أطلق عليه نقاد الموسيقى"صوت من لا صوت له" لالتزامه بالقضايا الإنسانية والسياسية المناهضة للظلم والعنصرية والدكتاتورية، حارب تجارة الأسلحة والاحتلال الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على إفريقيا حتى بعد استقلالها.. نجم الريقي الإفريقي"تيكن جاه فاكولي"الذي يعتبر نفسه من أحفاد بوب مارلي الحاملين لمبادئه تنبأ بنجاح الثورة التونسية في ألبومه"African Revolution" سنة 2010 بعد الانتفاضات التي اجتاحت وطنه المنفي عنه الكوديفوار ولحقتها أحداث ديسمبر بتونس فكانت أغاني فاكولي حافزا للأفارقة ليأملوا في غد أفضل.. متفائلا بمستقبل قارته السمراء تحدث ضيف الدورة 48 لمهرجان قرطاج ل"الصباح" في لقاء طغت عليه أجواء السياسة الحاضرة في مواقف تيكن جاه فاكولي كما أغانيه. * تزور تونس لأول مرة فكيف وجدت بلادنا وجماهيرها الحاضرة في سهرتك على ركح مسرح قرطاج؟ - أشعر أني فخور جدا بما حققه الشعب التونسي وشقيقه المصري فتونس قدمت لنا الأمل بمستقبل تحكمه الحريات والديمقراطية وهذه خطوة تحسب لشعوبنا الافريقية وتدعوها لمواجهة حكامها الدكتاتوريين فالشباب الإفريقي كان ضحية لأنظمته المضطهدة وأعتقد أن التونسيين قرروا مصيرهم بأنفسهم للمرة الأولى أمّا جمهوري في سهرة قرطاج فصراحة أبهرني بحفظه لجل أغاني وتفاعله طيلة الحفل مع مضامين أعمالي ممّا يؤكد وعيه ودعمه للقضايا التي أطرحها في انتاجاتي الفنية وهذا ليس بغريب عن شعب ثار ضد نظام دكتاتور كما أن حضورهم لساعة متأخرة من الليل ونحن في شهر رمضان الكريم أكد لي حبهم لفني. * كيف عشت الأيام الأولى للثورة التونسية خاصة وأنك أصدرت ألبوما قبل فترة قصيرة يدعو حكام إفريقيا لترك مناصبهم؟ - الثورة التونسية كان توقيتها مفاجئا للجميع ولكن بانطلاقها أصبحت حافزا وداعما لقضايا المضطهدين وشخصيا أنظر بعمق لتداعيات الأحداث الأخيرة في إفريقيا وكنت أشعر دوما أن هناك ثورات قادمة على غرار الانتفاضات التي عاشتها الكوت ديفوار في2010 ثم ما حدث في تونس وإثرها مصر وسعيد لأن أغاني كانت مواكبة لهذه الانتصارات الشعبية وأعتبر أننا الأفارقة مازلنا مجرد شعوب رغم وزننا السكاني لكننا في تقدم وسنحقق أهدافنا ونصبح دولا في المستقبل يحسب لها حساب.. *هل تتوقع أن تجني الثورات العربية ثمارها قريبا؟ - بطبعي متفائل ولكن الثورات وفي مختلف أنحاء العالم تحتاج لسنوات من العمل والبناء فالجيل الذي ينجز الثورة لا يتمتع بها وإنمّا أطفاله وأحفاده على غرار الثورة الفرنسية فهذه البلاد لم تصبح اليوم مثلا لتمتع مواطنها بالحريات إلا بعد قيام ثورتها في القرن الثامن عشر وبالتالي فالثورات العربية في حاجة للزمن وإصرار شعوبها على المحافظة على مكاسب ثوراتهم لتتطور بلدانهم. *هل تؤمن حقا بأن الفنون قادرة على تغيير الواقع أو التوجه السياسي لبلد ما؟ - أكيد أن الفن ينير عقول الشعوب ويخاطب وعيها وبالتالي فهو عامل للتغير نحو الأفضل وما أقدمه من أعمال طيلة مسيرتي الفنية يندرج ضمن هذه الرؤية وأعتقد أن الفن والثقافة هما القاعدة الأساسية لتنمية الدول الإفريقية وفي هذا السياق اهتممت إلى جانب أعمالي الفنية بإنشاء مدارس لتعليم الأطفال الأفارقة إيمانا مني بأهمية العلم في تحديد مصير الإنسان ونفذت إلى حد الآن مشروع خمس مدارس بالكوديفوار ومالي وبوركينافاسو وغنيا وقريبا نيجيريا وحلمي في هذا المجال يتمثل في تكوين مدرسة في كل بلد إفريقي. *هل تفكر في العودة مجددا للكوت ديفوار واقتحام عالم السياسة الذي كنت دوما ناقدا لنكساته؟ - يوما ماسأعود لوطني من أجل ابني فمن حقه العيش والتمتع ببلاده والشعور بالانتماء إليها ولكن حاليا من واجبي البقاء في مالي ودعم هذا البلد الذي احتضنني حينما كنت منفيا أمّا ممارسة السياسة فلا تعنييني لأن دوري كفنان أهم بكثير وأجد نفسي قادرا على إفادة شعبي أكثر وأنا على ركح المسرح فيما يمكن للرئيس الحالي لبلادي تقديم الكثير من الإصلاحات فهو رجل اقتصاد ومرض البلاد الأول هو ضعف اقتصادها وبتطويره يمكننا تشغيل الشباب وفتح آفاق جديدة لمعاملاتنا التجارية وأسواقنا مع جيراننا الأفارقة وشركائنا في الغرب.