تمّ إنجاز ميناء الصيد البحري سنة 1990 على مساحة جملية تقدر ب12 هكتارا 8 منها للحوض و 4 ملك عمومي بحري. به كل الفضاءات اللازمة للبحارة والمؤسسات الإدارية والأمنية من حرس بحري وشرطة وديوانة. كما توجد عديد المرافق الخاصة بالترفيه ويبلغ طول الأرصفة 1100 م بعمق يصل إلى 4.5 م وبه أيضا شبكة لتصريف المياه المستعملة طولها 388 م وقدرت تكاليف إنجاز 9.5 مليون دينارا. أما خدمات وكالة مواني وتجهيزات الصيد البحري بطبرقة فتتمثل في الترخيص لإشغال وقتي للملك العمومي المينائي ولزمة استغلال واستعمال الملك العمومي المينائي، كراء مركبات التبريد ومجابد السفن (أنشطة ذات طابع تنافسي)، الإقامة بحوض الميناء، رفع وإنزال المراكب والإقامة بساحة الصيانة، استهلاك الكهرباء والماء الصالح للشراب، التزود بالثلج والتزود بالوقود. خدمات جليلة تقدمها وكالة مواني وتجهيزات الصيد البحري بطبرقة لفائدة البحارة وحتى السياح (الميناء الترفيهي) إلا أن الشجرة لا يمكن أن تحجب الغابة. فهناك تجاوزات خطيرة تتعلق بالسلامة البيئية للحوض. فيما تتمثل هذه التجاوزات والإخلالات؟ عن هذا السؤال يقول السيد نورالدين القاسمي، المسؤول الأول عن ميناء الصيد البحري بطبرقة:" فعلا هناك تجاوزات خطيرة جراء عدم ربط العديد من الإقامات السياحية والتجارية بشبكة التطهير العام وكل مياهها المستعملة تصب في الحوض المائي مما انجر عنه تلوث وانبعاث روائح كريهة خاصة في الصيف جعل السواح يخيرون مغادرة المدينة في اتجاه مواني أخرى. أضف لذلك ما يقوم به بعض باعة السمك الذين يصبون مياههم المستعملة في شبكة تصريف مياه الأمطار التي تصب بدورها في الحوض المينائي حيث تتراكم الفضلات وتتعالى الروائح الكريهة. فلا بد من قرار جريء لمنع ربط شبة مياه الأمطار بالميناء. ولا بد من محطة أولية لتصفية المياه المستعملة قبل وصولها إلى الحوض. ومع ذلك فلم نبق مكتوفي الأيدي بل نقوم بمراقبة المياه وننوي كالعادة القيام بعملية جهر الحو وتخليصه من الرمال المتأتية من فواضل البناء ومن باعة السمك ومن الأجوار المتعنتين الذين لا يزالون مربوطين بالحوض. وفي خصوص الميناء الترفيهي تسلمنا القبطانية ونسهر على استقبال الحرفاء من السياح وتقديم الخدمات الضرورية لهم في انتظار ما ستسفر عنه عملية السلم والمردودية المنتظرة." ومجمل القول فإن ميناء الصيد البحري بطبرقة الذي يبلغ من العمر أكثر من عقدين من الزمن له مستقبل واعد لأن موقعه ممتاز ومتصل مباشرة بالمدينة، وله أفضال عليها فهو المتنفس الوحيد لإستقبال جحافل السيارات في غياب ساحات معدة للغرض بالمدينة، والميناء أيضا فضاء لإستقبال التظاهرات المختلفة في غياب الفضاءات الكبرى لإقامة المعارض مثلا. لذلك فإن البلدية والسلط المحلية والجهوية مطالبة بحمايته من التجاوزات التي أتينا عليها حفاظا على سلامة المواطن من الأمراض لا قدر الله.