- الجزائر من مبعوث "الصباح": كمال بن يونس - قبل إعلان وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية نتائج انتخابات 10 ماي كان "الجدل" سخنا في "صالونات السياسة" ووسائل الإعلام بين "الثوريين" أنصار" القطيعة " مع النظام من جهة وأنصار" التيار المعتدل " و "المشاركة السياسية" من جهة ثانية .. ورغم لامبالاة غالبية الشباب والنساء في الشارع بالاقتراع وتهكمهم على الصحفيين الذين يسألونهم ان كانوا قد شاركوا في التصويت ، كان بعض "محترفي" العمل الحزبي والسياسي والاعلامي ينظرون في وسائل الاعلام وفي اجتماعاتهم الانتخابية الى " منعرج كبير وتاريخي " ستشهده الجزائر بعد انتخابات ماي .."يكرس انضمامها الى نادي الدول التي اقتنعت بمزايا الاصلاح والتغيير الجذري وتوجهات "الربيع العربي".. وفي الوقت الذي كان فيه بعض رموز " القطيعة " و"الصدام" مثل التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية بزعامة سعيد سعدي والفيس بزعامة عباسي مدني يحثون الشعب على مقاطعة الانتخابات ويحرضونه على تنظيم "ثورة شعبية على غرار بقية بلدان الربيع العربي" كانت زعامات الاحزاب التي اختارت " المشاركة " منذ عقدين مثل " تكتل الجزائر الخضراء " (حمس والنهضة والاصلاح) تدعو الشعب الى " تجنب السير بالبلاد نحو المجهول " والى المشاركة في الانتخابات " حتى يتحقق الربيع العربي عبر صناديق الاقتراع ".. قناة " المغاربية " بل ان قياديين في حزب مثل "الفيس" احدثوا بالمناسبة قناة "المغاربية" الفضائية التلفزية التي تبث من لندن لحث الشعب الجزائري على الثورة ومقاطعة الانتخابات .. و"انخراط الجزائر في الربيع العربي ".. وفي الوقت الذي خصصت فيه صحف جزائرية ودولية (مثل جون افريك) مساحات كبيرة للحديث عن "موت حزب جبهة التحرير سياسيا" و" نهاية عهد التحالف بين حزبي الوزير المستشار لدى بوتفليقة عبد العزيز بلخادم ورئيس الحكومة احمد اويحيى جاءت الأرقام الرسمية لتعيد خلط الاوراق بشكل مريح لصالح "نفس الاغلبية " التي تحكم الجزائر منذ 1963 وبصفة اخص منذ عشرين عاما .. مصالح الغرب اولا لكن النتائج الرسمية للانتخابات وترحيب وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا وعدد من كبار صناع القرار في بروكسيل وموسكو بها..مؤشرات أثبتت أن " الربيع العربي " شعار سياسي يهم الدول الفقيرة والبلدان غير النفطية مثل تونس ومصر واليمن وليس بلدانا عملاقة من حيث احتياطاتها من النفط والغاز ومساحتها وطول سواحلها المطلة على المتوسط وحدودها المجاورة لجل بلدان المغرب العربي ومنطقتي الساحل والصحراء مثل الجزائر..حسب الخبير الجزائري في السياسة الدولية الدكتور رشيد تلمساني .. مخاطبي مضى قائلا :" امريكا وأوروبا يحتاجون الى نفط الجزائر وغازها ولا يريدون اي تغيير سياسي قد يؤثر سلبا على مصالحهم ..الاهم بالنسبة لهم هو الاستقرار والامن لضمان حاجياتهم من محروقات الجزائر وثرواتها ..وعندما تتقاطع المصالح تختفي الشعارات عن الحرية والاصلاح والثورات الشعبية والتغيير الجذري ".. الغرب يحتاج شريكا مضمونا نفس التقييم سمعناه فور الإعلان عن النتائج "الرسمية "لانتخابات 10 ماي من قبل اعلاميات واعلاميين شبان في صحف " الموعد " و" الجزائر اليوم " و" الخبر" والوطن " وليكسبرسيون " و" ليبرتي "..رغم تناقض مواقفهم منها بين منتقد ومرحب .. كلهم اعاد على مسامعنا نفس الجملة :" الغرب يريد مصالحه الاقتصادية اولا ..وقادة الاحزاب الثورية الديمقراطية والوطنية و"الاسلامية المعتدلة " لم تنجح في اقناع الغرب والمتحكمين في "المطبخ السياسي" في رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية .. الدكتور بلقاسم الايراتني الخبير والمحلل السياسي الجامعي في الجزائر مضى قائلا :" الغرب ليس معنيا بالمغامرة امنيا مع طرف او اطراف غير مضمونة ..