تونس - الصباح: فيما يتواصل تصاعد كلفة إنتاج الطماطم جراء ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من أسمدة وبذور ومياه ويد عاملة.. حافظت التسعيرة المرجعية التي يعتمدها الفلاح في التعامل مع المصنعين على نفس مستواها القديم والذي لم تتم مراجعته منذ سنة 1996 مستقرة في حدود 95 مليما دون احتساب المبالغ التي يتم خصمها لفائدة التشجيع على التصديرو بعنوان آداء فلاحي ليكتفي المنتج بالحصول على 88 مليما فحسب.. استقرار هذه التسعيرة مقابل تطور كلفة الانتاج تمثل عقبة كأداء أمام المنتجين بلغت حد الحديث عن عزوف لدى بعض الفلاحين عن زراعة الطماطم هذا الموسم خشية عدم القدرة على مواجهة سيل مصاريف الانتاج المتزايدة التي لا تغطي كلفتها الحقيقية التسعيرة الحالية. متابعة للموضوع اتصلنا بكاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الطماطم الذي لم ينف بل أكد حدّة الاشكال الذي تطرحه مسألة التسعيرة وقد شدّد على مطالبة المهنة بتعديلها حتى تكون مجزية للمنتجين الا أنه استبعد أن يتملّص الفلاح من مسؤولياته ويتهرّب من الانتاج لتوفير مورد رزقه وهو نشاط ورثة الآباء عن الأجداد خاصة بعد المساندة التي وجدها من الدولة ومبادراتها بتأهيل القطاع في شتى حلقاته. وأكد عبد الحميد الصغير أن اشكالية التسعيرة الراهنة التي تجاوزها الدهر شكلت محور دراسة معمقة ومتوازنة أعدتها المهنة وقدمتها إلى الأطراف المسؤولة للاستئناس بها وقد بينت بصفة دقيقة حدّة الفارق المسجل بين كلفة الانتاج والأسعار المعتمدة معربا عن ثقته التامة في أن تواجه هذا الموسم مطالب المهنة بالقبول في ظل المؤشرات الايجابية المطمئنة بعد التقدم المسجل في سير المفاوضات حول تعديل التسعيرة. ... تعديل التسعيرة ويضيف ممثل المهنة «أنه بقدر حرص المنتج وتمسكه بالمحافظة على ديمومة هذا القطاع الاستراتيجي فإنّه في المقابل يناشد مساندته وتخفيف عبء المصاريف التي يتكبّدها والتي تطورت بنسبة تزيد عن 30% واعتبارا إلى معدل المردودية في الهكتار الواحد المسجلة حاليا فإن 130 مليما هي الحد الأدنى الذي يمكّن من تغطية الكلفة.. لذا فالمطلوب تعديل التسعيرة هذا الموسم حتى تكون خير حافز للفلاح على تعاطي نشاطه في كنف الارتياح والاطمئنان..». للتذكير أشار ذات المصدر إلى أنّ قطاع الطماطم يعتبر استراتيجيا ويعد 10 آلاف منتج ويلبي انتاجه السنوي الحاجيات المحلية والتصدير. وقد بلغت المساحات الجملية المخصصة للانتاج سنة 2007 نحو 19 ألف هكتار أنتجت 780 ألف طن من الطماطم الطازجة توجهت منها 558 ألف طن نحو وحدات التحويل بما مكّن من انتاج 5،97 ألف طن من معجون طماطم وتوجهت نحو 25 ألف طن إلى التجفيف و200 ألف الى السوق المحلية لاستهلاكها طازجة مثنيا على جودة المنتوج التونسي الذي لا يقبل المنافسة على مستوى التصدير.. عقود الانتاج وحول التعامل بعقود الانتاج الذي وصف أحد المنتجين الاقبال عليه بالمحتشم أفاد عبد الحميد الصغير أن التعاطي بعقود الانتاج بلغ نسبة 52% السنة الماضية آملا أن يتدعم الوضع هذا العام باعتبار أهمية هذه الآلية في توضيح العلاقة بين المنتج والمصنع.. على كل نبرة تفاؤل ممثل المهنة يتطلع الناشطون في القطاع الى أن تتجسد قبيل حلول موسم الطماطم المحدد ما بين مارس وموفى أفريل عبر تسوية ملف مراجعة التسعيرة المرجعية.