كما اعتادت كل ربيع واحتفالا بالرواية التونسية وتشجيعا للروائيين ستعلن شركة البحر المتوسط للتأمين وإعادة التأمين «كومار» عن نتائج مسابقاتها «الكومار الذهبى» وتسند جوائزها في حفل يفتتحه وزير الثقافة السيد مهدي المبروك يوم السبت 21 افريل الجاري على الساعة الثامنة مساء بالمسرح البلدي بالعاصمة. وتعتبر هذه الدورة السادسة عشرة من مسابقة «الكومار الذهبي» التي دأبت على دعم المنتوج الأدبي ودفع حركية الكتابة الروائية في تونس دورة الأرقام القياسية حيث لم يسبق أن تقدمت لها 36 رواية مكتوبة باللغة العربية و12 رواية باللغة الفرنسية وقد تميزت اغلبها بجودة كتابتها وبطرافة مواضيعها. هذه الروايات استبعدت منها -بشكل قانوني طبعا- خمس روايات لان أصحابها إما فازوا بدورات سابقة خلال الأربع سنوات الأخيرة أو أنهم لم يعبروا عن رغبة في المشاركة في المسابقة في قائمتها النهائية وقد تم احترام رغبة الذين لم يسعوا إلى الاستجابة لشروط الترشح رغم طول مدة الإعلان عن المسابقة في الجرائد والمجلات التونسية (20 يوما).
روايات مهّدت للثورة
علما بان الروايات التي شاركت في المسابقة قد اطلعت على اغلبها لجنة التحكيم المتكونة من كل من ألفة يوسف ومسعودة ابو بكر وجليلة طريطر وفوزي الزمرلي ومنسق اللجنة محمد بن رجب والتي تجتمع مرة في الشهر منذ أربعة أشهر لاختيار الأفضل من بين الروايات التي اطلعوا عليها ووصلوا إلى اختيار 10 روايات وسيعلنون عن أفضلها يوم 20 افريل الحالي لإسناد ثلاث جوائز للروايات العربية الفائزة ومثلها للروايات المكتوبة باللغة الفرنسية.
ويذكر أن جوائز مسابقة «الكومار» أسندت في الدورة الخامسة عشرة (2011) في قسمها العربي إلى الروائي حسين الواد عن روايته «روائح المدينة « (الكومار الذهبي) ولعفيفة السعودي عن روايتها «صدأ التيجان» (جائزة الاكتشاف) والأزهر الصحراوي عن روايته الأراجيف (الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم) أما في قسمها الفرنسي فقد نالها كل من رابعة عبد الكافي ومحمد بوعمود وذهبت جائزة الاكتشاف إلى علياء حمزة وجائزة الشرف إلى شادي بن حمزة. وقد تناولت الروايات المتقدمة للمسابقة مواضيع كثيرة بعضها مهد للثورة (أدب السجون كبرج الرومي وأحباب الله وحمرة في القلب وشتات) وبعضها الآخر عن الحركة الوطنية كرواية محيي الدين الربيعي «أرض الرفس» وتروي مسيرة قومي يوسفي عانى قمع الاستعمار الفرنسي ثم النظام الجديد بعد الاستقلال. ورواية منصف الوهايبي الذي يشارك بروايتين الأولى عنوانها «هل كان بورقيبة يخشى حقا معيوفة بنت الضاوي» وهي رواية داخل الرواية يروي فيها المنصف مذكراته ومذكرات والده. والثانية عنوانها «حوار على «الفايسبوك» بين امرأة ورجل» وتعبر عن هذا العصر وهذه الأوضاع التي يعيشها العالم وتأثير الشبكات الاتصالية والاجتماعية فيها. وهناك أعمال أخرى تحدث كتّابها عن الواقع الاجتماعي والثقافي التونسي كرواية «المورسطان» لكاتب توفي بعد أن سلم روايته إلى الناشر فصدرت بعد وفاته بشهرين وهو مهذب السبوعي. في المسابقة أيضا رواية حول الحوار الحضاري بين الشرق والغرب وتحكي أجمل ما فينا في تونس وأجمل ما فيهم في الغرب من خلال حوار واقعي أبدعه الكاتب عبد الجليل الدايخي.
... وأخرى أرّخت لها
والى جانب الروايات التي مهدت للثورة شاركت روايات أخرى أرّخت لها وحكت عنها وعن مشاكل الصحافة كرواية «عندما يحترق الليمون» لسلمى اليانقي وقد تحدثت فيها عن الشهر الأخير لحكم بن علي ثم عن الثورة والهروب، وكرواية الشاعرة فاطمة بن محمود التي كتبت «امرأة في زمن الثورة» وهي مجموعة نصوص مترابطة مكتوبة بلغة وشكل شعري حكت الكاتبة فيها حلمها بالثورة وإذا بها تتحقق فتؤرخ من خلالها لعالم فاطمة الخاص أكثر منها للأحداث. هناك أيضا روايات لكل من إبراهيم الدرغوثي «وقائع ما جرى للمرأة ذات القبقاب الذهبي» وللشاعر محمد الخالدي الذي كتب «السالك إلى المقام الأسمى وما جاوره من ممالك» وهي رحلة في التاريخ القديم لأعمال الإنسان العربي من تونس إلى بغداد. ورواية «انتصار الظل» لنصر بالحاج بالطيب وهو طبيب جراح سبق ان كتب رواية «الصحراء» وشرح فيها بعمق الصحراء وفنها وتراثها اللغوي الكبير. ورواية «العائد من لبنان» لعماد بن سلطنة و»تراتيل لآلامها» لرشيدة الشارني التي سبق أن حصلت بها على جائزة زبيدة بشير.