...فهل يكون المنصف الفضيلي هو البديل؟ في معرض حديثنا عن الاجتماع الذي عقده وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية عبدالله الكعبي مع أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة التونسية لكرة القدم ذكرنا أمس أن الطاهر صيود قد بدا عليه التأثر ولم يخف استياءه حسب قوله من الحملة الشعواء التي استهدفت المنتخب. وفي الحقيقة فان التأثر الذي بدا على ملامحه لم يكن وليد لحظة غضب عابرة، بل أن الطاهر صيود ذهب إلى حدّ التلويح بالاستقالة من رئاسة الجامعة معتبرا أن الحملة استهدفته هو شخصيا، وقد فاتح بهذا الأمر أكثر من طرف، من ذلك أنه التقى على انفراد بالوزير في مكتبه قبيل انطلاق الاجتماع لمدة غير وجيزة، بينما بقي أعضاء الجامعة ينتظرون داخل قاعة الاجتماعات. وطبعا فإن إصرار الطاهر صيود على الرحيل سيؤدي به حتما إلى مغادرة الجامعة، خصوصا وأنه لم يجد القدرة على الصمود أمام الأمواج العاتية للانتقادات بل أصبح لا يتحملها بالمرة ولا يجد القوّة لمجابهتها. ما العمل؟! على أن السؤال الذي بات يفرض نفسه في ضوء هذه المؤشرات التي لا تخدع هو: «ما العمل في صورة حصول الشغور باستقالة الطاهر صيود؟» .... والجواب شرع في البحث عنه بعض أعضاء الجامعة او على الأصح أقليّة منهم على أساس وأن الرئيس الجديد للمكتب الجامعي لا ينبغي أن يكون معيّنا، وإنما منتخبا من طرف الأندية وبطريقة تتماشى مع لوائح ال«فيفا» ولا تقطع مع التوجه الديمقراطي الذي جعل من صناديق الاقتراع الفيصل والحكم في مثل هذه المسائل الجوهرية. انتخابات جزئية والحل لا يعدو أن يكون سوى تنظيم إنتخابات جزئية يدعى إليها نواب الأندية ليختاروا بأنفسهم خليفة الطاهر صيود. إسم الفضيلي يطفو على السطح على أن هناك وجوها بارزة في المشهد الكروي في بلادنا ترى أن الأستاذ المنصف الفضيلي هو الرجل المناسب للمرحلة القادمة لأنها مرحلة دقيقة وحساسة. ولذا لا نستبعد أن يقدّم الاستاذ الفضيلي ترشحه لرئاسة الجامعة، بعد أن كان استجاب للنداء خلال الفترة الإنتقالية التي سبقت إنتخاب المكتب الجامعي الحالي. رحيل لومار لا مفرّ منه أما بالنسبة للمدرب روجي لومار، فقد أضحت القطيعة معه لا مفر منها لاعتبارات عديدة لا يجهلها أي كان رغم ان أقطاب الكرة الافريقية قد أجمعوا في غانا على أن المنتخب التونسي هو الأفضل من حيث الانضباط داخل الميدان وخارجه وأن مزايا لومار في هذا المجال واضحة للعيان. ... ولكن هل يكفي الانضباط وحده للتربع على عرش الكرة الافريقية؟! طبعا لا، ولذلك فلا يستبعد أن يتركز الاجتماع الوشيك للمكتب الجامعي على هذه الناحية بالذات، علما بأن الوزير قد ترك حرية اتخاذ القرار المناسب بين اقالة لومار أو تجديد الثقة فيه إلى المكتب الجامعي بدون أدنى وصاية. ولكن وكما أسفلنا الذكر فإن النية متجهة إلى إعفائه من مهامه قبل انتهاء عقده في جوان القادم وذلك بايجاد صبغة قطيعة بالتراضي بين الطرفين. ماذا عن برتران مارشان؟ والقطيعة تجرّنا طبعا للحديث عن البديل المناسب، وهنا يطفو اسم المدرب الفرنسي للنجم الساحلي برتران مارشان على الخط متصدرا قائمة تضم أسماء أخرى من بينها ميشال دي كاستال وفوزي البنزرتي وغيرهما؟ لماذا المدرسة الفرنسية بالذات رغم إفلاسها؟! على أن هناك من يستغرب حقا مواصلة الاعتماد على المدرسة الفرنسية بعد الفشل الذريع والافلاس المدقع الذي عرفته في نهائيات غانا بالذات، حيث أن المدربين الفرنسيين قد غادروا أو أنهم سيغادرون غانا يجرّون أذيال الخيبة رغم ما تزخر به منتخباتهم من نجوم ومواهب ومهارات فردية لا تحتاج إلاّ إلى مدربين بارعين وأكفاء ومقتدرين!!! أليس كذلك؟