هذه حصيلة زيارتي إلى موسكو --- مقترح فتح الحدود سيعرض على القمة المغاربية القادمة أعلن وزير الخارجيّة الدّكتور رفيق عبد السّلام في حديث ل»الصّباح» أمس أنّ الحكومة لم تتّخذ بعد ايّ قرار استثنائي يهمّ تحرير تنقل المسافرين و السّلع و رؤوس الأموال بين دول الإتحاد المغاربي و تونس .. ونفى رئيس الديبلوماسية التونسية صحة «ما أوردته بعض وسائل الاعلام» عن وجود قرار بفتح كلي وغير مشروط للحدود بين تونس والدول المغاربية ( ما عدا ليبيا ) ..بما سيضمن تنقل المسافرين المغاربيين نحو تونس بمجرد الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية ..أي دون مطا لبتهم بجواز سفر ووثائق تبرر دخول التراب التونسي .. تصريحات كاتب الدولة ؟ وقلل وزير الخارجية من أهمية التصريحات التي نسبت الى كاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد عبد الله التريكي(وهو من حركة النهضة) والتي أعلن فيها عن وجود خطة رسمية تونسية تسمح لكل المسافرين القادمين إلى تونس من موريتانيا والمغرب والجزائر بحق الدخول دون جواز سفر.. ثم بحق الاقامة والشغل والتملك ثم المشاركة في الانتخابات.. تكريسا للحريات الخمسة التي تحدث عنها الرئيس المنصف المرزوقي في مناسبة سابقة هذا العام .. واعتبر الوزير ا ن الاهم في تصريح كاتب الدولة للخارجية « التعبير عن مواقف مبدئية وبعض الافكار المقترحة لتجسيمها ..وبينها مقترحات تدعو الى تبسيط عمليات التنقل والتجارة والاستثمار في الدول المغاربية الخمسة «..واورد عبد السلام ان تلك الافكار والمقترحات سوف تعرض على اجتماع القمة المغاربية القادمة التي من المتوقع ان تنظم في الثلاثية الاخيرة من العام في تونس ( طبرقة مبدئيا )..تفاعلا مع مقترح سبق أن تقدم به الرئيس منصف المرزوقي على هامش جولته المغاربية السابقة.. تتراجع تحت ضغظ وسائل الاعلام لكن الدكتور رفيق عبد السلام أكد أن « إجراءات السفر والاقامة لم و لن تتغير قبل ان تبت القمة المغاربية القادمة في مقترحات الحريات الخمسة داخل بلدان الاتحاد المغاربي اي حقوق التنقل والتملك والشغل والاقامة والمشاركة السياسية ..» ونفى وزير الخارجية ان تكون الحكومة تراجعت « تحت ضغط وسائل الاعلام واللوبيات المعادية للتقارب المغاربي المغاربي ولتطوير العلاقات العربية العربية والتونسية الافريقية « واورد ان « تونس تدرك جيدا ان عمقها الاستراتيجي هو الجزائر وليبيا وبقية الدول المغاربية والعربية.. وان مصالحها تبدأ بتفعيل علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين التقليديين اي فرنسا والاتحاد الاوربي.. لكنها تتواصل بترفيع مستوى شراكتها وتعاونها مع جاريها الشقيقتان الكبريان الجزائر وليبيا وبقية الدول المغاربية والعربية والافريقية والاسلامية الشقيقة.. فضلا عن تنويع شراكتها وتعاونها دوليا من واشنطن الى موسكو وبيكين وطوكيو...» وسجل عبد السلام ان « كلفة اللامغرب ( اي فشل انجاز الاتحاد المغاربي ) باهضة جدا وهي لا تقل عن نقطتي نمو اضافيتين سنويا..» علاقات ثنائية مغاربيا وماذا اذا لم تعقد القمة المغاربية مثلما هو مقرر قبل موفى العام الجاري في طبرقة أو مدينة تونسية اخرى ؟ وهل ليس من مصلحة تونس تفعيل القوانين التي صدرت منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي وكانت تمنح المغاربيين حقوق الشغل والتملك والاقامة طويلة المدى؟ أليس من الضروري تفعيلها بعد أن جمدت مؤقتا خلال « عشرية الارهاب « في الجزائر؟ الدكتور رفيق عبد السلام أورد أن « تفعيل القوانين القديمة وتطوير فرص الشراكة سيتحقق ثنائيا اذا تعذر عقد القمة المغاربية لا قدر الله .. كما ستتشاور حكومات البلدان المغاربية وخبراؤها حول آليات دفع الشراكة جنوب جنوب خدمة لمصالح شعوبنا».. تخوفات الغرب.. وتطمين النخب وماذا عن تخوفات بعض العواصمالغربية من « المد الاسلامي « من مصر الى المغرب ومن موريتانيا الى سوريا واليمن ؟ وهل للحكومة عموما ووزارة الخارجية خاصة خطة عمل لتطمين الغرب وخاصة النخب العلمانية في فرنسا بسبب تزايد تخوفات تيار من النخب والحقوقيين والنساء في تونس على المشروع المجتمعي الحداثي وعلى القيم العلمانية والمدنية للدولة التونسية الحديثة؟ الدكتور رفيق عبد السلام يعتبر أن « لا مبرر تماما للخوف ولا للتخوف على الصبغة المدنية للدولة والمجتمع في تونس.. وقد أكدت الحكومة ووزارة الخارجية التزام « الترويكا « وحزب النهضة بالمكاسب.. وبان لا نية لأي طرف للتدخل في الحريات الفردية وفي الاختيارات المجتمعية.. شريطة التزام الجميع بقواعد اللعبة واحترامهم للقانون.. سواء كان من يختلفون مع الاغلبية من بين « السلفيين « المتشددين أو من العلمانيين..» واعتبر عبد السلام أن حكومته والديبلوماسية التونسية «قدمتا عديد التطمينات للنخب داخل تونس ولاصدقائها في الخارج.. تطمينات فحواها أن الحكومة لا تعتزم البتة استبدال الاستبداد بآخر.. ولا فرض قراءة معينة للدين باسم المقدس».. زيارة روسيا وماذا عن زيارة وزير الخارجية لروسيا ؟ هل تعكس فعلا « تغييرا « في الموقف التونسي الذي كان منحازا إلى وجهة النظر الأمريكية القطرية السعودية التي تعتبر أن « حل الأزمة السورية يبدأ برحيل بشار الأسد»؟ هل صحيح أن تونس أصبحت تساند وجهة نظر موسكو التي توافق على إجراء إصلاحات سياسية في سوريا لكن شريطة عدم المساس ببشار الأسد وفريقه؟ تعقيبا على هذا السؤال اورد السيد رفيق عبد السلام أن تونس « التي بادرت بطرد رئيس البعثة السورية في تونس احتجاجا على قمع الثورة الشعبية السورية لا تزال منحازة للشعب السوري ولضحايا القمع الشرس في سوريا الشقيقة.. واليوم توجد اختلافات بين مقترحات واشنطنوموسكو لانهاء الازمة.. لكننا في تونس التقينا كل الأطرف.. وفي هذا السياق جاءت زيارتي لروسيا ولقائي مع وزير خارجيتها لافروف.. ونحن نعتقد ان «السيناريو اليمني « قد يكون حلا وسطا وتوفيقيا يضمن التفاعل مع مشاغل الشعب السوري ومطالبه مع المحافظة على وحدة سوريا ورفض التدخل الاجنبي العسكري.. ونحن ابلغنا روسيا اننا نتفق معها في رفض سناريو الحرب والتدخل العسكري الاجنبي في سوريا.. لتجنب مزيد تعقيد الاوضاع فيها»..