استأنفت اللجنة الوطنية للتراث نشاطها بصفة فعلية بعد أن كانت شبه غائبة على ساحة الأحداث في بلادنا خلال الفترة التي تلت سقوط النظام البائد نظرا لما عرفته عديد المواقع الأثرية في بلادنا من انتهاكات خلال هذه الفترة مثلما أكد ذلك عبداللطيف مرابط المكلف بمهمة التراث لدى ديوان وزير الثقافة. علما أن هذه اللجنة التي يترأسها هذا الأخير تتركب من ممثلين عن عديد الوزارات ذات العلاقة بالقطاع مثل وزارات الثقافة والسياحة والتجهيز والبيئة وغيرها فضلا عن ممثلين عن المعهد الوطني للتراث. كما بيّن أنه في انتظار اللجنة مهام جد صعبة نظرا لما عرفته عديد الجهات والمواقع الأثرية من انتهاكات ولا سيما في الفترة الأخيرة من قبيل إقدام البعض وتحت تعلات مختلفة على إدخال تحويرات على بعض المساجد أو الأضرحة المصنفة ضمن التراث الوطني أو العالمي دون استشارة أو الرجوع إلى المعهد الوطني للتراث. واعتبر محدثنا أن تلك التجاوزات على درجة كبيرة من الخطورة مما يهدد جانبا هاما من مكاسب وحضارة بلادنا على غرار ما حدث في مسجد "سيدي إدريس" بقابس أو ضريح "سيدي بوشوشة" بأريانة خلال الأيام الأخيرة وغيرها من الانتهاكات الأخرى التي بيّن المكلف بمهمة التراث بديوان وزارة الثقافة أنها خطيرة ووجب التصدي لها بقوة من أجل حماية التراث التونسي الذي يصنف جزء كبير منه ضمن التراث العالمي. من جهة أخرى أكد عبداللطيف مرابط أن وزارة الثقافة ممثلة في الهياكل التابعة لقطاع التراث تواصل العمل من أجل حماية المكاسب الثرية التي تؤكد ترسخ بلادنا وتجذرها في الحضارة والتاريخ من خلال الاجراءات التي ما انفكت تقوم بها لجنة النزاعات التابعة لوزارة الثقافة ممثلة في المعهد الوطني للتراث وذلك بتشريك وزارة الداخلية والولاة والبلديات في تنفيذ القرارات التي يتم اتخاذها من أجل هذا الهدف. ولعل ابرز اجراء تم اتخاذه في ذات الإطار بالعاصمة ما تعلق بالمسلك السياحي بمدينة تونس الذي تحول إلى فضاء للانتصاب الفوضوي ومأوى للسيارات. كما هو الشأن بالنسبة لعدد من المدن العتيقة بولايات أخرى ذات صبغة سياحية على غرار سوسة والقيروان وغيرها.