بيّن حسين التليلي (رئيس لجنة الشراءات للفنون التشكيلية) أن عملية غلق فضاء العبدلية ليست إلا عملية سياسية، الغاية من ورائها استغلال الجانب الديني لطمس حرية الإبداع وتكريس سياسة القمع، في حين أنّ العديد من أعمال معرض محمد بن سلامة بفضاء العبدلية-والكلام له- لم يتسن للبعض فهم رموزها وايحاءاتها. كما أعرب عن استيائه الكبير من جهة أخرى إزاء ردود الأفعال قائلا «لماذا اليوم بالذات تقع مثل هذه الممارسات والحال أن الرسام محمد بن سلامة وغيره من الفنانين التشكيليين شاركوا في العديد من المعارض التونسية من قبل معتمدين نفس التقنيات والأساليب ولم تقع أية ردة فعل؟» ليضيف أن لوحة البراق المجسدة لليلة الإسراء والمعراج للرسول محمد (ص) لم تعرض بفضاء العبدلية وإنما على صفحات الموقع الاجتماعي الفايسبوك لإثارة الفتنة واستفزاز الرأي العام. وأشار أيضا إلى أن محمد بن سلامة «فنان عصامي كثير السفر إلى البلدان الاوروبية تأثر تأثرا كبيرا بالأعمال الأجنبية وخاصة بالأسلوب الاستفزازي ليتخذه منهجا في رسوماته، وهو يتحمل مسؤولياته في ذلك. إلا أن غلق فضاء العبدلية في هذه الفترة بالذات-رغم أن وزارة الثقافة اقتنت بعض اللوحات من معرض تظاهرة «ربيع الفنون» يمثل مفارقة عجيبة- يجسد سياسة واضحة من الحكومة تتنزل في إطار مصلحة النهضة والسلفيين». وأمام هذا التمشي ينادي حسين التليلي بضرورة تحرك القوى الديمقراطية والوطنية والدفاع عن حرية التعبير الثقافي فوزير الثقافة والكلام له- ليس تقدميا كما يدعي ولا ديمقراطيا، على الأقل من جانب التعامل مع الفنانين عامة. من زاوية أخرى أشار رئيس لجنة الشراءات للفنون التشكيلية الى أن سلطة الإشراف بصدد اتخاذ منهج يدعو الى إقصاء الصورة وهو منهج حسب رأيه- سيقصي كل ما من شأنه أن ينهض بالمجال الثقافي في تونس، إذ ليس من المعقول وفق ما يرتئيه حسين التليلي «الفنان نسكرولو فمو ونقولولو ابدع». وفي إطار الممارسات غير المقبولة من قبل حسين التليلي بين لنا أن قيمة الشراءات بفضاء العبدلية السنة الفارطة بلغت مائة مليون في حين أنها لم تتجاوز 13مليونا في التظاهرة الأخيرة وهو ما يرجعه محدثنا الى سياسة ما قبل الانتخابات من طرف السلطة الحاكمة إزاء المجال الفني التي ما فتئت تتأكد يوما بعد يوم.