يعود بناء المسلخ المحلي ب"فائض" الذي بني على قطعة ارض تبرع بها احد المواطنين إلى سنوات خلت وهو يعتبر من أهم المرافق العمومية بالجهة. كما انه في الوقت نفسه من ابرز النقاط السلبية التي تستوجب التدخل العاجل لما يمثله من أخطار على صحة المواطن والمحيط وذلك لغياب ابسط شروط الصحة داخله وحوله وعدم وجود عون تنظيف يسهر على نظافته أو طبيب بيطري يشرف على عملية الذبح اليومية به. «الصباح» زارت الفضاء و وقفت على مدى الفوضى والإهمال والتهميش بداخله. فضاء غير مهيّئ للذبح على الرغم من إمكانية توسيع فضاء الذبح واستغلال مساحات محيطه فهو غير مهيئ وغير محمي كما انه أيضا غير وظيفي لا توجد به تجهيزات أو معدات على الإطلاق سوى منفاخ هوائي معطب ملقى بأحد زواياه. فالمسلخ يفتقر إلى رافعات للحم وحجرات تغيير ملابس للقصابين ودورات مياه أو ماء ساخن كما تنقصه الحنفيات وخراطيم الماء المضغوط لتنظيف الأرضية أوالذبائح من دمائها وأوساخها زيادة على أن النوافذ المهشمة تيسر دخول الأتربة إليه من كل جانب وتسهل تدفق مياه الأمطار داخله لتجعل منه مجموعة من البرك والأوحال. أما الجدران الداخلية للمسلخ فهي ملطخة بالدماء والأوساخ وبقايا اللحم. تهديد للصّحة حاولنا الاتصال بالطبيب البيطري فقيل لنا انه انقطع عن مباشرة عمله منذ انطلاق ثورة الكرامة ومنذ ذاك التاريخ والمسلخ لا يخضع لرقابة صحية مما شجع بعض القصابين على القيام بتجاوزات مهنية خطيرة كذبحهم لنعاج وأكباش مسنة أو خرفان مريضة وبيع لحومها للعامة بأثمان مرتفعة معرضين صحة المواطن للخطر. مجموعة أخرى من الجزارين الذين يرون أن هذا المسلخ لم يعد وظيفيا لممارسة نشاطهم اليومي عادوا إلى الذبح العشوائي أمام المحلات وعلى حافة الطريق على مرأى من الجميع دون رقابة غير عابئين بما تسببه هذه العملية المرفوضة من تلوث للبيئة وإساءة لجمالية المحيط وتهديدا لصحة المستهلكين. ومن الملفت للاستغراب تغافل المصالح الصحية عن هذه التجاوزات والنقائص داخل فضاء المسلخ وتباطئها لتوظيفه وتوفير ما يلزمه من معدات وتجهيزات. لقد بات المسلخ المحلي بفائض يمثل خطرا صحيا وبيئيا ومصدر إزعاج لآلاف السكان وخاصة في فصل الصيف سيما وهو يوجد وسط مناطق العمران وان إمكانية نقله إلى خارج القرية ممكنة حتى وأن كان ذلك على نفقة المواطنين فهم من تبرعوا في بداية الستينات لبناء أول المرافق العمومية بالمنطقة (المدرسة الابتدائية والمستوصف). والآن فهم مستعدون للتبرع من جديد بقطعة ارض خارج البلدة لبناء مسلخ عصري إن تخلت السلط المحلية والجهوية عن مسؤولياتها تجاههم. بعض المواطنين القاطنين بجوار هذا المسلخ كانت إجابات معظمهم مشحونة بالتذمر والتوتر لما يعانونه من الروائح الكريهة ومن جحافل الناموس والذباب. وطالبوا بضرورة تعصير المسلخ وتوفير أبسط المعدات والتجهيزات والمرافق وتخصيص زاد بشري يشرف على تسيير دواليبه للحد من التجاوزات وحفاظا على صحة المواطن.