دون ان نتّخذ لقاءنا الاول ضد السينغال مطيّة للتشاؤم او نسيان الماضي وتغذية تفاؤل قد لا يكون في محلّه.. ... فالمطلوب هذه الليلة في مباراتنا الثانية ضد جنوب افريقيا ان ندرك أوّلا بأن المدرّب روجي لومار لو يحكم التصرف في المجموعة التي لديه بإمكانه أن يقدّم تشكيلة عتيدة.. تشكيلة ذات نزعة غير دفاعية بل لها طابع هجومي أو كما نقول بلغة «الكوارجية» تشكيلة «توجع». فذاك هو المطلوب، شريطة انتقاء عناصر هاته التشكيلة باحكام ووفق المؤهلات الفردية والقدرة على توظيفها لفائدة المجموعة. المطلوب الليلة.. وهذا هو الاهم أن يرفع أبناؤنا رؤوسهم وأن يواجهوا منافسهم بجرأة وعزيمة وروح انتصارية. المطلوب أن يكونوا شعلة وقّادة وأن يشكلوا مجموعة صلبة ومتماسكة لا تعرف الكلل ولا الملل، بل تعطي بغزارة وبلا حساب. فلو يثق أبناؤنا اليوم في امكانياتهم وفي قدرتهم على رفع التحديات وكسب الرهان فباستطاعتهم ان يتحفوا جمهورهم الكبير بانجاز رائع بقطع النظر عن الرسوم التكتيكية والجوانب الفنية الآخرى التي كثيرا ما تذوب وتختفي ولا يكون لها أي أثر امام الاصرار والتصميم على الارتقاء بالبذل والعطاء الفردي إلى أعلى الدرجات، طالما أن المادة الخام متوفرة لدى مجموعة لا بأس بها من عناصرنا. فهل يرفع أبناؤنا رؤوسهم الليلة ولا يخذلونا مجدّدا؟ إننا في كلمة واحدة لا نخشى جنوب افريقيا في هذه المباراة وإنما أخشى ما نخشاه أن يتوخى منتخبنا من جديد طريقة دفاعية عقيمة لا تسمح لمن يتّبعها بالذهاب بعيدا! أليس كذلك؟