عقدت الهيئة التاسيسية لحركة وفاء بزعامة عبد الرؤوف العيادي اجتماعا لها في صفاقس وذلك من اجل التعريف بهذه الحركة وبخطها السياسي والتاكيد على ان وفاء حركة سياسية وطنية تهدف الى تحقيق اهداف الثورة ومنها بناء الدولة المستقلة واقامة النظام الجمهوري بمؤسساته الديمقراطية وتطهير البلاد وتحصين الثورة من القوى المعادية التي تسعى الى الاجهاض عليها كما ان حركة وفاء تسعى الى جعل المحاسبة مهمة وطنية تنخرط فيها كل القوى والطاقات المتبنية للمنهج والمشروع الثوري وفي تقييمه للاداء السياسي العام للبلاد بعد ثورة 14 جانفي اعتبر عبد الرؤوف العيادي ان اداء عديد الاطراف كان مخيبا للامال ولم يستثن في ذلك الحكومة والمعارضة ولا الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة نقابية وطنية عريقة وفي هذا الاطار اعتبر ان الثورة لم تحقق اهدافها المتعلقة بالقطع التام والنهائي مع منظومة الفساد والاستبداد التي اهلكت البلاد والعباد مشيرا الى ان هناك جيوبا كبيرة وخطيرة للفادسدين في مختلف القطاعات ومفاصل الدولة تسعى الى حماية الفاسدين ومصالحهم الضيقة وهمها الوحيد الحيلولة دون تنفيذ مهمة تفكيك منظومة الاستبداد واعتبر العيادي انه بسبب عدم الحزم في المحاسبة وبسبب سعي عديد الاطراف الى التغطية على الفساد امكن لقوى الثورة المضادة ان تعود الى الواجهة في مختلف المفاصل وتتمركز في عديد القطاعات وهدفها اعادة انتاج النظام السابق الذي يحمي مصالحها ويحول دون محاسبتها مع سعيها بدعم المال الفاسد الى استعادة التموقع والمبادرة واسترجاع السلطة وانتقد عبد الرؤوف العيادي ما فعله الوزير الاول السابق الباجي قائد السبسي الذي كان يسعى ويؤكد على المرور الى المصالحة من قبل المحاسبة واستفسر عبد الرؤوف العيادي عن الاطراف التي قامت باحراق واتلاف وثائق وملفات هامة في مختلف اجهزة الدولة من اجل طمس الحقائق والتستر على الفاسدين وحرمان الذاكرة الوطنية من الصفحات السوداء في تاريخ تونس تحت نير الاستبداد والفساد وقال ان ارشيف البلاد والوزارات تم طمسه في مختلف القطاعات ومنها القضاء وارشيف البوليس السياسي وما عسى ان يكشفه عن ارتباطها باجهزة دولية معادية كانت ترتع في البلاد ومنها الموساد ومنها ايضا حرق وطمس ارشيف الوكالة التونسية للاتصال الخارجي وما يتضمنه ذلك الارشيف من ادانات لعدد من الاعلاميين ممن باعوا ذممهم للدكتاتورية وقدموا الصور الملفقة عن الانجازات الكاذبة للنظام الفاسد وبالتالي حماية عرشه وتشجيعه على مواصلة نهب البلاد واجمل عبد الرؤوف العيادي الحديث عن الفساد في مختلف القطاعات ومفاصل الدولة معتبرا انه كان من اوكد الاولويات والعدالة الثورية القيام بمحاسبة كل من اجرم في حق البلاد من اجل تعرية وجوه من دعموا وغطوا على الفساد ومن اجل اعادة الحقوق المنهوبة الى اصحابها وايضا حقوق الدولة والمجموعة الوطنية وقال ان الفساد تغلغل في القضاء والامن والديوانة والادارة وايضا الاعلام الذي كان من المفروض ان يكون حامل رسالة فاذا به يصبح اعلاما منحازا وسيطر عليه رجال اعمال فاسدين بالتمويل وتحبير المقالات كما قال ان الامن الذي تخلى عن دوره ايام الثورة عاد الى الواجهة متسلحا بنقابات وانه في كل هذا المشهد لم تتحول ثورة تونس الى نموذج بعد ان تمكنت القوى المعادية لها من تعطيل مسارها بما يخدم ايضا مصالح الغرب الذي بحث بكل السبل عن اجهاض الثورات العربية . وانتقد رئيس الهيئة التاسييسية لحركة وفاء اداء الحكومة الذي اتسم بالبطء في تحقيق اهداف الثورة الى جانب تذبذب قراراتها فيما يتصل بالمحاسبة