دعما للكتاب وللمطالعة وفي ظل النفور الكبير الذي بات يميز علاقة التونسي بالقراءة، كان لا بد من سياسات جديدة وبرامج تعيد الثقة بينهما وتجعل الكتاب يذهب للقارئ وليس العكس. و بالفعل انطلقت هذا الصيف تظاهرة "معرض الكتاب الممّيز في دورته السنوية الأولى"التي جعلت من عدد كبير من الفضاءات التجارية الكبرى وخاصة فضاءات المغازة العامة و"مونوبري" محملا للكتاب بتوفير فضاء لمعرض للكتاب صلبها تشارك فيه عدد من دور النشر التونسية والاجنبية.. و قد حملت دورة هذا العام شعار "حينا يقرأ-حينا يرقى" حيث خصصت المغازة العامة ومونوبري فضاءات خارجية للكتاب وذلك بهدف تشجيع حرفائها على الغذاء الفكري. و قد خصصت ادارة المركز التونسي للكتاب لهذه التظاهرة أكثر من 5 ألاف عنوان بين معاجم، مجّلدات، موسوعات، قواميس، كتب أطفال، الكتب الموازية للبرامج المدرسية والجامعية الكتب المختصة وكذلك الكتب السياسية التي كانت ممنوعة في العهد السابق. "الصباح" عاينت بعض هذه الفضاءات، ولاحظت الاقبال الكبير على الكتاب من قبل مرتادي الفضاءات التجارية الذين وجدوا الكتاب في متناولهم عوض انتظار معرض الكتاب السنوي. و في فضاء ساحة المونوبري بالعوينة التقت "الصباح" بمدير المركز التونسي للكتاب الحبيب العرقوبي الذي ذكر أنه وعلى عكس ما يروج فان شغف التونسي بالكتاب غير محدود لكن ضيق الوقت والتنقل خصيصا لمعرض الكتاب يبقى العائق الاكبر في التواصل بين التونسي والكتاب، لذلك ارتأت ادارته تقريب الكتاب من المواطن الذي لا يبخل بالتأكيد في التنقل الى الفضاءات التجارية للتزود بحاجياته الغذائية فيجد حاجته الثقافية أمامه في فضاء مغر. ففي ساحة "المونوبري " بالعوينة مثلا، احتل معرض الكتاب خيمة على شكل ألف ليلة وليلة أمام باب الخروج حملت شعار"العوينة تقرأ " وقد كان الاقبال مكثفا على كل انواع الكتب ومن كل الفئات العمرية. و اكد العرقوبي ل"الصباح" أن رحلة الكتاب ستتواصل طيلة العام في فضاءات المونوبري مع التنشيط والمسابقات وحفلات التوقيع لأهم الإصدارات وهو ما سيساعد على دفع عودة الحياة الثقافية إلى سالف تألقها وإشعاعها ودعم الكتاب وتقريبه من القارئ والتحسيس بقيمة الغّذاء الفكري في المساحات التجارية الكبرى. و كان معرض الكتاب حط الرحال في كل من فضاءات المغازة العامة ومونوبري بكل من حي ابن خلدون وحي الزهور وشارع شارل ديغول بالعاصمة والحي الاولمبي والعوينة الى جانب الفضاء السنوي العام في المرسى.