سؤال يطرح بشدة اليوم في ظل التأخير الحاصل في سيرأعمال اللجان التأسيسية فضلا عن الجدل القائم بشأن الهيئة الوقتية للقضاء العدلي مما جعل بعض المهتمين بالشأن السياسي يؤكدون انه يصعب الالتزام بهذه الخارطة لا سيما أن المرحلة القادمة يتوقع أن تشهد تجاذبات عديدة فيما يتعلق بمناقشة فصول الدستور في ظل غياب "التوافق" المنشود. يساند عبد العزيز القطي عضو المجلس التأسيسي عن حركة وفاء هذا الطرح ويعتبر خارطة الطريق قد انهارت استنادا الى أنها قرار أحادي الجانب. ويندرج في إطار حملة انتخابية لشخص مصطفى بن جعفر خاصة انه لم يتم التشاور في هذه المسالة داخل قبة المجلس التأسيسي التي يفترض أن يطلع عليها النواب على غرار تقديمه لبرنامج نهاية أشغال اللجان التأسيسية. واعتبر القطي أن بن جعفر وضع المجلس التأسيسي في مأزق لأنه قدم آجال لا يمكن الإيفاء بها. وووجه أصابع الاتهام بشان التأخير الحاصل إلى رئيس المجلس التأسيسي الذي حدد تاريخا للنهاية من صياغة الدستور وثانيا لرئيس الحكومة الذي ضبط فيها موعد الانتخابات القادمة دون أدنى تشاور. وخلص إلى القول بان عدم التشاور والتنسيق بين رئيس المجلس والحكومة قد كرس غياب التشاور بين الترويكا. غلطة ويصف صالح شعيب عضو المجلس التأسيسي المنشق من التكتل من اجل العمل والحريات خارطة الطريق ب"الغلطة" لأنها كانت قرارا ارتجاليا اتخذ بصفة فردية ولم يستشر فيها جميع النواب . وبالتالي فانه من الصعب الالتزام بها لا سيما أنها لم تكن مدروسة جيدا مثلما هو الحال في عديد القرارات على غرار 15 جويلية اخر اجل لتقديم المسودات والذي لم يقع العمل به. ويتفق معهما أيمن الزواغي عضو المجلس التأسيسي عن تيار العريضة الشعبية الذي يعتبر ان خارطة الطريق التي ضبطها بن جعفر هي قرارا أحادي الجانب وهي عبارة عن لعبة سياسية تخدم مصالحه السياسية. وقال :" لو تم تفعيل مبدأ التشاور لكانت هذه الخارطة أفضل." وأضاف :" الجميع مع مبدأ احترام الآجال التي حددت غير أن الواقع يكشف عكس ذلك خاصة أن أعمال المجلس التأسيسي يصعب التوصل فيها إلى وفاق فما بالك بالمسائل الجوهرية لا سيما أن الترويكا ضد مبدأ استقلالية مؤسسات البلاد والذي يعتبر احد مطالب الثورة.". ويقترح الزواغي في هذا السياق أن يتم إعادة النظر في مسالة التوافق بين الأحزاب وهو يعد أمرا صعب لا سيما أن الترويكا تعمل على خدمة مصالحها الحزبية. الخارطة لم تنهار في المقابل فند الحبيب خضر المقرر العام للدستور وعضو المجلس التأسيسي عن حركة النهضة انهيار خارطة طريق بن جعفر مؤكدا ان الهيئة المستقلة للانتخابات قد ورد مشروع قانونها على المجلس وهي في طور الدراسة من قبل لجنة مختصة. اما فيما يتعلق بالتجاذبات الحاصلة بشان الهيئة الوقتية للقضاء العدلي فقال:" رغم المجهود الذي بذل هناك من صوت ضد هذا المشروع". وأوضح خضر من جانب آخر أن المواعيد التي ضبطت هي مهمة لكن لا يجب تقديسها لا سيما أن المطمح هو احترام الآجال وتحقيق جودة المنتج. على حد تعبيره.