في لقاء عقدته حركة «وفاء» المنشقة عن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» عشية أمس الأول السبت بالمركّب الشبابي بصفاقس حول المرحلة الانتقالية بعد الثورة وتقييم أداء حكومة «الترويكا» أكّد رئيسها الأستاذ عبد الرّؤوف العيادي في بيان واضح على ضرورة تشخيص الوضع السياسي الحالي حتى لا نكون على هامش التاريخ، و تصوّر البرامج الكفيلة بإنجاز المهمّة الموكولة إليها.. وخلص إلى الحديث عن «حركة نداء تونس» فقال: «فوجئنا بأنّ نداء تونس بدأ يظهر بقوّة وأحدث نوعا من الاستقطاب، هذه الحركة هي في الحقيقة عودة للتجمّع، والأمر الطاغي هو المال الفاسد، فأنصار هذه الحركة انضمّوا إليها في انتظار الانتخابات وهدفهم هو استرجاع مواقعهم في السلطة وذلك بالعودة من الشبّاك..» على حدّ تعبيره. نواب التأسيسي بلا مكاتب و خلص فيما بعد إلى الحديث عن التقييم، فأكّد على ضعف الأداء السياسي قائلا: «من المفروض بعد سقوط النظام استكمال استحقاقات الثورة، فالمشهد بقي دون رأس، و90 بالمائة من الشهداء والجرحى لا نعرف من قتلهم ومن جرحهم، وما تحقق هو الإفلات من العقاب ومنظومة الفساد لم يتمّ تفكيكها، فحتى الميزانية التي وافق عليها أعضاء المجلس التأسيسي أعدّتها إدارة بن علي، والإدارة التونسية الحالية شعارها الولاء، وأعضاء المجلس التأسيسي ليست لهم مكاتب يستقبلون فيها المواطنين، وخلص إلى الحديث فيما بعد إلى كيفية إعادة بناء الأمن التونسي وتطهير القضاء الذي اعتبره قضية وطنية وليست قطاعية، فالقضاء استشرى فيه الفساد، كما أنّ بعض وسائل الإعلام سيطر عليها رجال أعمال فاسدون بمالهم الفاسد. وذكر أنّ العديد من المؤسسات لجأت إلى تأسيس نقابات من بينها المؤسسة الأمنية، وبقيت الحكومة هي المؤسسة الوحيدة التي لم تؤسّس نقابة، هذا الصنيع وقع اللجوء إليه للهروب من المحاسبة، كما أنّ قيادة الاتحاد السّابقة لم تقع محاسبتها، والعمل النقابي انحرف عن وظيفته الحقيقية، فالاتحاد من الضروري أن يزاوج بين المهامّ الوطنية والمهامّ الاجتماعية وتساءل قائلا: «أين الاتحاد من الثورة واستكمال أهداف الثورة؟.. ثمّة شعور بعدم الأمن..» وأضاف: «لسنا في مرحلة انتقال ديمقراطي.. وإنّما نحن في أزمة استكمال أهداف الثّورة.».. وذكر أنّ الثورة ملك مشاع بين الجميع وهناك قوى معادية تريد الرجوع إلى السلطة، كما أنّ حركة النهضة تطرح أسلمة المجتمع وهذا لا علاقة له تماما بالثورة.