هل تكون الأغنية التونسية سببا في مقاضاة الإذاعة التونسية ومحاسبتها قانونيا؟ السؤال مستمد من المبادرة التي قام بها بعض المواطنين وتتمثل في رفع إشعار وتنبيه إلى الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية يتضمن دعوة إلى تفعيل بنود كراس الشروط للإذاعة الوطنية المتعلقة بالنسبة المائوية في بث الأغاني التونسية من ناحية وبوضع آليات لمراقبة حقيقة البث بالنسب المائوية للأغنية التونسية من ناحية أخرى. واستند هذا الإشعار على الأرقام التي وردت بدراسة في الغرض نشرت نتائجها خلال شهر نوفمبر2011 بإحدى الصحف اليومية التونسية أجراها صاحب هذا التنبيه الموجه إلى مؤسسة الإذاعة التونسية بما تضمه من إذاعات تنضوي تحت إدارتها وكانت الدراسة التي استند إليها صاحبها بيّنت أن النتائج كانت "مفزعة ومهولة" حسب ما تضمنه هذا الاشعار الذي تلقينا نسخة منه ذلك ان نسبة بث الأغنية التونسية خلال تلك الفترة تقدر ب 30 بالمائة مقابل 70 بالمائة للأغاني اللبنانية والمصرية. علما بأن كراس الشروط يحدد ما يقارب 60 بالمائة بالنسبة للأغاني التونسية فيما يتعلق بالبث اليومي لتقدر نسبة البث الليلي ما يقدر ب 5 بالمائة للأغاني التونسية والبقية للشرقية والعربية. وأورد في نفس الإعلام أن مسؤولي الإذاعة لم يضعوا آليات لمراقبة النسبة المائوية في بث الأغاني التونسية وتدارك هذه التجاوزات في حق جانب هام من المادة الثقافية والفنية الخاصة بهذا البلد. واعتبر هذا التصرف بمثابة اعتداء فكريا على المستمع التونسي واستعمارا فنيا مسلطا عليه كمواطن تونسي له الحق في التمتع بخدمات هذا المرفق العمومي الذي يدفع من أجله معاليم على فاتورة الاذاعة والتلفزة. واعتبر هذا الاشعار كآخر تنبيه قبل رفع الأمر إلى القضاء بدف مقاضاة هذه المؤسسة أمام المحكمة الإدارية بتونس. الإذاعة التونسية: استحسان المبادرة أما الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية محمد المدب فأكد أنه من حق المواطن التونسي بصفته مستمع للإذاعة التونسية كمرفق عمومي أن يطالب بتحسين مردود هذه المؤسسة لأنها موجهة إلى المواطن التونسي بدرجة أولى. وعبر عن استحسانه لمبادرة هذا المواطن واعتبرها في خانة الخطوات والمبادرات الإيجابية والاصلاحية التي يجب أخذها بعين الاعتبار بقطع النظر عن الخلفيات والأسباب التي تكمن وراءها. ورحب بهذه البادرة على اعتبار أنها تتضمن مشروعا إصلاحيا يعمل جاهدا على تنفيذه على رأس المؤسسة. وأكد أنه خارج إطار مهنته يتعامل مع هذه المؤسسة كمستمع في أحايين كثيرة يخير تغيير الإذاعة عندما لا تعجبه المادة المقدمة سواء منها الغنائية أو غيرها. من جهة أخرى بيّن الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية أنه بصدد مراجعة بعض الجوانب التنظيمية والإدارية في صلب هذه المؤسسة الموسعة التي ينضوي تحتها عديد الإذاعات لاسيما في هذه الفترة الانتقالية التي لا يزال العاملين في القطاع يتحسسون سبل التغيير والتطور بما يستجيب مع أهداف الثورة حسب قوله . فيما نفى علمه بوجود كراس شروط في التعاطي مع الإذاعة التونسية. كما اعتبر المراهنة على الأغنية التونسية في المساحات الغنائية الليلية منها أو اليومية لا يخضع إلى ضرورة وضع استراتيجية خاصة في هذه المرحلة لأنه يرى أن هناك أولويات أخرى في محاور اهتهام ادارة المؤسسة. في المقابل ربط هذا العامل بقناعة المنشطين وضرورة وعيهم بخطورة المسألة وأهميتها في نفس الآن خاصة إذا ما تعلقت بالاجحاف في حق منجز غنائي وثقافي وطني وفق نفس المتحدث . ورأى أنه من واجب المنشطين عدم انتظار إملاءات أو قرار من إدارة الإذاعة أو من سلطة الإشراف يلزمهم بالترويج لمنتوجنا. ووعد بأن توجه إدارة الإذاعة في المستقبل اهتمامها إلى هذا الموضوع على اعتبار انه من المسائل الهامة. واشار المدير العام للإذاعة التونسية إلى أن هذه المؤسسة تدفع أموالا من أجل القيام باستفتاءات في الغرض من أجل معرفة موقعها في البلاد.