ورد على المدارس الأساسيّة هذه الأيّام منشور من وزارة الإشراف تدعو فيه الوزارة الأسرة التّربويّة إلى الاجتماع يوم 18جوان في المدارس الأساسيّة للتّباحث حول وثيقة استخلصت من ندوة أقامتها الوزارة في شهر مارس حضرها نخبة من أهل الفكر و الأدب حول الإصلاح التّربوي المزمع الشّروع فيه، و تسجيل آرائهم و بسط تصوّراتهم و طرح ملاحظاتهم. بناء عليه تبادرت إلى ذهني جملة من الأسئلة أقدّر أنّها هامّة حول جديّة مشروع الإصلاح هذا و مدى الأهميّة التي تعيرها وزارة الإشراف للإطار التربوي و دوره في عمليّة الإصلاح. الملاحظة الأولى حول الموعد الذي ضربته الوزارة للإطّلاع ومناقشة المشروع ، وهو يوم واحد. و السّؤال هنا هل فكّرت الوزارة في انشغال الإطار هذه الأيّام في أعداد الدّفاتر و صبّ الأعداد، كما أنّها فترة أنهاك قصوى بالنّسبة إليهم باعتبارها تمثّل نهاية السّنة؟ الملاحظة الثّانية وهي بيداغوجيّة ، حول إمكانيّة إنجاز شيء ذي بال و الإطار التّربوي يطّلع على الوثيقة لأوّل مرّة، و بالتّالي السّؤال ، هل تساءلت الوزارة عن مدى جدوى نقاش وثيقة لم يقع الإطّلاع عليها مسبقا و في بضع ساعات؟ أمّا السّؤال الأهمّ وهو سؤال تفرضه الملاحظتان و السّؤالان الأوّل و الثّاني، و هو مدى جديّة الوزارة في مشروع الإصلاح هذا؟ و إن كانت جادّة أفبمثل هذه الطّريقة تتمّ استشارة الفاعل الرّئيسي في العمليّة التّربويّة؟ لذلك أقول كإطار تربوي على هذه الممارسة أنّها لا تعد أن تكون إلاّ مجرّد أخذ بالخاطر حتّى لا يشعر المعلّم أنّه مهمّش مع أنّ التّهميش هو نصيبه ككل المناسبات الفاشلة التي سبقت. لذلك أقول في الختام شكرا وزارتنا ، لقد جبرت خواطرنا فامض في الإصلاح. بقلم: محمّد كمال الحوكي*