بعد عطلة دامت نحو الأسبوعين إستأنف المجلس الوطني التأسيسي صباح أمس بباردو أشغاله، وتميّز اليوم الأوّل بغياب ملحوظ للنوّاب، مقابل حضور لافت للصّحفيّين والنّقابيّين الذين جاؤوا خصّيصا لمساندة أبناء دار الصّباح في وقفتهم الإحتجاجيّة داخل قبّة المجلس.. وتأتي هذه الوقفة على حد تعبيرهم "ضمن سلسلة من التحركات النضالية التي أقدم عليها أغلب الصحفيين والتقنيين وغيرهم من العاملين بالمؤسسة منذ تنصيب لطفي التواتي مديرا عاما على رأسها". واستمع عدد من النواب وهم على التوالي هشام حسني وخميس قسيلة وأحمد ابراهيم وسمير الطيب في جلسة خاصة لمشاغل أبناء دار الصباح، كما كان لنقابيي هذه المؤسسة وعدد من صحفييها لقاء خاطف مع محرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي ، وتزامن هذا التحرك مع عقد لجنة الهيئات الدستورية التي يرأسها النائب جمال الطوير جلسة سادها بعض التوتر وخصصت لمناقشة مقترح تقدّم به النائب عبد السلام شعبان حول المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. "الصباح" في التأسيسي عشرات الصحفيين العاملين بمختلف وسائل الاعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية والالكترونية العمومية أو الخاصة، انضموا أمس لأبناء دار الصباح لمساندتهم في وقفتهم الاحتجاجية المنتظمة داخل بهو المجلس للتنديد بما تتعرض له المؤسسة من انتهاكات منذ تنصيب المدير العام الجديد على رأسها. و قبيل هذه الوقفة التي أكد خلالها العديد من النواب على غرار سعاد عبد الرحيم (كتلة حركة النهضة) انتصارهم لحرية التعبير واستياءهم للتسميات المسقطة بمؤسسات الاعلام العمومي، استعرضت الصحفية سناء فرحات رئيسة فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وحليم الرزقي الكاتب العام للنقابة الأساسية لدار الصباح وعدد آخر من الصحفيين مختلف الاشكاليات التي تعيشها المؤسسة ونددوا بما أقدم عليه التواتي من نشر بيان كاذب فيه بيانات خاطئة ومسيء لسمعة المؤسسة في جريدة منافسة كان يشتغل فيها قبل التعيين، إضافة إلى بلاغاته الكاذبة للأمن الذين أصبحوا بإذن من وكيل الجمهورية يطوقون الدار معتقدين أن العاملين فيها يعطلون طباعة الصحف الصادرة عنها. وأضافت فرحات متوجهة بالقول للطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة "إن تهديده بنشر القوائم السوداء لا يخيف صحفيي دار الصباح الغراء المعروفين بحيادهم واستقلاليتهم، إضافة إلى أن السواد الأعظم منهم شباب متخرجين من الجامعة حديثا". وعبرت عن استماتة العاملين بالمؤسسة في الدفاع عن قضيتهم والتضحية بدمائهم من أجل مؤسستهم. وندد حليم الرزقي بالبيان الكاذب الذي تعمد المدير نشره في جريدة منافسة بعد رفض أبناء المؤسسة نشره في صحف الدار لأنه تضمن معطيات مزيفة ولا أساس لها من الصحة. و طالب الصّحفيّون المشاركون في هذا اللقاء بإيقاف التّعيينات المسقطة التي تقوم بها الحكومة المؤقتة على أساس الولاءات الحزبيّة، وأبدوا رغبة في أن يكون نقاش ملف الاعلام في صدارة اعمال المجلس التأسيسي، وانتقدوا ما أقدم عليه التواتي من محاولات لضرب المؤسّسة بترويجه كثير من المغالطات في وسائل الاعلام حولها، و ذهبت الصّحفية حياة السايب إلى ابعد من ذلك معتبرة أنّ قضيّة "الصباح" ليست معزولة بل قضيّة القطاع ككل، وهي قضيّة حرّيات في تونس". و في نفس السّياق قالت الصحفية بثينة قويعة من الإذاعة الوطنية إنها تعرضت بدورها لمظلمة بنقلها من التنشيط إلى قسم الأخبار، وأكدت أن قضية "دار الصباح" هي قضية حريات وأن جميع الصحفيين في تونس يساندون صحفيي دار الصباح في هذه المعركة معولين على الأصوات الحرة بالمجلس التأسيسي وانتقدت مساعي الحكومة من أجل تدجين الاعلام العمومي وتحويله إلى إعلام حكومي .. وعبّر النائب هشام حسني عن دعمه قضية دار الصباح وقال إنه سيسائل الحكومة حول التعيينات بالمؤسسات الاعلامية. وبين النائب أحمد ابراهيم ان قضية الصباح هي قضية محورية وأضحت قضية الشعب التونسي ككل لأنها تتعلق بحرية الاعلام، وذكر أنه كان من المفروض ان يكون لقاء أبناء دار الصباح مع جميع نواب التأسيسي وأعرب عن عزمه طلب لقاء رسمي لمساءلة الحكومة حول الاعلام. لقاء مع محرزية العبيدي وفي لقاء ثان لنقابيي دار الصباح وعدد من أعوانها إضافة لحضور نبيل جمور الكاتب العامة للنقابة العامة للثقافة والاعلام بالاتحاد العام التونسي للشغل مع محرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي، تم استعراض عديد الاشكاليات الأخرى خاصة ما يتعلق بالوضعيات الهشة لعدد من العاملين في المؤسسة وتم التأكيد على ضرورة تسوية وضعياتهم المهنية. وقدم الوفد للنائبة الأولى لرئيس المجلس التي بررت تأخرها عن مقابلتهم بكثرة المشاغل والانكباب على إعداد الدستور رسالة مفتوحة موجهة من أبناء دار الصباح من صحفيين وتقنيين وإداريين وعملة إلى المجلس الوطني التأسيسي.