وخاصة الاحزاب الاسلامية بما فيها تلك التي قدمت تنازلات كبيرة للمؤسستين السياسية والعسكرية في العقدين الماضيين مثل احزاب حمس والتجديد والنهضة والاصلاح وجبهة العدالة والتنمية .. الغرب وصناع القرار في الجزائر يريدون شريكا مضمونا في بلد له دور امني استراتيجي وله تأثير في امن كامل المنطقة ومستقبل الاستقرار او الفوضى فيها.. " قطيعة بين الشباب والرسميين لكن الوزير الاسبق للشباب والرياضة عزيز درواز الذي سبق ان تزعم قائمة حزب جبهة القوى الاشتراكية اليساري بزعامة حسين اية احمد في 1991 متخوف من ان يؤدي الرهان المبالغ فيه على " الاستقرار" وعلى " استثناء الجزائر من التغيير" الى حوادث عنف وقلاقل واضطرابات اجتماعية وسياسية " بسبب احساس مزيد من الشباب والفقراء بالقطيعة بينهم وبين الرسميين ..بين الجزائر الحقيقية والجزائر الرسمية ..بين كهول وشيوخ يحكمون البلد منذ عقود وشباب مهمش وعاطل عن العمل ..بين جيل تمرد منذ اكتوبر 1988 على حزب جبهة التحرير وحلفائه وطبقة سياسية متمسكة بمصالحها وبإعطاء الأولوية المطلقة للاستقرار والامن والاستمرارية ".. احزاب الياغورت ..والبطاطا والدجاج؟ في الاثناء اعربت لنا عدد من الفتيات في المحلات التجارية في الشوارع الرئيسية للعاصمة مثل ديدوش مراد بحسيبة بن بوعلي والعربي بن مهيدي انهم شاركن في التصويت على طريقتهن تجاوبا مع نداءات صدرت في "فايس بوك لأنصار " احزاب الياغورت " و" البطاطا والدجاج"..؟؟ ما الحكاية ؟ حسب مخاطباتنا وزملائهم الشبان فقد قرروا الاحتجاج على " مسرحية الانتخابات " التي يتحكم فيها " الكبار" عبر وضع اغطية علب الياغورت في كمية هائلة من ظروف الاقتراع ..وهو ما اعتبروا انه يفسر ان عدد الأوراق الملغاة فاق حسب وزير الداخلية المليون و600الف ؟؟ لماذا ؟ لان السيد احمد اويحيى رئيس الحكومة تهكم في احد اجتماعاته الانتخابية من الذين يشتكون من ارتفاع اسعار الياغورت والبطاطا والدجاج وعلق قائلا :" اذا كان سعر الياغورت مرتفعا فلا تشتروه ".. وقد كلف ذلك التصريح حملة استهجان كبيرة ضده في الفايس بوك والصحف ..فيما اعلن " حزب الفقراء " في المواقع الاجتماعية مقاطعته ل"مهزلة الانتخابات" التي تنظم في بلد غني جدا في رصيده اكثر من 205 مليار دولار بينما غالبية سكانه لا يتمكنون من " شراء اللحم والبطاطا والياغورت والدجاج ".. معركة خلافة بوتفليقة ؟ في المقابل فان سياسيين وإعلاميين من الحزب " القبائلي "( " البربري ") بزعامة سعيد سعدي ومن حزب " جبهة العدالة والتنمية " بزعامة عبد الله جاء بالله فسروا لنا نتائج الانتخابات " المزيفة " بوجود " صراع أجنحة في الكواليس " ضمن ما يعرف بصراع الاجنحة لخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ..الذي اعلن مرارا انه لا ينوي ان يترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي ستنظم اذا لم يتغير موعدها عام 2014.. الا ان السيد عبد الرزاق مقري المنسق العام ل"تكتل الجزائر الخضراء " الاسلامي المفتوح على " المعتدلين من رموز دعاة المشاركة " فأورد في تصريح ل "الصباح" ان " جل الاحزاب ما عدا حزب جبهة التحرير وجزئيا حزب احمد اويحيى اعلنوا انهم مع تعديل للدستور يضع حدا للنظام الرئاسي ويتبنى النظام البرلماني ".. ويتهم زعيم التكتل ابو جرة السلطاني ورفاقه في التكتل السلطات ب"تزييف الإرادة الشعبية " بسبب تخوفهم من اغلبية في البرلمان الجديد تقرر تعديل الدستور واعتماد نظام برلماني وتنظيم الانتخابات الرئاسية في ظرف 6 اشهر لضمان خروج مشرف لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي لعب دورا مهما في المصالحة الوطنية واعادة الامن للبلاد ".. الخوف من المجهول ؟ حجة دعاة تعديل الدستور واعتماد نظام برلماني كانت حسب اوساط ديبلوماسية واعلامية غربية التقيتها في الجزائر" حاسمة لتبرير اي نيل من استقرار بلد كبير وغني مثل الجزائر" ..اي انها كانت وراء ما وصفته لويزة حنون زعيمة حزب العمال وعدد من انصارها في "حي الحراش" وفي قيادات الاحزاب "المعتدلة" بالخطة المحكمة ل"تزييف الانتخابات" ..حتى تكون الاغلبية في البرلمان القادم لحزب جبهة التحرير (47 بالمائة) وحليفه المركزي حز ب الاحرار (4 بالمائة)..ثم حزب احمد اويحي الذي يتهم بكونه الاكثر استفادة من " التزييف " ..حسب زعيمة اليسار الجزائري " الراديكالي" التي اكد لنا كثير من انصار الفيس السابقين انهم صوتوا لفائدتها لانها خلال عقدي القمع كانت " الراجل الوحيد "؟؟.. متفائلون ..وكواليس ؟ رغم كل هذه المؤشرات فان كثيرا من الجامعيين والمحلليين السياسين المستقلين الذين التقيناهم في جامعة الجزائر العاصمة اعربوا عن تفاؤلهم بمستقبل بلدهم ..والاسباب عديدة .. اهم مبررات التفاؤل انطلاق مشاورات ماراطونية في الكواليس بين ممثلين عن رئاسة الجمهورية ومؤسسة الجيش وقيادات حزبية وسياسية مختلفة لحثها على المشاركة في الحكومة الجديدة " التي قد تتراسها شخصية من خارج حزبي جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي ".. من جهة اخرى فان التناقضات الايديولوجية في الجزائر اصبحت ضعيفة بين كل الاطراف السياسية والحزبية ..ففي قائمات الاحزاب اليسارية التي كانت توصف بالعلمانية مثل حزب جبهة القوى الاشتراكية عدد كبير من المحجبات ومن الشخصيات التي تعلن انها امتداد للتيار" الديمقراطي الوطني الاسلامي " بزعامة شخصيات " بربرية " مثل عبد الحميد بن باديس ومصالي الحاج ... وفي حزب جبهة التحرير الوطني تيار اسلامي قوي بزعامة عبد العزيز بالخادم ..وكان بين ابرز مرشحاته في انتخابات 10 ماي الزوجة السابقة للشيخ يوسف القرضاوي .. في المقابل فان الجيل الجديد من قادة المؤسسة العسكرية لم يعد " استئصاليا" ..ولكن حزمه في استبعاد " المغامرين " يبرر حرصه على عدم العودة بالجزائر الى مرحلة الصراعات الدموية التي كان ثمنها ربع مليون قتيل ومفقود ..ومئات المليارات من الخسائر المادية ..
مراقبون تونسيون في انتخابات الجزائر كان عدد من نجوم السياسة والإعلام في صدارة المراقبين العرب والدوليين للانتخابات الجزائرية.. والى جانب حضور شخصيات تونسية سبق ان تحملت مسؤوليات ديبلوماسية وحقوقية تونسية وأممية.. كما اسندت رئاسة لجنة المراقبين الدوليين التابعين لمنظمة المؤتمر الاسلامي للسفير التونسي السابق السيد الحبيب الكعباشي.. وكان السيد نبيل القروي مدير قناة نسمة التلفزية من ابرز الشخصيات التي سلطت عليها الاضواء في وسائل الاعلام الجزائرية بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات من قبل وزير الداخلية الجزائري. الجزيرة ممنوعة علمنا ان مفاوضات جرت بين قيادة مؤسسة شبكة الجزيرة لتمكينها من فرصة تغطية الانتخابات الجزائرية.. بالرغم من منع القناة ومراسلها منذ سنوات بعد اتهامه ب" تزييف اخبار تهم الجزائر".. لكن تلك المفاوضات فشلت في اخر لحظة.. وبذلك انفردت قناتا الجزائر الوطنية و" نسمة " بفضاءين كبيرين في نادي الصحافة.. حيث استقبلا عشرات المعلقين على الاجواء التي جرت فيها العملية الانتخابية.. واستشراف المستقبل.. وقد "اجلت" بعض الفضائيات ملفاتها الحوارية بعد "مفاجأة النتائج"..