رغم عودة الهدوء نسبيّا إلى مدينة سيدي بوزيد بعد احداث الخميس الماضي وما انجر عنها من مواجهات عنيفة أدّت الى إيقاف عديد الأشخاص تواصلت المسيرات اللّيليّة بمعتمديّات الرقاب، المكناسي، منزل بوزيان، السبالة، السوق الجديد للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين ودعوة الاطراف المسؤولة الى تفعيل المشاريع التنموية المبرمجة التي تأخرتنفيذها على حد تعبير المحتجين. ولئن اصدر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد بيانا اكد فيه ان ما حدث من احتجاجات طيلة الفترة الماضية كان نتيجة للوضع المتردي الذي تعيشه الجهة ودعا فيه منخرطيه الى الدخول في اضراب عام جهوي بكافة المؤسسات العمومية والخاصة يوم 14 أوت وهو ما أقرته أمس الهيئة الإدارية فقد أكد التوهامي الهاني الكاتب العام للاتحاد الجهوي ان المطالب تتعلق أساسا باطلاق سراح الموقوفين وحق الجهة في التنمية للقطع مع سياسة العهد البائد باعتبار حالة التهميش التي تعيشها منذ سنوات طويلة.وشدد الهاني على ان قرار تنفيذ اضراب عام جهوي بعد غد الثلاثاء اتخذ من هياكل وقواعد الاتحاد ثم ان الاتحاد تحرك خلال ثورة 17 ديسمبر 2010 بحماس مناظليه ودون ايعاز أو دفع من أي كان. ثورة مضادة أكد والي سيدي بوزيد محمد نجيب المنصوري أن ما جري في سيدي بوزيد من أحداث ومواجهات دامية بين محتجين وقوات الأمن ينضوي تحت أجندات سياسية. كما اكد أن الأحداث الأخيرة هي تحضير لثورة مضادة تقودها جهات سياسية لها أجندات خاصة. وفي سياق متصل نددت حركة النهضة بالاحداث الاخيرة التي شهدتها الجهة واعتبرتها اعمال فوضى وتخريب ومزايدات سياسية من بعض الاطراف التي تسعى الى عرقلة الحكومة في اطار ثورة مضادة وشددت الحركة على ان شرفاء سيدي بوزيد يرفضون كل اشكال الفوضى والتخريب. استياء من تصريحات الوزراء عبر عديد الاهالي عن استيائهم الشديد من تصريحات بعض وزراء الحكومة المؤقتة التي اعتبروها قد تجاوزت حدود المعقول خاصة ان بعضها تحول الى ما اعتبروه تشويها لابناء الجهة. ففي الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية رفيق عبد السلام لقناة فرانس 24 ان ما حصل في سيدي بوزيد هو ثورة مضادة تقودها مجموعات يسارية فوضوية اضافة الى بقايا الحزب المنحل التي تعمل على ارباك الحكومة وتقوم باعمال تخريب هاجم وزير املاك الدولة سليم بن حميدان هو الاخر ابناء الجهة بشدة مؤكدا ان ما حدث هو ثورة مضادة من مارقين على القانون. وتتالت التصريحات على اكثر من صعيد مما اعتبرها البعض مسا من سمعة أبناء جهة ناضلت وكانت منطلقا لثورة الحرية والكرامة ومن حقهم اليوم المطالبة بالتنمية بعد سنوات التهميش والاقصاء .