والتي كان من المطلوب ان تكون شاملة وحاسمة وفي جميع المواقع والادارات ومفاصل الدولة باعتبار انه لا يمكن تحقيق برامج نهوض واصلاح بواسطة ادارة عمومية لم تتخلص من رجال بن علي واشار العيادي الى ما شهده ملف اعفاء بعض القضاة من سجال وبطرق غير واضحة في حين انه كان من الاسلم والانجع تحديد الهدف ثم تجنيد كل الطاقات لاجل ذلك خاصة وان تطهير القضاء قضية وطنية كما انتقد عبد الرؤوف العيادي اداء المعارضة التي قال عنها انها سمت نفسها بالمعارضة من قبل تشكيل الحكومة ذاتها ثم ان هذه المعارضة عادت اثر الانتخابات للحديث عن المحاصصة في المناصب السياسية والحقائب بالوزارات من دون ان تهتم بالمسائل المتصلة بتحقيق اهداف الثورة ولم يفت عبد الرؤوف العيادي الاشارة الى انحراف العمل النقابي عن مساره الصحيح باعتبار ان العمل النقابي تم توظيفه كصك براءة من اجل الافلات من المحاسبة بدليل ان قيادة الاتحاد لم تقع محاسبتها في مؤتمر طبرقة ومن هنا كانت الصورة ضبابية للمشهد السياسي في البلاد مباشرة بعد الثورة وبعيدا عن استحقاقاتها ومن هنا قال عبد الرؤوف العيادي ان المطلوب في الحياة السياسية في الفترة الجديدة الان العمل على تحقيق اهداف الثورة التي استشهد من اجلها الناس والشباب وان المطلوب في السنة السياسية الجديدة القيام بعدة مبادرات وخارطة طريق جديدة بتقديم تصورات ورؤى وبرامج تكفل للقوى الثورية ان تستعيد بها المبادرة وان تحاصر في الوقت نفسه القوى العدوة والمناهضة للثورة معتبرا ان من اوكد الاولويات تفكيك منظومة الفساد والاستبداد بواسطة اليات القضاء العدلي والعدالة الانتقالية ثم فسح المجال امام قياديين اخرين بالحركة للحديث عن توجهاتها والقاسم المشترك هو التشديد على ان المعركة الحقيقية هي بين القوى المناصرة للثورة بمختلف انتماءاتهما والقوى المعادية للثورة بمختلف اشكالها ومنها حركة نداء تونس التي تعتبر واجهة يتستر خلفها رموز التجمعيين والانتهازيين بتقديم وجوه جديدة محلها في المشهد من اجل التسويق وادعاء ان نداء تونس تيار سياسي قوي وفي اللحظة المناسبة تتاخر الوجوه الجديدة ومنها التي شغلت حقائب ومناصب مهمة في حكومة الباجي قائد السبسي لتعود الوجوه القديمة الى الصورة وواجهة الاحداث وقد اعتبر سليم بوخذير المكلف بالاعلام في حركة وفاء ان التطهير والمحاسبة لا بد ان تطال جميع الادارات والقطاعات من امن وقضاء واعلام وادارة ووصف نداء تونس ب ' داء تونس ' معتبرا انه شكل جديد من اشكال التنظم للفاسدين وللتجمعيين وللمال الفاسد الذي يريد ان يسعى الى اعادة التشكل والظهور على الساحة وبمثل ما انتقد نقابة الصحفيين بقيادتها الحالية وبدفاعها عن سامي الفهري الذي وصفه باللص فانه انتقد ايضا تعيينات الحكومة لمن وصفهم بوخذير بالتجمعيين في التلفزة والمؤسسات الاعلامية الاخرى كدار الصباح وقال سليم بوخذير ان حركة وفاء تمد ايديها الى كل التيارات والقوى الناشطة على الساحة وانها يمكن ان تلتقي معها سواء كانت من اليمين او اليسار بشرط ان يكون ذلك على قاعدة وحيدة هي قاعدة الوفاء لاهداف الثورة والعمل على انجاز استحقاقاتها في حين ان حركة وفاء لن تجتمع ولن تلتقي ولن تتحاور مع القوى التجمعية والفاسدة ومع القوى المعادية للثورة واضاف ان حركة وفاء ستسعى اقصى جهدها الى نقطة الالتقاء والوفاق مع كل القوى الثورية مهما كانت مرجعياتها وانتماءاتها الايديولوجية وانها ستبتعد الى اقصى مدة ايضا عن نقاط ومناطق الخلاف معها في اطار مشروع مدني يحصن البلاد من اعدائها ومن القوى المتربصة بها وبالاخص التجمعيين والفاسدين