رشحت دار الجنوب للنشر روايتي "عشيقة آدم" للشاعر والروائي التونسي المنصف الوهايبي و"سعادته السيد الوزير" لحسين الواد لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة باسم "البوكر" العربية. وهي من الجوائز العربية الهامة. وتهدف إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة إلى لغات أخرى ونشرها. وتدير جائزة البوكر العربية هيئة عربية بالاشتراك مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية ومعهد وايدنفيلد للحوار الإستراتيجي وبدعم من مؤسسة الإمارات في أبو ظبي وقد أطلقت سنة 2007، ومنحت أول جوائزها في العام 2008 إلى الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب"وقد فاز الروائي اللبناني ربيع جابر بجائزة سنة 2012 عن روايته "دروز بلغراد". وتختار لها سنويا لجنة تحكيم وقد سبق ان شاركت التونسية رجاء بن سلامة في تحكيم إحدى دوراتها. والجائزة خاصة بجنس الرواية الأدبي والترشح لها يخضع لشروط معينة مثل ضرورة ان ترشح الرواية دار نشر معترف بها -أي انه لا يمكن لأي كاتب ينشر على نفقته الخاصة ان يرشح نفسه-على أن يتم الترشيح بالتشاور مع الكاتب وبموافقته. ومن الشروط أيضا ان لا ترشح إلا الروايات المكتوبة بالعربية وهذا يعنى انه يمنع ترشيح الرواية العربية المترجمة من لغة أخرى كذلك لا يمكن ترشيح أعمال الكتاب المتوفين او المخطوطات ولا يحق للكاتب الترشح بأكثر من عنوان واحد وان تحترم الرواية المرشحة حقوق الملكية الفكرية وقوانين المطبوعات والنشر سارية المفعول في مكان نشرها كما أنه يمكن لكل ناشر ان يرشح أكثر من رواية بحيث كان بالإمكان ترشيح ثلاث عناوين فأصبح بإمكان دور النشر ترشيح أربع روايات وقد رشحت دار الجنوب للنشر روايتي المنصف الوهايبي عشيقة آدم ورواية حسين الواد سعادته سيدي الوزير وقد صدرتا بين 2011 و 2012.
وقد صرحت دار الجنوب للنشر ل"الصباح" بأنها اختارت هذين العنوانين باعتبار أنهما أحدث إصداراتها ضمن سلسلة عيون المعاصرة كما جرت العادة وبعد الاتفاق مع حسين الواد والمنصف الوهايبي لأنه توجد استمارة تطالب هيئة الجائزة بان ترسل مع الرواية وتتضمن تعريفا بالكاتب والكتاب وبعض المعلومات الأخرى، ويذكر أن رواية "عشيقة آدم " للمنصف الوهايبي متحصلة على الكومار الذهبي أما رواية "سعادته السيد الوزير" فلم يتم ترشيحها للكومار لأن صاحبها حسين الواد سبق ان تحصل على الكومار بروايته "روائح المدينة". ويعتقد الكاتب والناقد محمد بن رجب ان دار الجنوب للنشر حسنا فعلت بترشيح الروايتين لأنهما حسب رأيه تستحقان ويرى ان رواية "عشيقة ادم "رائعة لأنها جديدة في أسلوب كتابتها مؤكدا على انه أسلوب مبتكر تماما حيث سجل المنصف الوهايبي بالحرف حواراته مع سيدة متخفية على الموقع الاجتماعي فايس بوك ثم عالجها ونشرها في جنس رواية. وقال بن رجب:"لعل الابتكار وحده كفيل بترشيحها لكن لا ادري أي قانون تعتمده هذه الجائزة لان "عشيقة ادم " فائزة بكومار في دورتها الماضية. أما عن رواية "سعادته سيدي الوزير" لحسين الواد" فهي جميلة لكنها كلاسيكية وقوتها تكمن في لغتها." وقال محدثنا:" قرأت من بداية رمضان ثلاث روايات عربية اثنتان من مصر وواحدة من سوريا وقد تبين لي ان الرواية التونسية ولئن كانت دوما متميزة وهي تتقدم شيئا فشيئا نحو الروعة التي تشد الجميع وتقنع الجميع فإنها ما تزال منذ سنوات في موقعها لا تبرحه من حيث اقتحام العوالم المجهولة والخروج من الأساليب القديمة. طبعا مع الإقرار بوجود استثناءات مثل رواية الشاعر المنصف الوهايبي"عشيقة ادم". ومن منطلق معرفته الجيدة بالرواية في تونس باعتبار انه من المشرفين على حظوظ جائزة الكومار التونسية منذ سنوات مما جعله يلم بخصائصها ومكامن القوة والضعف فيها قال بن رجب:" صحيح ان الرواية التونسية تبتكر الموضوعات الطريفة ولنا الكثير من الأمثلة لدى تجارب محمد الجابلي وإبراهيم الدرغوثي وامال مختار ويوسف عبد العاطي إلا أن الجرأة في الربط بين الموضوع المبتكر والشكل المبتكر لا ينجح عندهم إلا قليلا."وفسر بان الجرأة التي كان عليها الكاتب المصري علا الأسواني مثلا في تكسير البعد الروائى المصري لم نرها عند التونسيين المبدعين بالقوة المرجوة. وقال: "ان المشكل في الرواية التونسية يكمن إذن في ابتكار طريقة أخرى في الكتابة تماما كما فعل المنصف الوهايبي. صحيح ان المنصف اختار الأسلوب الذي أهداه له الفايس بوك وتلك هي اللحظة الفارقة عند المبدعين أحيانا يحدث الأسلوب الجديد فجأة كتفاحة اينشتاين. من ناحيته عبر المنصف الوهايبي ل"الصباح" عن سعادته بترشيح روايته "عشيقة آدم"وقال:.. ولكني لا أعرف شيئا عن لجنة التحكيم.. المهم أن تكون نزيهة فاز بها من فاز. "