علمت"الصباح" من مصادر حقوقية مطلعة ان الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بصفاقس ستباشر صباح اليوم النظر في قضية مقتل الشهيد حسان بن الهادي الدقاني المتهم فيها مدير السجن المدني بقابس سابقا محمد بن الميلود بن محمد بن منصور(بحالة إيقاف) بعد ان وجهت له تهمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد طبق مقتضيات الفصلين 201 و202 من القانون الجزائي. و كانت وقائع القضية جدت في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم 15 جانفي 2011 عندما انتفض سجناء السجن المدني بقابس بعد يوم واحد من فرار الرئيس المخلوع وتمكنوا من خلع بوابة السجن ثم الفرار، ولكن أثناء محاولة الفرار الجماعية تعرض الشاب حسان الدقاني(من مواليد 1987) لطلق ناري من مسدس. عن الجريمة التي استهدفت ابنها قالت والدة الشهيد ل"الصباح" إن ابنها ظلم قبل الزج به في السجن لسنوات وظلم داخل أسوار السجن وظلم حتى حين حاول مغادرته رفقة بقية النزلاء، مضيفة أن"حسان لفقت له قضية أخلاقية"لا عملت فيها إيدو ولا ساقو"، إذ اتهم في قضية أخلاقية أكد تقرير الطبيب الشرعي ان المتضرر فيها لم يتعرض إلى أي اعتداء قبل أن يقوم أعوان أمن بقابس قبل نحو سبع سنوات ب"إخفاء" المتضرر باعتباره غريبا عن الجهة وبالتالي قضت المحكمة في غياب المتضرر ورغم الأدلة القاطعة لعدم وقوع الاعتداء من ذلك الشهادة الطبية بإدانة ابني رغم صغر سنه والقضاء بسجنه لمدة خمسة أعوام وستة أشهر أمضى منها خمس سنوات وأربعة أشهر قبل أن يقتل بطريقة فظيعة أثناء الثورة على نظام الرئيس المخلوع". رصاصتان إحداهما قاتلة و عن وقائع الحادثة قالت الأم الملتاعة:"مساء يوم 15 جانفي 2011 وأثناء فرار المساجين تعرض ابني لطلقين ناريين أصاباه في الفخذ والكبد صادرين عن مسدس كشف الشهود انه كان بحوزة مدير السجن، وبنقل ابني إلى المستشفى وإخضاعه لعملية جراحية فارق الحياة في حدود الساعة الرابعة من صباح يوم 16 جانفي 2011 متأثرا بالمضاعفات البليغة لنزيف دموي حاد في الكبد". إنكار و بانطلاق الأبحاث في القضية من قبل حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بصفاقس أنكر مدير السجن التهمة الموجهة إليه وتمسك ببراءته وأكد أنه لم يحمل مسدسا أصلا أثناء أحداث الفوضى بالسجن ولم يطلق الرصاص الحي على أي سجين ولم يتسبب بأي حال من الاحوال في قتل الشهيد حسان الدقاني، غير أن شهود عيان من النزلاء أكدوا أنهم لمحوا مدير السجن-حسب ما صرح به شقيق الشهيد حاتم ل"الصباح"- وهو يطلق النار باتجاه حسان كما ان اثنين من أعوان السجن أكدا أن المسدس الناري كان بحوزة المدير زمن وقوع الحادثة وليس بحوزة أي كان من الأعوان. خلافات والدة الشهيد أعلمتنا أن مدير السجن أراد الانتقام من ابنها قبل الثورة بعد أن رفض الاستجابة لطلبه ليكون "قوادا" له إذ تسبب في نقلته إلى سجن قبلي، ولم تتم الموافقة على إعادته إلى سجن قابس إلا بعد عدة شكايات للسلط المعنية، إلى أن تسبب في موته-حسب تعبيرها-، مؤكدة على أنه لن يهدأ لها بال إلا بعد نيل كل حقوق ابنها.