله الى العمل في المملكة العربية السعودية قد حال دون ذلك علما وان المسار اصبحت تصدر بالفرنسية أيضا. ** الاستقالات امتدت الى الفروع.. ما هو تعليلك؟ أؤكد اننا سجلنا استقالة وحيدة تمت في مستوى فرع المنستير مع تأكيد صاحبها الشاعر محمد كمال السخيري ان استقالته تشمل الفرع وليس الاتحاد. والحق أنني لست محرجا من الآراء المغايرة لكنني لا أقبل هذه الطريقة في اعلان الاحتجاج والباب مفتوح أمام كل الأعضاء للترشح وقد وقعت انتخابات في الكثير من الفروع منها على سبيل المثال: صفاقسالمنستيرتوزر وقريبا الوطن القبلي وانشاء فرع جديد بالكاف.. وموقفنا واضح وبسيط فكل فرع يطالب بمؤتمره فاننا ننجزه أما اذا بقيت اوساط الاختلاف او التململ أقل من امكان عقد مؤتمر فاننا ننتظر. ** جدل كبير حول «تصنيف المبدعين» في صلب اتحاد الكتاب التونسيين هذا مبدع جامعي.. وذاك لا ينتمي الى الجامعة.. كيف يتعامل الاتحاد مع هذا الجدل.. خاصة وان رئيسه ينتمي الى السلك الجامعي؟ نحن نقول أن المنتمين الى اتحادنا من مشارب مختلفة ونؤمن بهذا التنويع المنبثق من اسباب سياسية وأخرى مهنية او جهوية لذلك نعتبر انه من قبيل الثراء التأكيد أن اتحادنا يضم الجامعيين وغير الجامعيين.. مثلما نقول يضم أدباء العاصمة وأدباء داخل الجمهورية ومثلما نقول ايضا انه يضم عناصر من الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة. ** لا وجود لمبدإ الاقصاء في الانتماء لاتحاد الكتّاب التونسيين؟ انتماؤنا الوحيد في الاتحاد هو الكتابة والابداع ويشرفنا أن نواصل ذلك. ** سي صلاح.. سأقدم لك وثيقة تتضمن بيان قائمة المستقبل التي قدمتها في المؤتمر السابق ولخصت برنامجك الانتخابي.. ما هو تعليقك على كل النقاط التي تضمنتها؟ وثيقة طريفة فاجأتني بها فعلا وسأحاول التوقف عندها. بخصوص تغيير النظام الداخلي أشير ان ذلك سيتم في المؤتمر القادم. انتظام صدور مجلة المسار أعتبره فتحا عظيما بالنسبة لنا وهي تلقى الأن الدعم التام من الوكالة الوطنية للاتصال الخارجي. تعصير مقر الاتحاد تم بصورة مشرقة. أهم شيء في رأيي هو تغيير العقليات واعتقد ان الهدوء الملاحظ بالنسبة للجميع غنم كبير ينبغي ان نتشبث به. محاولاتنا لا تزال جارية للحصول على مقرات للفروع وقد اتصلنا بولاة الجمهورية ونجحنا في بعض الاحيان واخفقنا في أحيان اخرى. اصدار جريدة دورية لم نتمكن منه واعتقد ان الأمر كان مجرد حلم بالنسبة لنا ونحن الآن متشبثون بمواصلة نشر مجلة المسار. تخصيص منحة للفروع: هناك جدل او تأرجح بين النشاط في العاصمة او خارجها واعتقد ان المسؤولية الاولى في الفروع تقع على كاهل السلطات الجهوية ولكننا جادون في اعانة الفروع التي تقدم برامج: مثلا قفصةوصفاقس يقدمان برنامج القصة القصيرة قريبا وسنقدم لهذين الفرعين كل ما سيطلبان من دعم بالاضافة الى مهرجان شيخ الادباء العروسي المطوي. ** تعالت الاصوات عن ضرورة المزيد من الاهتمام بالجانب الاجتماعي للمبدعين كيف تم التعاطي مع هذه المسألة؟ في البداية اشير انني على امتداد سنتين ونيف نفذ الكثير مما كنت أؤمن به وألح في هذا المجال على فكرة تغيير العقلية وهي في رأي من المشاكل الجوهرية في صلب الاتحاد. ثانيا وهذا يدخل في اطار الاجابة عن سؤالك، انني وقفت الى جانب زملائي الكتّاب للدعم الاجتماعي وتم هذا بفضل منح سيادة رئيس الجمهورية فلنقل انني قد لفت الانتباه لاصحاب الحاجات في هذا الشأن لكني لا أزال على ظمأي بخصوص احداث تجانس مطلق بين الاتحاد والمجتمع التونسي الناهض نحو الأفضل فأنا على يقين بان التجربة الاجتماعية في تونس بادراك جلي من الأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية قد غدت تمارس الديموقراطية بطريقة أوفى وأفضل وكانت من انتظاراتي ان يكون الكاتب في مستوى هذه المرحلة وأعتقد ان ما أنجز هنا يتجاوز ال70% فلنبق متفائلين بالنسبة الى المستقبل. ** ألم تعتريك حالات احباط في بعض الأحيان؟ نعم.. تعتريني حالات احباط احيانا لكن محاورة الزملاء في الهيئة المديرة واقبال مل واحد على نوع من نشاط الاتحاد قد خفّف العبء قليلا. ** في زحمة هذه المشاغل المهنية المتعددة.. أين الدكتور صلاح الدين بوجاه المبدع الروائي؟ قد أفاجئك فألحّ أنني في السنة الأولى من رئاستي الاتحاد نشرت رواية جديدة عنوانها «7 صبايا» وأتأهب في هذه السنة الأخيرة كرئيس لاتحاد الكتاب لاصدار رواية جديدة أخرى بعنوان «لون الروح» وقد تأخرت ربع ساعة عن موعدي معك لأنني التقيت بواضع مقدمتها الدكتور عادل خذر.. هذه الرواية ستصدر عن عيون المعاصرة تحت اشراف الأستاذ توفيق بكار. من دفاتر الاتحاد.. التأسيس تحصل اتحاد الكتاب التونسيين على التأشيرة الاولى من وزارة الداخلية يوم 17 مارس 1971 وصدر الاعلان بالرائد الرسمي يوم 25 مارس من نفس السنة وقد تركبت الهيئة المديرة من: الشاذلي القليبي محمد مزالي محمد العروسي المطوي ابو القاسم كرو البشير بن سلامة محمد المرزوقي مصطفى الفارسي حسن الزمرلي الحبيب بلخوجة.. وانبثقت عن هذا الاجتماع هيئة وقتية كلفت بادارة الاتحاد حتى انعقاد الجلسة العامة العادية له في شهر ديسمبر من نفس السنة ووزعت المسؤوليات على هذه الهيئة الوقتية كما يلي: الرئيس: محمد مزالي نائب الرئيس: محمد العروسي المطوي الامين العام: مصطفى الفارسي الامين العام المساعد: ابو القاسم كرو امين المال: البشير بن سلامة امين مال مساعد: عبد المجيد عطية الأعضاء: الحبيب الجنحاني حسن نصر الميداني بن صالح عز الدين المدني. رؤساء أشرفوا على الاتحاد محمد مزالي من 1971 حتى 1979 محمد العروسي المطوي من 1979 حتى 1991 الميداني بن صالح من 1991 حتى 2005 صلاح الدين بوجاه من 2005 حتى؟ ** انسحب الراحل محمد العروسي المطوي من رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين عام 1991 بعد انتخابه رئيسا لاتحاد الكتاب والادباء العرب مع المحافظة على عضويته في المنظمة التونسية. ** امتدت فترة رئاسة الراحل الميداني بن صالح للاتحاد 14 سنة وهي أطول فترة في مسيرة الاتحاد يديرها رئيس واحد يليه الراحل محمد العروسي المطوي ب12 سنة.