إعتلى ليلة أول أمس الفنان العراقي كاظم الساهر مسرح قرطاج الأثري بعد غياب لسنتين حيث كانت آخر مشاركة له يوم30أوت 2010 ضمن فعاليات الدورة 46 للمهرجان.وفي وقت مبكر جدا أخذ الجمهور يتوافد على المسرح بأعداد غفيرة وحلت بالمكان الصحافة التونسية المكتوبة منها والمسموعة والمرئية والالكترونية لنقل الأجواء العامة للحفل، مقدّرين المكانة الكبيرة التي يحتلّها صاحب "مدرسة الحب" في نفوس أحبّائه ومتتبّعي مسيرته الفنيّة الزّاخرة بأحلى قصائد شاعر المرأة نزار القباني. العرض ليلة أوّل أمس كان حافلا بأهمّ انتاجات الفنان العراقي على غرار "زيديني عشقا" وأحبك جدا" و"قولي أحبك" و"أشهد" و"هل عندك شك"..ليتفاعل الجمهور معه تفاعلا منقطع النظير سواء بالرقص على الايقاعات الشرقية أو بترديد وغناء جل الأغنيات الرائعة. الجمهور لم يطلب سماع جديد كاظم الساهر واكتفى بالتمتع بأهم ما ورد في ألبوماته القديمة باستثناء أغنية "دلع النساء" وأغنية "لو لم تكوني أنت في حياتي" التي غناها على طريقة "هل عندك شك" لأول مرة على ركح قرطاج حيث عمد الى تلقينها للجمهور ثم غنائها. كلمات سحرت الحاضرين. يقول نزار القباني" لو لم تكوني أنت في حياتي..كنت اخترعت امرأة مثلك يا حبيبتي..كنت اشتغلت ليلة بطولها.. أصوّر ارتعاشة العقد وموسيقى الحلق.." ولكن اللحن لم يكن في مستوى ألحان أعمال الألبومات القديمة، كأنّ كاظم بصدد ارتجال قصيدة ليس إلا. كما أنّ هذا الأخير رغم حرفيته وحضوره المتميز على الركح وعدم انسياقه لممارسات بعض الفنانين على الركح، تكاد لا تجد مجالا للمقارنة بين أعماله القديمة ك"ماسك العود أغني" و"بغداد" فضلا عن انتاجات 2007..وبين أعماله الجديدة التي لو لا القيمة الفنية لقصائد نزار القباني والصور الشعرية التي تميزت بها لما لاقت النجاح وشغلت الناس. الأمر الآخر الملفت للانتباه ليلة أول أمس بمسرح قرطاج هو أنّ كاظم الساهر وعلى غرار ما فعله سنة2010 لم يحترم هيبة المهرجان وبدا مضطربا بعض الشيء عند اختياره لأغانيه الأمر الذي دفعه الى اللجوء الى الاستراحات حتى يتسنى له التحدث مع أعضاء فرقته وهو ما يدل على أنه لم يقم ببروفة مع فريقه الموسيقي. وفي كل مرّة وقع فيها التشاور مع قائد الفرقة إلا واختلّ تعديل الآلات الموسيقية. إلى متى تجاهل الإعلام؟ لئن أجاب كاظم الساهر عن بعض الأسئلة وهو داخل سيارته عند مغادرته لمسرح قرطاج سنة 2010 (آخر مشاركة له في المهرجان) فإنّه لم يوافق هذه المرة على إقامة ندوة صحفية بعد العرض كما كان متوقعا، مصرّا على مقاطعة الإعلام التونسي. سلوك غريب من فنان يدعي الاحتراف خاصّة وأنّ الجمهور التونسي كما الإعلام التونسي لهما الفضل الكبير في ذياع سيطه. ثم ماذا لو وقع خلاف مع بعض الصحفيين رأى أن أسئلتهم استفزازية بعض الشيء؟ أو كشفوا عن جوانب فنية بطريقة لم تعجبه؟ ألم يكن حريّا به أن يواجه الصحفيين بكلّ لطف ويضع النقاط على الحروف لتفادي أي إشكال محتمل؟