قد يبدو العنوان غريبا لان مصطلح «جرذان» اقترن بالسب والشتم والثلب حيث يكاد لا يمرّ يوم واحد بل ساعات معدودة فقط دون ان نتابع هذه الكلمة على تعليقات بعض المواقع الاجتماعية أو تلوكها بعض الافواه «المنفلتة» هنا وهناك بل ان هذه الكلمة كثيرا ما تكون منمقة على لافتات في بعض الاحتجاجات أو المسيرات وفي حقيقة الامر لم تكن تعني كلمة «جرذان» شيئا قبل ان ينطق الراحل معمر القذافي بجملته الشهيرة «شدوا الجرذان ما تخافوا منهم» في بداية اشتعال فتيل الثورة الليبية .وبلغت «الحرب الجرذانية» أشدها بعد انتخابات 23 اكتوبر لان أنصار الحكومة وخاصة حركة النهضة من جهة وأنصار اليسار والاتحاد والأحزاب التجمعية من جهة ثانية يتهمون بعضهم ب»الجرذنة» بل ان الاعلاميين لم يسلموا من «التجرذين». وأينما تولي وجهك اليوم على اغلب الصفحات الاجتماعية أو مواقع الاحتجاجات الا و»تصفعك» رائحة «الجرذنة» الى حد تسرطن المجتمع ب»الجرذنة» لان كل واحد منا اصبح «جرذا» دون ان يدري . ولو تعلق الامر بمعناها الظاهر لهان الأمر لكن المسألة تتعداها لما في وصف «جرذ» من ايحاءات وإشارات وتلميحات واتهامات مبطنة بالتخوين و»التقفيف» و»التلحيس» و»التزرزيق» و»التسرسيب» من هذا الجانب أوذاك . ولئن لا يقدّر البعض التأثيرات السلبية لتصرفاتهم «الجرذانية» في ساحة تعاني بطبعها من الاحتقان ولم تعد تحتمل المزيد من «التجرذين» فانه آن الاوان لكل المواقع الاجتماعية وحتى العقول «المتجرذنة» ان تتخلص من اسلوبها «الجرذاني» وتقفز على التراشق بالسهام المسرطنة .. أريحونا بربكم من «الجرذنة» و»التجرذين» لان «الجرذان» يضحكون علينا من داخل جحورهم ويسخرون ..ويستهزؤون من عدم استفاقتنا من «التسرطين» في ساحة تئن من التشتت وتعاني من التفتت ومزيد «التلوين»