تواصل «الصباح» زياراتها الميدانية للمناطق المحرومة والمنسية الا أنها اختارت أن تحط رحالها هذه المرة في عين دراهمالمدينة خاصة أن حالها أصبح اليوم يشبه الى حد كبير ما تعيشه المناطق الريفية المحرومة. معتمدية عين دراهم ما زالت عذراء ولم يقع استغلال ما تتمتع به من خيرات طبيعية تؤهلها لأن تكون قطبا سياحيا ورياضيا واقتصاديا هاما اذ ظلت على امتداد أكثر من نصف قرن عرضة للتهميش والإقصاء لا سيما وهي تفتقر الى مقومات العيش الكريم ؛ وما زال جل أهاليها يعيشون على تربية القليل من الماشية للتغلب على صعوبة الحياة التي انهكتهم كثيرا عين دراهم هذه المنطقة التي حباها الله بطبيعة خلابة وعيون رقراقة عاشت ولا تزال تعيش الحرمان من أبسط مقومات العيش بسبب ما تعانيه اليوم من تهميش وفقر وبطالة وجوع ونسيان يجعلنا نؤكد أن كل تونسي يزورها فسوف يتألم للحالة المزرية التي عليها متساكنوها وشبابها. عين دراهم صارت اليوم بسبب الأوضاع المأسوية التي يعيشها الأهالي تدمي القلوب وتبكي العيون بسبب فقد تعرضت للظلم والقهر في عهد المخلوع وزمرته الفاسدة. عين دراهم كان من المفروض أن تصبح جنة على وجه الأرض وهذا ما كان يعلن عنه المخلوع في كل المناسبات الا أنه امتص دماء أبنائها وتركها كالصحراء القاحلة يخيم عليها حزن كبير وجروح من الصعب جدا أن تندمل . المخلوع وأعوانه غيروا في أهالي عين دراهم كل شيء فقد أصبحوا لا يحفظون الا جملة وهي واحدة نحن بخيرونحمد الله ونشكره والفضل كل الفضل يرجع الي بن علي الذي أدخل لنا النور والكياس ومكننا من المساكن .ربي يفضلو ويرحم والديه. نعم. هذا ما كان يقوله سكان عين دراهم في عهد النظام البائد ومن يتجرأ ويقول عكس ذلك فسيعذب العذاب الأكبر. هذه المعتمدية التي حباها الله بطبيعة خلابة تسر الناظرين ومياه عذبة تروى ضمأ العطشان وهواء نقي يشفي العليل عانت الويلات من زمن بورقيبة الي عهد المخلوع ؛ وحتى بعد الثورة لم تتغير أحوالهم .وعموما أهالي عين دراهم لا يطلبون صدقة بل هم يريدون حقهم في الحياة الكريمة وأن يعيشوا مستورين كبقية خلق الله إنهم يريدون محاسبة كل من كان سببا في الحالة التى وصلوا اليها من تهميش وفقر وبطالة واقصاء وجوع وتعتيم إعلامي لتبقي هذه المنطقة تتصدر قائمة المناطق الأشد فقرا على المستوي الوطني.