ذكر وزير الثقافة مهدي مبروك في ختام أشغال منتدى المجتمع المدني والتراث الذي انتظم يوميّ 11 و 12 ماي الجاري بمدينة الحمامات أن وزارة الثقافة تفكّر من جملة مشاريعها الإصلاحية في إقامة ندوة وطنية من المتوقّع أن تكون خلال أكتوبر القادم بهدف إعداد تقرير وطني شامل عمّا تمخّض عن أشغال الورشات التي أقيمت خلال هذا المنتدى بالإضافة إلى فكرة إحداث مرصد وطني لحماية التّراث. وقد عقب بعض المشاركين في المنتدى على فكرة المرصد بقولهم أنّهم يخشون أن يكون كسابقيه من المؤسّسات التي لا يتم تفعيلها وتكون مجرد بهرج مؤسّساتي لا غير وذلك أمام ما يشهده عمل عديد الجمعيات التراثية من صعوبات جمة. الصّباح تحدّثت مع بعض ممثّلي هذه الجمعيّات الذين شاركوا في المنتدى المذكور حول عملها وحول أهدافها وآفاقها والصعوبات التي تواجهها. التّمويلات العائق الأبرز النسبة لجمعية حماية التراث والمواقع بقصور الساف المحدثة منذ ماي 2011 وعلى الرغم من مبادرتها الذاتية واجتهادها في مجال توفير الدعم من إحدى الجهات الفرنسية المعترف بها وطنيا بهدف تسييج الأفران الرومانية بمنطقة المقلوبة إلاّ أن مبادرة الجمعية تعطلت نتيجة تأخر منحها الترخيص من قبل المعهد الوطني للتراث الذي اشترط ضرورة تدخله لإقامة دراسة فنية للمشروع ..أما جمعية المحافظة وإحياء التراث الصوفي بقصر هلال فأكدت على أن التراث الصوفي يتعرض للتهميش منذ عقود وقد شهدت مقامات الأولياء الصالحين أعمال هدم تعود إلى ما قبل الثورة مما جعل أكثر من 10 جمعيات بقصر هلال تراسل وزارة الثقافة للمطالبة باسترجاع المقرات الثقافية التي استحوذ عليها حزب التجمع سابقا هذا بالإضافة إلى المطالبة بإحداث مجمع الطرق الصوفية صلب الوزارة. من جهة أخرى تطرقت جمعية صيانة التراث بفريانة إلى الصعوبات التي تواجهها والمتمثّلة بالأساس في غياب الدعم الذي لو توفر لمكنها من تفعيل تدخلاتها بالحيلولة دون المساس بالمخزون الأثري بالجهة الذي يمثل أكثر من 37 % من إجمالي المواقع الأثرية بتونس والذي تعرض لعمليات سطو من قبل المتمكنين والمتنفذين السابقين بالسلطة وأما جمعية أوفياء بسبيطلة فقد قدمت عرضا فوتوغرافيا لمدخرات ولاية القصرين من الآثار التي قالت أنها تشهد تعتيما إعلاميا كبيرا وثراء سياحي لم يوظف للتنمية وهو ما جعل هيئة الجمعية تفكر في إقامة مشاريع ثقافية تنشيطية بقلب هذه المواقع تجسد تاريخ الجهة على أن تلقى مبادرتهم الدعم اللازم. شبكة تواصل تقرب المسافات بين الجمعيات وقد أجمعت جل هذه الجمعيّات على أن عملها يبقى في حاجة إلى إعادة مراجعة تشريعيّة ووظيفيّة بما يجعلها شريكا حقيقيّا في التنمية المحلية وطالبوا أيضا بتفعيل دور مؤسسات الدولة كإدارة المتاحف والتراث والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وفي انتظار تحقيق هذه المطالب والمقترحات قرر المشاركون من ممثلي جمعيات التراث بمختلف جهات البلاد كخطوة عملية إحداث شبكة على «الفايسبوك» للتواصل فيما بينهم وتطارح المشاغل والاهتمامات وتبادل الخبرات ويذكر أنه تم خلال منتدى الحمامات عرض تجربة تونسية إسبانية تتعلق بالتدخل على مستوى « حصن شكلي « ببحيرة تونس هذا المعلم الأثري والتراثي الذي تجمدت أشغال تهيئته في الفترة فيما بين 2007 و 2010 بسبب أطماع عائلة المخلوع ( وفق المعهد الوطني للتراث ) التي حاولت الاستحواذ عليه بهدف استغلاله كمطعم سياحي للحساب الخاص. وقد مكنت الثورة من استئناف الدولة لدورها في هذا المجال وتكثيف الجهود في اتجاه توظيف مثل هذه المدخرات العقارية الأثرية والتراثية خدمة للسياحة والتنمية..